"أكثر من 450 طن من الأخشاب يتم قطعها من غابات باشور وبيعها في الأسواق يومياً"

أوضح صحفيون وحقوقيون أن الجرائم التي ترتكبها تركيا في حربها على جنوب كردستان تندرج ضمن جرائم الحرب، لافتين إلى وجود صفقة بين تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني لبيع مئات آلاف الأطنان من الخشب المصنّع من الغابات التي تقطعها تركيا في باشور.

"أكثر من 450 طن من الأخشاب يتم قطعها من غابات باشور وبيعها في الأسواق يومياً"
الأربعاء 9 حزيران, 2021   23:50
مركز الأخبار – زانا دنيز

لم تكتف الدولة التركية من خلال هجماتها هذه المرة في استهداف البشر فقط، إنما ترتكب اليوم مجزرة بحق بيئة وطبيعة باشور كردستان، إحصائيات وأرقام تكشف مدى عنجهية وعداوة تركيا للشعب الكردي، في هذا التقرير يسرد لنا مسؤولون في الشأن حجم الضرر الذي ألحقته تركيا ببيئة باشور كردستان.

تدمير ممنهج لطبيعة كردستان

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2021/06/09/153852_terife.jpeg

في هذا الصدد تقول تريفة فريدون وهي مسؤولة العلاقات في منظمة البيئة الكردستانية "منذ عشرات السنين والمخططات الاستعمارية من قبل الدولة الفاشية التركية مستمرة لاحتلال أراضي كردستان سعياً منها لإعادة الإمبراطورية العثمانية، وأضافت: "هذه المحاولات مستمرة إلى يومنا هذا عن طريق إنشاء أكثر من أربعين قاعدة عسكرية تركية في أراضي باشور كردستان والقصف مستمر بجميع أنواع الأسلحة الثقيلة".

وعن غاية تركيا لفتت تريفة "الهدف ليس احتلال أراضي باشور كردستان فقط، ولكن الهدف منها أيضاً تدمير البنية التحتية والبيئية في المنطقة"، وأردفت قائلة: "هذه الحروب التي تشنها الدولة التركية على أراضي جنوب كردستان لا تستهدف البشر فقط، بل تستهدف البيئة أيضاً فالأسلحة المستخدمة في الحروب تؤدي إلى تلوث التربة والمياه أيضاً مما يسبب تلوث البيئة ويؤدي إلى موت الكائنات النباتية وبالتالي تدمير البيئة".

وذكرت تريفة بعض ممارسات جيش الاحتلال التركي ضد جغرافية باشور كردستان " بالعودة إلى عام 1992 وحتى يومنا هذا، تهدف تركيا إلى تدمير جغرافية جنوب كردستان عن طريق قصف أراضيها بالطائرات، الأمر الذي أدى بدوره إلى استشهاد الآلاف من المواطنين الكرد ومقاتلي الكريلا، كما أدى إلى حرق مساحات كبيرة من غابات جنوب كردستان".

آلاف عمليات القصف الجوي والبري على باشور

وذكرت تريفة فريدون إحصائيات بعمليات القصف التركية" بالعودة إلى عام 2015 وحتى أواخر عام 2019، قصف الاحتلال التركي أكثر من 698 مرة أراضي باشور كردستان بالطائرات الحربية، وقصفت بالمدفعية والأسلحة الثقيلة 555 مرة، وفي عام 2020 قصفت طائرات الاحتلال أكثر من 1300 مرة، وأكثر من 120 مرة بالمدفعية والأسلحة الثقيلة، مما أدى إلى استهداف أكثر من 300 قرية".

وأكدت تريفة أن :"الأسلحة التي يتم استخدامها من قبل جيش الاحتلال التركي من مدافع الهاون وطائرات F 16، تحتوي على مواد كيماوية والتي هي بالأساس محرمة دولياً، وقالت: " استخدام هذه الأسلحة أضرّت بالبيئة وأدت إلى حرق مساحات خضراء شاسعة، وأدت إلى موت عدد كبير من الحيوانات البرية والطيور وانقراض الكثير من أنواع الحيوانات".

' يتم في اليوم الواحد تصدير أكثر من 450 طن من الأخشاب من غابات باشور وبيعها في الاسواق'

وكشفت تريفة تفاصيل صفقة " تركيا مع حكومة باشور كردستان لبناء معامل لقطع الأشجار وتجهيزها لتصديرها للأراضي التركية، وبينت: "يتم تصدير في اليوم الواحد أكثر من 450 طن من الأخشاب التي يتم قطعها من غابات باشور وبيعها في الأسواق".

