زلال جكر: إذا لم يقرّر الكرد مصيرهم في المرحلة الرّاهنة لن يستطيعوا ذلك في المستقبل
قالت الرّئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي زلال جكر إنّ نداء منظومة المجتمع الكردستاني من أجل تصعيد النضال ضد الفاشية والاحتلال جاء في وقت يزداد فيه خطر الدولة التركية على المنطقة، وعلى الشعب الكردي بشكل خاصّ. وأكّدت استعدادهم لبذل كل ما يقع على عاتقهم.جاء ذلك خلال حوار أجرته وكالتنا مع الرئاسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM زلال جكر حول الحملة التي أطلقتها منظومة المجتمع الكردستاني التي حملت عنوان " كفي للعزلة وللفاشية وللاحتلال، حان وقت الحرية".
وجاء في الحوار:
*كيف تقيّمون البيان الصادر عن منظومة المجتمع الكردستاني حيال هجمات الاحتلال التركي ؟
ننظر بإيجابية إلى بيان منظومة المجتمع الكردستاني فيما يخص الهجمات على المنطقة، فهنالك حاجة إلى توحيد الصفوف في كل من باكور، باشور، وروجهلات كردستان للعمل ضد الاحتلال التركي. كما يعلم الجميع الحكومة التركية بقيادة أردوغان تحاول إعادة عهد العثمانيين مرة أخرى في المنطقة، ونرى هذا بشكل علني على أرض الواقع، حيث وسّعت تركيا جذورها في جميع الدول العربية والكردية.
تركيا الآن تنتهج السياسة العثمانية بشكل واضح، فليبيا خير مثال على ذلك، وعلى هذا الأساس وضّح بيان منظومة المجتمع الكردستاني خطورة خطوات الدولة التركية على الشرق الأوسط وكردستان، وعودة السياسات التركية لتقسيم الدول العربية كما قسّمت تركيا كردستان سابقاً إلى أربعة أجزاء.
تركيا من خلال هجماتها تحاول تطبيق الميثاق الملي في المنطقة مرة أخرى، يعني احتلال المنطقة ما بين ديرك إلى حلب ومن زاخو إلى كركوك والموصل، لذلك ننظر نحن الكرد في شمال وشرق سوريا بإيجابية إلى منظومة المجتمع الكردستاني وسوف نقوم بالتدابير اللازمة بخصوص هذا الشأن.
*البيان تطرّق إلى كافة أجزاء كردستان، ومن ضمنها روج آفا، فما أهمية هذا البيان في هذه المرحلة بشكل عام، وروج آفا بشكل خاص؟
كما يعلم الجميع، شهدت مناطق روج آفا مواجهات عنيفة على كافة الأصعدة، وتمكّنا خلال هذه السنوات من تطبيق مشروع الأمة الديمقراطية الذي يستند إلى فكر القائد عبد الله أوجلان، وتمكّنت الإدارة الذاتية من إثبات نفسها كإدارة يمكنها إدارة شؤون المنطقة.
الدولة التركية وبهدف القضاء على مكتسبات الشعب هاجمت عدة مرات مناطق شمال وشرق سوريا، ولهذا وجّهت منظومة المجتمع الكردستاني تحذيراً إلى أهالي مناطق روج آفا وشمال شرق سوريا للحفاظ على الهوية ومواجهة أي عدوان يستهدف المنطقة.
الكرد في روج آفا تمكّنوا بشكل فعلي من إثبات هويتهم من خلال مقاومتهم البطولية ضد الجماعات الإرهابية وقدّموا آلاف الشّهداء من كرد وعرب وسريان، وتمكّنوا من الوصول إلى مشروع الأمة الديمقراطية من خلال ترسيخ أخوّة الشعوب بين أهالي المنطقة، وحافظوا على مكتسبات الثورة.
الدولة التركية اليوم تستهدف مشروع الأمة الديمقراطية وخصوصاً أخوّة الشعوب المبنية في مناطق شمال وشرق سوريا من خلال استخدام بعض الجهات أو حتى من خلال الحرب الإعلامية الخاصة، لهذا فإنّ الشعار الذي نرفعه " حان وقت حماية الثورة وإنهاء الاحتلال" سيكون أساساً لنا في روج آفا لأنّنا بالفعل تمكنا من تطبيق فكر القائد عبد الله أوجلان وسنتسمر بالمقاومة على هذا الأساس مهما كلف الأمر.
*برأيكم ما الذي دفع منظومة المجتمع الكردستاني إلى إصدار هكذا بيان، في هذه المرحلة ؟
بيان منظومة المجتمع الكردستانية جاء في هذا الوقت نتيجة ازدياد خطر الدولة التركية على المنطقة، وخاصة أنّها تريد تجزئة الكرد وتفرقتهم، والجميع يدرك بأنّ الكرد في الأجزاء الأربعة من كردستان منقسمين، لذا تريد بث التفرقة فيما بينهم أيضاً.
