’الشهيدة ناكهان زرعت بذور جنولوجيا في أجزاء كردستان الأربعة‘

أوضحت عضوة أكاديمية جنولوجيا زينب إردم، أن الأكاديمية ناكهان أكارسال، زرعت بذرة جنولوجيا في أجزاء كردستان الأربعة، وقالت: "ناكهان كانت بمثابة نور وذهنية وأمل وحب وجمال المرأة. إصرارها على النضال سيكون قدوة لنا جميعاً".

’الشهيدة ناكهان زرعت بذور جنولوجيا في أجزاء كردستان الأربعة‘
الأربعاء 4 تشرين الأول, 2023   00:07
مركز الأخبار

استشهدت عضوة أكاديمية جنولوجيا ورئيسة تحرير مجلة جنولوجيا، وأحد مؤسسي مكتبة المرأة الكردية ومركز البحوث والأرشيف، ناكهان أكارسال، قبل عام في السليمانية نتيجة هجوم مسلح من قبل عملاء الدولة التركية.

خاضت الشهيدة ناكهان نضالاً فريداً من أجل تحرير المرأة من النظام الذكوري المهيمن، وكانت واحدة من الأشخاص الذين زرعوا بذور جنولوجيا في أجزاء كردستان لأربعة. ومن خلال حياتها وكتاباتها وآلاف النساء اللاتي تدربن على يدها وأبحاثها، تركت وراءها إرثاً كبيراً في تطور علوم المرأة.

زينب إردم، عضوة أكاديمية جنولوجيا قالت حول الموضوع: "الوفاء لها هو وفاء للجمال والخير والحرية. إن طاقتها وحبها للحياة وتصميمها على النضال سيكون قدوة لنا جميعاً".

وأجابت زينب إردم على أسئلتنا حول نضال الشهيدة ناكهان في مجال جنولوجيا، والبذور التي زرعتها في أجزاء كردستان والنضال القانوني ضد قتلتها.

ما هو طبيعة العمل والبحث الذي قامت به الشهيدة ناكهان أكارسال في أكاديمية جنولوجيا؟

إن جنولوجيا (علم المرأة)، باعتباره علم حياة يتمحور حول المرأة، يجب تقييمه كأسلوب لتطوير طرق ووسائل لتحرير المرأة من نير نظام الهيمنة الذكورية. ومع أن معنى كلمة جنولوجيا هو علم المرأة، إلا أن المعاني التي نعلقها على وجود المرأة ومفهوم المرأة، تبعاً للحاجة إلى علم المرأة والتحول النموذجي للعلم، فإن هناك العديد من تعريفات جنولوجيا. جنولوجيا هو علم المرأة. جنولوجيا هو علم الحياة.. جنولوجيا هو علم اجتماعي تعتمد عليه ثورة المرأة. جنولوجيا هو العلم الذي يتطور على نموذج الحداثة الديمقراطية.

في عام 2008، وافقت الشهيدة ناكهان بحماس على توصيات مرافعة القائد آبو عن سوسيولوجيا الحرية وأرضية علم المرأة. منذ عام 2014، لعبت دوراً رئيسياً في تطوير جنولوجيا وأصبحت علامة فارقة.

الحقيقة أن حماستها للحياة قرّبتها من جنولوجيا. قبل انضمامها إلى أكاديمية جنولوجيا، كانت صحفية وعبّرت عن مشاعر المرأة وآرائها وتاريخها واكتشافاتها، وكتبت الأخبار وبحثت. ولدت في مدينة قونيا، حيث دار صراع منذ مئات السنين من أجل حماية الهوية الكردية، وكان لذلك أثر كبير على شخصيتها. لذلك، كانت تعتبر كل مدينة زارتها في كردستان مدينتها الخاصة، وشعرت بأنها تنتمي إليها. لقد كانت رحلة إلى الجذور، رحلة لاكتشاف المعرفة في جذور النساء وشعبها الذين يتم العمل على سبلهم هويتهم، ورحلة من الحاضر إلى المستقبل.