وأضافت "هذه الانتهاكات التركية لا تطال جغرافية باشور كردستان فقط، إنما تتكرر هذه الظاهرة في المناطق التي تحتلها تركيا في سوريا. تركيا قامت بقطع أكثر من314400 شجرة زيتون، وحرق أكثر من 11 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وأكدت: "هذه الإحصائيات هي إحصائيات دقيقة تمكنت المنظمة البيئية الكردستانية من الحصول عليها".

تريفة أكدت أن الجرائم البيئية تندرج ضمن قائمة جرائم الحرب وفق المواثيق الدولية ويجب محاسبة مرتكبي هذه الجرائم، ونوهت: "تنص المادة 35 من الدستور العراقي على ضرورة الحفاظ على البيئة وحمايتها، لذلك كان يجب على الحكومة العراقية أن تطالب الحكومات والمنظمات الدولية للتدخل والوقوف في وجه جرائم الدولة التركية".

لم تخرج الحكومة العراقية حتى الآن من صمتها الأمر الذي أعطى الفرصة لتركيا لترتكب المزيد من الانتهاكات، وقالت مسؤولة العلاقات في منظمة البيئة الكردستانية تريفة فريدون "إن الهجمات والجرائم تتم بموافقة الحكومة العراقية وحكومة باشور كردستان فهذه الإحصائيات التي تحدث، لا تستطيع تركيا أن تفعلها إلا بموافقة الحكومتين، لذلك يجب على جميع الكرد أن يقفوا صفاً واحداً أمام انتهاكات الاحتلال التركي".

تركيا تهدف لتقطيع أوصال كردستان

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2021/06/09/153921_bahra-abdullah.jpeg

المحامية والإدارية في المنظمة البيئية الكردستانية في مدينة السليمانية بهرة عبدالله محمود تقول لم تكتف تركيا بهذا القدر من الجرائم بل تقوم بارتكاب المجازر ضد البيئة أيضاً عن طريق استخدام الأسلحة الكيماوية، وأوضحت: "قطع الأشجار له تأثير سلبي على حياة الإنسان وقطع سبل العيش في هذه المنطقة، لأن قطع الأشجار واستخدام الأسلحة الكيماوية له تأثير سلبي على المياه والتربة مما يؤدي إلى صعوبة عيش الإنسان وجميع الكائنات الحية في هذه المناطق متضررة".

وترى بهرة إن ما تقوم به تركيا من جرائم هي أعمال ممنهجة وليست عبثية، وقالت "تركيا تهدف إلى قطع الصلة والعلاقات بين جميع أجزاء كردستان، فعلى سبيل المثال ما حدث في غرب كردستان عندما قامت الحكومة السورية بتغيير ديمغرافية المنطقة وجلبت العرب إلى مناطق الكرد قطّعت بذلك جميع العلاقات بين كرد روج آفا وكرد باكور كردستان، اليوم تقوم بنفس الممارسات لفصل باشور عن باكور كردستان".

https://www.hawarnews.com/ar/uploads/files/2021/06/09/154002_saswar-mame.jpeg

بدوره، أوضح الصحفي شاسوار مامه أن جيش الاحتلال تمدد بنحو 40 كيلومتراً في منطقة بهدينان بباشور كردستان، ونصبت العديد من النقاط العسكرية، وذلك بحسب ما نشرته وسائل الإعلام الرسمية، في غضون ذلك يبين أن تركيا غيّرت من تكتيك حربها بتوجيه سياستها نحو إبادة الطبيعة، وأًثبت ذلك من قبل أهالي المنطقة الذين كان شهودًا على ما يرتكبه الجيش التركي هناك.

وأوضح مامى إن تركيا تدّعي أن هدفها من هذه الهجمات محاربة حزب العمال الكردستاني وليس الكرد، وتعيد حكومة باشور بزعامة حزب الديمقراطي الكردستاني هذه المقولة، وبهذا فإن حكومة باشور كردستان تشرعن هجمات الاحتلال التركي، وبيّن: "إلى جانب ذلك، لم تبرز حكومة بغداد موقفها من الهجمات بشكل واضح، هذا يدل على حصول تركيا على موافقة مسبقة من الحكومتين".

'الهجمات على أراضي باشور كردستان تهدف في مضمونها إلى احتلال الأراضي وتوطين مرتزقة تركيا'

وكشف شاسوار مامه إن الأحزاب السياسية في باشور كردستان تعيش حالة من التناقض فيما بينها، وقال: "الخلافات السياسية والاقتصادية بين حكومتي بغداد وهولير تسببت بعدم إصدار موقف مشترك فيما يتعلق بهجمات تركيا".

وأكد الصحفي شاسوار :"هذه الهجمات على أراضي باشور كردستان، فهي تهدف في مضمونها إلى احتلال الأراضي وتوطين مرتزقة تركيا في تلك المناطق وبالتالي ضرب استقلال باشور كردستان".

ANHA