​​​​​​​في أعقاب هدن واتفاقيات.. ماذا جرى في (خفض التصعيد)؟

توجهت الأنظار خلال الأيام الماضية بشكل كبير إلى منطقة (خفض التصعيد), حيث شنت قوات النظام بدعم روسي هجمات عنيفة على الرغم من إعلان كل من روسيا وتركيا لهدنة لم تدم طويلاً, وتمكنت من تحقيق تقدم, ما أشعر تركيا بالقلق, فماذا حدث خلال هذه الأيام.

​​​​​​​في أعقاب هدن واتفاقيات.. ماذا جرى في (خفض التصعيد)؟
الخميس 6 شباط, 2020   03:32
مركز الأخبار- آزاد سفو

لم تدم الهدنة التي توصل إليها كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي خلال لقاء عقد بتركيا في الـ8 من كانون الثاني الماضي, طويلاً.

بدعم روسي.. النظام يتقدم وتركيا صامتة

وفي اليوم الرابع للهدنة المزعومة كثفت قوات النظام السوري من هجماتها على إدلب بدعم روسي, وسط غموض في الموقف التركي.

وبدأت قوات النظام بالتقدم من مدينة خان شيخون التي سيطر عليها في الشهر الثامن من العام الماضي, حيث حشد النظام قواته للتقدم باتجاه معرة النعمان الاستراتيجية من محور بلدة التح.

وسبق الهجمات, اجتماع لتركيا مع مرتزقتها أبلغتهم خلالها بأنها لم تتمكن من إقناع روسيا بإيقاف الهجمات وبأن عليهم الاعتماد على أنفسهم، وهو ما اعتبر تخلياً صريحاً عن المرتزقة.

وتمكنت قوات النظام وبدعم من روسيا منذ بدء الهجوم العنيف على ريف إدلب في 24 من الشهر الفائت من السيطرة على العديد من القرى والبدات والمدن لعل أهمها بالنسبة للنظام هي مدينة معرة النعمان.

بعد معرة النعمان.. الصراخ التركي يرتفع لماذا؟

وبعد أن سيطرت قوات النظام على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في الـ28 من كانون الثاني الماضي, وحديث النظام عن حشود كبيرة وتحضير لإكمال الهجوم إلى سراقب بالتزامن مع تحضير لهجوم آخر في ريف حلب, بدأ الصراخ التركي.

حيث تحدثت مصادر بأن تركيا وخلال محادثاتها مع روسيا حاولت أن تتوصل لاتفاقية تقضي بتسليم معرة النعمان للنظام, مقابل إبقاء نقاط مراقبتها ومرتزقتها على الطرق الدولية وسراقب, إلا أنه وعلى ما يبدو بأن الحاجة الروسية للسيطرة  على الطرق الدولية باتت ملحة.

تعتبر منطقة سراقب هامة جداً واستراتيجية للنظام السوري، فالمدينة هي صلة الوصل بين جنوب حلب وريف إدلب، وأيضاً البوابة الشرقية لمدينة إدلب، فإن النظام وبسيطرته على سراقب يتمكن من محاصرة منطقة جبل الزاوية.

وفي حال تمكن النظام من السيطرة على البلدة يتمكن من الوصول إلى منطقة أبو الظهور ومطارها وهي قريبة نسبياً من مركز المدينة (27كيلو عن مدينة إدلب)، وبالسيطرة عليها تقترب قوات النظام من حلب أكثر التي تحتلها مرتزقة تركيا.

ولكي تتفادى تركيا خسارة هذه المنطقة الاستراتيجية, قامت بوضع 3 (نقاط مراقبة) في محيط بلدة سراقب لعرقلة تقدم قوات النظام وروسيا إلى البلدة والسيطرة عليها, كما أنها استقدمت أرتالاً عسكرية كبيرة إلى المنطقة.

كما أن الهدف الأساسي لهجمات النظام وروسيا كما قلنا هو الوصول إلى الطرق الدولية (M4- M5), وتعتبر سراقب ملتقى الطريقين, حيث يبدأ الطريق M4 من الحدود العراقية السورية من تل كوجر وصولاً إلى اللاذقية, وعند سراقب يتقاطع طريق جديد يسمى الـM5 وصولاً إلى دمشق.

وأظهر هذا التوتر والتنافس, الخلافات المؤجلة بين ما تسمى الدول الضامنة, حيث حركت تركيا مرتزقتها في ريف حلب ما أثار قلق إيران أيضاً حيث أن القوات الموجودة هناك تابعة لها.

ووصل التصعيد بين هذه الأطراف إلى الاشتباك المباشر, حيث قتل عدد من الجنود الأتراك على يد قوات النظام السوري, بينما إيران عبّرت عن دعمها للنظام.

وبعد كل هذه التطورات بات مسار أستانا ومناطق ما تسمى "خفض التصعيد" على حافة الهاوية.

(م)

ANHA