يمكننا القول إنّ هناك انقساماً في باشور كردستان بين بهدينان وخط سوران، في الوقت ذاته هناك تشرذم بين الكرد في روجهلات (شرق) كردستان، وفي روج آفا أيضاً هناك خلافات بين المجلس الوطني الكردي في سوريا وأحزاب أخرى.
ونلاحظ في باشور كردستان أيضاً هناك خلافات بين الشعب، ممن يقفون إلى جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن يقف إلى جانب حزب العمال الكردستاني.
الدولة التركية ولأجل عدم توحيد القوى الكردية تحت مظلّة واحدة تلعب بكافة الأساليب لعدم تحقيق أمل الشعب الكردي، ونعلم جميعاً بأنّ القائد عبد الله أوجلان كان يدعوا دائماً في لقاءاته إلى توحيد الرؤى الكردية.
حملة توحيد الصف الكردي التي أًطلقت في روج آفا كردستان جاءت من أجل لم شتات الأحزاب الكردية المتمثّلة بأحزاب الوحدة الوطنية والمجلس الوطني الكردي في سوريا، لذا فإنّ بيان منظومة المجتمع الكردستانية جاء لتحقيق مطالب القائد عبد الله أوجلان، عندما قال يجب على جميع الكرد في الأجزاء الأربعة من كردستان عقد المؤتمر الوطني الكردي، وتمثيل الكرد في العالم أجمع، والآن نحن أمام مرحلة فاصلة استطعنا بالمقاومة، وبتضحيات الآلاف من الشهداء إثبات وجود الشعب الكردي، وأن نؤكّد بأنّ الوحدة الكردية المستمدّة من فكر وفلسفة القائد أوجلان ستحقق للكرد وجودهم وانتماءهم.
*ما المطلوب من المجتمع الكردستاني بشكل عام، وروج آفا بشكل خاصّ، حيال دعوة المنظومة للانتفاض؟
مطالب منظومة المجتمع الكردستانيةKCK في هذا التوقيت جاءت لتوحيد الكرد أينما كانوا، وليدركوا خطر هذه المرحلة على الكرد، الدولة الركية الآن تحارب تحت اسم الحرب العالمية الثالثة، فهي حاصلة على الضوء الأخضر لفعل ما تريده، كونها عضواً في حلف الناتو ويخوّلها هذا الأمر للتصرّف حسبما تشاء.
المطلوب من الشعب الكردي، الالتفاف حول هذه الحملة، وبيان منظومة المجتمع الكردستانية جاء لإيقاظ الكرد، وهذا بالنسبة لنا مكسب قيم، إذ إنّ حرية القائد حريتنا، وعلينا الخروج إلى الساحات من جميع المكونات من الكرد والعرب والسريان وأن نقول بصوت واحد "لا للاحتلال التركي".
لذلك هذه الحملة يجب أن نساندها بفعالياتنا, ويجب أن نشارك فيها بكل قوّة, سواء في روجافا أو في شمال وشرق سوريا, وحالياً تشارك فيها مختلف مكونات المنطقة ليس الكرد وحدهم, المنطقة برمّتها من "كرد, عرب, سريان" مشاركين عبر فعاليات مختلفة, الجميع بدأ برفع صوته ضد الاحتلال التركي, وبصرخة واحدة ينادون اليوم "لا للاحتلال التركي, نعم لحرية القائد آبو, يجب المحافظة على مكتسباتنا".
يقع على عاتقنا في شمال وشرق سوريا مسؤولية كبيرة وتاريخية في الحقيقة, بغية التصدي لهجمات الاحتلال التركي.
لذلك علينا جميعاً في شمال وشرق سوريا أن نقف وقفة واحدة, لإنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية, وعدم الاكتفاء بتحرير بعض المناطق في شمال وشرق سوريا فقط, نعم من أولوياتنا تحرير سري كانيه, كري سبي, عفرين", ولكن لن نرضى إلّا بتحرير كافة الأراضي السورية وإخراج الاحتلال التركي منها " جرابلس, الباب, عزاز, إدلب", وهذا لن يتحقّق إلّا بمقاومة الشعب المتكاتف.
بعض الأطراف الكردية تتغافل عن حساسية المرحلة، وخطرها، والبعض الآخر يتعاون مع العدو ضد شعبه، برأيكم ما سبب هذه المواقف، وكيف يجب على المجتمع الكردستاني التعامل معها؟
إنّ تقرّب العديد من الأطراف السياسية في حكومة باشور كردستان، ومنها الحزب الديمقراطي الكردستاني مما يتعرّض له الشعب الكردي هو موقف محل تنديد واستنكار. موقف الأحزاب في باشور كردستان يجب أن يكون أقوى ممّا هو عليه, ومعاناة الشعب الكردي اليوم تنبع من موقف تلك الأحزاب, وخاصة موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني".