لم تقبل قط العلم الموجود حالياً. ومن يعرفها ويقرأ كتاباتها يعرف أنها لم تقبل أي شيء لا يمكن أن يجتمع فيه العقل والعواطف. العقل والعاطفة، الرجل والمرأة، الطبيعة والرجل، حاولت إيجاد التوازن بين كل هذه الأشياء في حياتها. أدت هذه النظرة العامة إلى تشكل نموذج خاص للمرأة لديها.

كيف أثرت هذه النظرة الشاملة على شخصية الشهيدة ناكهان على عملها؟

هذه الرؤية العامة جعلتها تزرع بذرة في كل بقاع وطنها. تم زرع بذرة جنولوجيا في أجزاء كردستان الأربعة. وفي عام 2016، شاركت في تأسيس مجلة جنولوجيا في باكور (شمال كردستان)، وكانت في هيئة التحرير وعملت فيها ككاتبة. لقد كانت واحدة من الأشخاص الذين بنوا الأسس النظرية والعملية في علم جنولوجيا.

منذ عام 2017، في روج آفا، من عفرين إلى ديرك، قامت بالبحث والتثقيف حول الجذور التاريخية لثورة المرأة. وفي عام 2018، ذهبت إلى شنكال للبحث في عقيدة الإيزيديين، ووجدت أن جذور عقيدة المرأة تعود إلى ميراث الألوهية.

في عام 2019، ذهبت إلى جنوب كردستان للعمل في أكاديمية جنولوجيا. أشرفت على العشرات من الدورات التدريبية والندوات في مجال جنولوجيا. لقد بذلت جهداً كبيراً للجمع بين القيّم والثقافة الشفهية والدراسات الخاصة بالمرأة الكوردستانية، وتنظيم ما يمكن أن يؤدي إلى قيادة فكر المرأة. وفي جنوب كردستان، عملت بصبر ورغبة في إنشاء مكتبة المرأة الكردية ومركز البحوث والأرشيف في مدينة السليمانية. ورغم كل العقبات والصعوبات، فإنها واصلت المسير على أساس الإيمان بأن ثورة جنوب كردستان ستكون ثورة نسائية، ولم تفقد أملها أبداً.

وفي النهاية شعرت من خلال قوة ذهنيتها ووعيها أن الشعار الملحمي "Jin, Jiyan, Azadî" (المرأة، الحياة، الحرية)، الذي تردد صداه في روجهلات (شرق كردستان)، سيصبح شعار الثورة من الحاضر إلى المستقبل. بعد مقتل جينا أميني على يد النظام الإيراني، بدأت الانتفاضة، وعندما سمعت هذا الشعار في تلك الانتفاضة، قالت بحماس: " ثقافة المرأة التي انطلقت في زاغروس، ونموذج القيادة الذي ينتمي إلى هذا العصر، يتأكد صحته واحداً تلو الآخر".

باختصار، واصلت الشهيدة ناكيهان خلال حياتها بحثها عن الذهنية والإيمان والعاطفة. أينما ذهبت وأينما وطأت قدماها، كانت تسكب أحاسيسها وذهنيتها. وبقدرتها على التوليف والتعبير عن مشاعرها وأفكارها، خلقت ذهنية كانت محجوبة في تاريخ المرأة في كل لحظة من حياتها. هذه الذهنية رفضت هيمنة الرجل، وحمت طبيعة المرأة والمجتمع، وزادت الوعي البيئي. كان لا يزال لديها أشياء كثيرة كتبتها في مذكراتها في اليوم السابق لمقتلها؛ "من أجل كتابة تاريخ الحرية، يتم دفع أثمان باهظة، أريد أن أدوّن ذلك في التاريخ".

