إلهام أحمد: تطوير حوار داخلي بين أبناء المنطقة أمر ضروري لتعزيز الإدارة الذاتية

قالت رئيسة الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد أنهم يتجهون نحو عقد ملتقى حواري أو مؤتمر يجمع بين كافة أبناء إقليمي الجزيرة والفرات, هدفه تعزيز الإدارة الذاتية، ولفتت إلى أهمية مشاركة الجميع خصوصاً من لا يتواجدون ضمن الإدارة حالياً.
وأعلن مجلس سوريا الديمقراطية في الـ 31 من تموز المنصرم أنه سيبدأ عقد ندوات حوارية لممثلي الشعب وأبنائه من المثقفين والأكاديميين ورؤساء وشيوخ العشائر من أجل تعزيز العيش المشترك وأخوة الشعوب ووحدة مصيرها, في خطوة جديدة لتعزيز وترسيخ الحوار السوري بين أبناء المنطقة بعد ما شهدته من تطورات سياسية مؤخراً.
وجاءت سلسلة الندوات الحوارية تلك من أجل الدعوة إلى مؤتمر حواري موسع سيعقد في الفترة المقبلة بين أبناء منطقة شمال وشرق سوريا، لتحقيق المزيد من التضامن والتعاون في وجه ما يهدد أمن واستقرار المنطقة, حسب ما بينته رئيسة الهيئة التنفيذية في مجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد في حوارها الصحفي مع وكالتنا، وإلى نص الحوار:
ما هو المؤتمر الذي تسعون لعقده, وما أهميته؟
هو عبارة عن حوارات داخلية بين الإدارة الذاتية وأبناء مناطق إقليمي الجزيرة والفرات.
كما تعلمون إن هذه المنطقة هي الأكثر أمناً واستقراراً, ولكن تسعى بعض الدول الإقليمية والنظام السوري والمجموعات المرتزقة، دوماً إلى زعزعة هذا الاستقرار, لذا شهد ريف دير الزور مؤخراً بعضاً من الأحداث والتي كانت نتاج هذا التدخل الخارجي, ونتاج وجود خلايا داعش النائمة هناك والتي تعتمد عليها هذه الدول والقوى, لضرب أمن واستقرار المنطقة.
لذلك رأينا بأن تطوير حوار داخلي بين أبناء ومكونات المنطقة أمر عاجل وضروري, لتعزيز الإدارة الذاتية وتقويتها وتطويرها, والتي تعتبر من الضروريات الأساسية, لا سميا بعد ما نشاهده ونسمعه من انتقادات حول أداء بعضها في وسائل الإعلام ومن الاجتماعات التي تعقد مع كافة الأطراف, والدعوات التي تناشد لتطوير هذه الإدارات المتشكلة في شمال وشرق سوريا.
الانتقادات لا تعني بأن الإدارة الذاتية غير قادرة وأنها غير متمكنة ويجب نسف هذا المشروع, على العكس تماماً يجب علينا الاستماع إلى تلك الانتقادات, وأخذ الملاحظات بعين الاعتبار, وتعزيز هذه الإدارات الذاتية بشكل آخر, لذلك طرح مشروع حوارات داخلية بين أبناء المنطقة في إقليمي الجزيرة والفرات أمر ضروري ويحمل مجلس سوريا الديمقراطية على عاتقه القيام بهكذا ندوات حوارية.
وضمن هذا الإطار من الممكن أن يُعقد اجتماع موسع على مستوى الإقليمين للوصول إلى توصيات ضرورية تخص الإدارة الذاتية والمنطقة وأبناءها لتأمين مطالبهم, ولتحسين إمكانيات العيش فيها, ولتحقيق نموذج أفضل من الإدارة سواء الإدارة الذاتية أو المدنية.
من الأطراف التي سيتم دعوتها في هذه المبادرة التي أنتم بصدد القيام بها؟
الإدارة الذاتية عندما تشكلت كان لها داعمون ومؤيدون كثر ولا تزال, لكن هناك فئة غير منضوية ضمن هذه الإدارات, أي أنها غير ممثلة, سواء كانت قسم من العشائر, أو شخصيات تكنوقراطية, أو أحزاب وكتل سياسية, منها موالية للنظام السوري, ومنها للائتلاف, أو مستقلون غير مرتبطين بأية أحزاب وتكتلات سياسية.
ولذلك من الضروري الأخذ بآراء جميع أبناء المنطقة سواء كانوا موالين للنظام أو للمعارضة الخارجية أو المستقلين, أو ممن هم ضمن الإدارات الذاتية ويحملون بعض الانتقادات حول آلية عمل هذه الإدارات.
إن تطوير الحوار مع هذه الأطراف سيسهم في تحسين أداء هذه الإدارة, بالإضافة إلى تغيير السياسة حسب الاقتراحات التي سيقدمها الجميع في إطار هذه المبادرة.
كيف سيتم التوصل إلى هذا المؤتمر الموسع ؟
ستكون هناك خطوات تمهيدية, منها عقد ملتقيات وندوات حوارية مصغرة, يكون فيها الحوار داخلي على مستوى كل مقاطعة "قامشلو, الحسكة, دير الزور, الرقة, الطبقة, منبج, كوباني",و تجمع أبناء المنطقة من ممثلي الإدارة الذاتية وممن هم خارج هذه الإدارة.