فنشاهد اليوم أنّ الاحتلال التركي يقوم باحتلال أراضي باشور كردستان تحت حجة محاربته لحزب العمال الكردستاني أمام مرأى تلك الأطراف, وما يساند هذا الاحتلال هو حكومة باشور كردستان التي يقودها الحزب الديمقراطي الكردستاني, الذي يتحدّث بما يتحدّث عنه الاحتلال التركي .
وحتى في شمال وشرق سوريا عند يهاجم الاحتلال التركي هذه المناطق, فإنّ تلك الأطراف نفسها تساند عبر تصريحاتها وبياناتها تلك الحجة التي تحججت بها تركيا. إنّ الصمت الذي يسيطر على تلك الأطراف حيال ما يتعرّض له الشعب الكردي في المنطقة وتعاونهم مع الاحتلال ليس إلّا خيانة, وعبارة عن تعاون تجاري على حساب شعبهم ودماء الشعب, ويتوجب على تلك الأطراف التخلّي عن هذه التصرفات, وبالأخص الأحزاب في باشور كردستان.
كما ويتوجّب على جميع الأطراف السياسية والأحزاب في باكور كردستان وروجهلات, وروج آفا وباشور توحيد الموقف ضد الاحتلال التركي, واتخاذ موقف صارم حيال ما يقوم به الاحتلال التركي بحق شعوب كردستان.
نرى في باشور كردستان عندما ينتفض الشعب تتدخل قوى الأمن بتعليمات من حكومة باشور لإيقاف انتفاضة الشعب، واعتقال كل من ينظّم الانتفاضات والاحتجاجات وزجهم في السجون، وكما يزج كل إعلامي وصحفي يسعى لإظهار الحقائق في المعتقلات.
في حال التخلف وعدم الاستجابة, والصمت حيال ما يرتكبه المحتلين في أجزاء كردستان الأربعة, ولا سيّما ما يحدث في روج آفا وباشور كردستان من قبل المحتل التركي, ماذا سيكون مصير الكرد في القرن المقبل, والمستقبل؟
هناك صمت حيال انتهاكات وهجمات الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا وباشور كردستان، من قبل حكومة العراق وسوريا والرأي العام العالمي، وذلك يظهر أنّه إذا لم يثبت الشعب الكردي وجوده فإنّه لن يستطيع كسب الرأي العالمي.
يمكنني القول إنّنا تمكّنا إلى حدّ ما من كسب الرأي العالمي بخصوص الوضع في روج آفا وشمال وشرق سوريا من خلال مقاومة كوباني وعفرين وسري كانية وكري سبي، وبذلك أكّدنا للعالم بأنّ الشعب الكردي لن يتراجع خطوة إلى الخلف وأثبتنا وجودنا، فيما نحاول ضمان المنجزات والمكتسبات التي حققناها.
ولكن هناك صمت حيال الهجمات على مناطق حفتانين وعلى قرى باشور كردستان، إلى جانب بناء الدولة التركية للعشرات من القواعد العسكرية، دون أي موقف جاد من قبل حكومتا باشور والعراق.
وفي سوريا، في الوقت الذي يتطلّب فيه من الحكومة السورية أن تبدي موقفاً صارماً حيال انتهاكات واحتلال تركيا لأراضي سوريا، تتجه إلى استخدام أوراق وهمية وألاعيب ضد الشعب الكردي، بل وتسعى إلى عقد اتفاقيات كما تفعل حكومة العراق مع الدول المحتلة
القرن الـ 21 هو قرن حرية الشعوب، ولكن في ذات الوقت فإنّ الذهنية السلطوية تريد أن تبني سلطتها وحكمها على حساب ممتلكات ومكتسبات الشعوب عبر الدولة التركية.
لذلك إذا لم يقرّر الكرد تحديد مصيرهم في المرحلة الراهنة، لن يستطيعوا ذلك في المستقبل. على الشعب الكردي في أجزاء كردستان والمغتربين أن ينظّموا أنفسهم والالتفاف حول الوحدة الوطنية، لأنّه بالوحدة يمكن دحر الاحتلال التركي الذي يشكل خطراً على وجود الشعب الكردي.
ونحن باسم شعوب روج آفا وحركة المجتمع الديمقراطي سنبذل كل ما يقع على عاتقنا من أجل ضمان حرية القائد أوجلان وحماية المكتسبات في روج آفا.
(كروب/ك)