بعد اغتيال ناكهان أكارسال على يد الدولة التركية، ماذا حدث في تلك الفترة؟ وأفيد أنه تم القبض على القاتل أثناء فراره من هولير. ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟

كما يعلم الجميع، فإن الشهيدة ناكهان كانت هدفاً لمحاولة اغتيال نظمتها المخابرات التركية أثناء عملها في مكتبة المرأة الكردية ومركز البحوث والأرشيف، واستشهدت نتيجة الهجوم المسلح في السليمانية. وأعلن أن القاتل هو إسماعيل بكر وهو من أنقرة. واعترف قنصل الدولة التركية في العراق علي رضا غوني، في تصريحه للصحافة، بأن القاتل هو الدولة التركية. لكن حتى الآن لم يتم اتخاذ أي إجراء قانوني لملاحقة المجرم، ولم يتم الكشف عن القوى السياسية التي تقف وراء جريمة القتل هذه. ولم تبذل سلطات جنوب كردستان والحكومة العراقية أي جهد لمحاكمة القاتل والقوات التي تقف وراءه. إن هذا الإفلات من العقاب والفشل في الرد على الهجمات الإرهابية التي تشنها الدولة التركية على كردستان يتسبب في هجوم جديد كل يوم. في الواقع، من الممكن رؤية انعكاس الحرب بين الحياة الحرة المبنية حول المرأة ونظام الهيمنة الذكورية الدينية والقومية والجنسية. هذا الموقف الذي لا يستطيع إيديولوجياً أن يمنع الثورة التي تقودها النساء، يتحول إلى هجمات غادرة. وفي باريس وجنوب كردستان وشمال وشرق سوريا، يستهدفون بشكل خاص النساء القياديات. بهذه الجرأة تواصل حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المتدينة والعنصرية، هجماتها التي تستهدف نضال حرية المرأة وعلومها.

وفي مواجهة سياسة الإفلات من العقاب هذه، قام أكثر من 300 أكاديمي وكاتب وسياسي وفنان من جميع أنحاء العالم بالتوقيع على رسالة مفتوحة، ودعوا المؤسسات الدولية إلى التصدي لهذا العدوان من الدولة التركية ضد النساء القياديات، ممثلاً بشخص الشهيدة ناكهان. وقد تم تقديم هذه الرسالة إلى الأمم المتحدة والمجلس الأوروبي والحكومة المركزية في العراق. وتتواصل الجهود القانونية من أجل محاكمة الدولة التركية على الجرائم التي اعترفت بارتكابها.

ما الذي تقومون به لإكمال المشاريع غير المكتملة للشهيد ناكيهان أكارسيل، مثل أكاديمية جنولوجيا؟

لقد أصبحت الشهيدة ناكهان، مثل كل الذين سبقوها وجاؤوا بعدها، هي الإجابة على سؤال "كيف يجب أن تعيش النساء؟" إن حياتها ونضالها وكتاباتها تنير لنا الدرب. ومن المشاريع التي لم تكتمل بعد هي مكتبة المرأة الكردية ومركز البحوث والأرشيف التي افتتحتها زميلاتها في 25 حزيران 2023. وتقوم مئات النساء بتدريس جنولوجيا، وعقد الندوات والمؤتمرات لنقل هذه الطاقة إلى كل مكان يطرح فيه سؤال؛ "ما هي جنولوجيا، وما هي أهميته؟، إنهن يكتبن وينتجن الفن، ويتطورن على درب إثبات الوجود. إن آمالنا المعقودة على هذه الأعمال تساهم دائماً في توسيع وتعميق نطاق علم جنولوجيا.

وسنعمل وفق توجيهاتها وكتاباتها، وسنعمل إلى دمج خبرات النساء اللاتي أنتجن العلم لأول مرة في التاريخ مع سائر علومها. سوف نعتني وننمي البذور التي خلقتها، ونعمل على تنميتها ونوصل شعار " Jin, Jiyan, Azadî " إلى كل مكان. ناكهان كانت بمثابة نور وذهنية وأمل وحب وجمال المرأة". إصرارها على النضال سيكون قدوة لنا جميعاً".

(ك)

ANHA