وسيتم التحاور في هذه الندوات والملتقيات المصغرة وتدوين الاقتراحات, حول بعض النقاط التي سيحملها مجلس سوريا الديمقراطية عن العلاقات التاريخية بين مكونات المنطقة ودورها في رسم مستقبل سوريا, وعن الحوارات والمفاوضات التي دارت حتى الآن في سوريا، سواء مع المعارضة أو النظام السوري أو الحوار الكردي - الكردي, لأن هناك رؤى مختلفة لكل طرف حول بعض النقاط فهناك من يؤيد ومن يعارض.
وكذلك سيتم التحاور حول نقطة الإدارة الذاتية ما لها وما عليها, ما هي النقاط التي من الممكن طرحها ومناقشتها في أداء هذه الإدارات من الناحية السياسية والأمنية والخدمية, والأخذ بالاقتراحات والانتقادات للخروج بجملة من التوصيات لمتابعتها مع الإدارة الذاتية بمختلف جوانبها, للوصول إلى نموذج إدارة جيد, بحيث يرى جميع أبناء المنطقة أنفسهم ضمن هذه الإدارة, ولتكون خطوة لترسيخ الاستقرار في المناطق السورية الأخرى, نظراً لمشاركة العديد من الوفود التي ستحضر المؤتمر من خارج مناطق الإدارة الذاتية, للاستفادة مما تشهده المنطقة.
ماذا عن مقاطعة الشهباء؟
الشهباء جزء من الإدارة الذاتية, وأهالي حي الشيخ مقصود في حلب أيضاً هم جزء من الإدارة. تحسين الإدارة الذاتية يخص تلك المناطق أيضاً, ولكن وضع مناطق الشهباء هناك يختلف ولا يشبه وضع المناطق هنا, الشهباء هي منطقة يقطنها الآن المهجرون قسراً من عفرين, ولديهم مشاكل وقضايا كثيرة, ولكنها لا تشبه القضايا التي تشهدها إقليمي الجزيرة والفرات, لذلك خصوصية تلك المناطق ستؤخذ بعين الاعتبار, وسيكون هناك برنامج آخر مطروح بما يخص تلك المناطق.
ما الخطوة الثانية بعد الندوات الحوارية والملتقيات المصغرة للوصول إلى المؤتمر الموسع؟
بعد هذه الملتقيات والندوات المصغرة سنعمل على تنظيم اجتماع موسع, بحيث يحضره العديد من الشخصيات من وجهاء المنطقة والعشائر, بالإضافة إلى شخصيات التكنوقراط, والمثقفين, وفعاليات مجتمعية نسوية وشبابية, ومؤسسات مدنية, يمثلون أبناء المنطقة بالكامل على مستوى إقليمي الفرات والجزيرة, وسيتم فيه إطلاق ورقة يمكننا أن نسميها ميثاق وطني, أو ورقة نحو ترسيخ الاستقرار في المنطقة, حسب ما يتم الاتفاق عليه في الندوات والملتقيات المصغرة لمناقشتها, ومن ثم سيتم الخروج بتشكيل لجنة متابعة لمتابعة تطبيق وتنفيذ التوصيات التي ستصدر عن هذا الاجتماع.
الجمع الكبير الذي سيجتمع في الاجتماع الأخير, وهو المؤتمر سيتجاوز الآلاف وسيكونون من ممثلي المنطقة, ولكن مع ذلك إن وجدت هناك اقتراحات وملاحظات من العامة, فإن الباب سيكون مفتوحاً أمام أي ملاحظة أو مقترح من الشعب في النهاية لأخذه بعين الاعتبار ومناقشته حول التوصيات الأخيرة التي سيتم الخروج بها من هذا المؤتمر الموسع.
هل ستركز التوصيات على ما يخص شمال وشرق سوريا فقط أم سوريا ككل؟
طبعاً التوصيات التي سيتم الخروج بها ستخص المنطقة بشكل خاص, ولكن سيكون ضمنها بنود وتوصيات عامة تخص سوريا, سواء موضوع وحدة الأراضي السورية, أو موضوع الحل السياسي, فهذه ستكون أساسية وعامة وتخص كل سوريا وليس المنطقة لوحدها.
مشاركة نتائج هذا الملتقى أو المؤتمر مع القوى السياسية والمعارضة السورية الأخرى ستكون من الأولويات, باعتبار القوى الأخرى المعادية لهذا المشروع مهتمة دائماً بالخلافات في هذه المنطقة, وتحاول بشكل مستمر زيادة زعزعة الاستقرار فيها, لذلك إيصال الفكرة لكافة الأطراف سواء الإقليمية والدولية, أو الوطنية, سيكون من الضروري.
مجلس سوريا الديمقراطية لديه مع بعض القوى الأخرى والشخصيات المستقلة، مشروع آخر لحل الأزمة السورية, على المستوى السوري بشكل عام, وهو يعمل حالياً مع قوى المعارضة الديمقراطية ويستمرون في هذا المشروع.
ANHA