شبيبة منبج تسعى إلى إبراز دورها كشريحة فعالة في المجتمع
بعد الـ 12 من آب/أغسطس 2016، أصبح لشبيبة منبج دوراً أكثر فعالية في المجتمع، بعدما كانت مشتتة سابقاً، بينما تسخّر الآن كل جهودها لإبراز دورها كشريحة فعالة في المجتمع قادرة على إدارة نفسها.
كاميران خوجة – جوان أحمد/منبج
عانى الشباب السوري على مر عقود ماضية من التأثر الكبير بالسياسة الحاكمة في البلاد، فجردت تلك السياسة الشبيبة من قدراتها وميزاتها التي تختلف بها عن باقي الفئات.
في الأعوام السابقة، افتقرت الشبيبة للتنظيم والوعي الفكري، حتى مع بداية ما سميت بـ"الثورة السورية" لم يتم تنظيم الشبيبة خلال المراحل الأولى التي سميت "السلمية"، وبعدما تحولت إلى أزمة وصراع عسكري لم تغير شيء.
وعوضاً عن تشجيع الشبيبة للعب الدور المتمثل بالمساعدة في تخطي الوضع الحرج وحماية البلاد لإخراجها من الأزمة، شهدت صفوف الشبيبة انهياراً نجم عن عدم التنظيم حتى بدأت أنظار الشبيبة تتجه نحو الهجرة إلى الخارج، وبالفعل هاجر الآلاف منهم ليتشتتوا في بلاد المهجر.
هذا التشتت ازداد عن السابق مع ظهور مرتزقة داعش وتصاعد نفوذها في المنطقة، نظراً للقوانين التي يفرضها مرتزقة داعش على جميع الأهالي وخاصة الفئة الشابة.
الوضع في منبج لم يكن مختلفاً لكن بعد تحريرها على يد مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية في 12 آب/أغسطس 2016, وبينما ركزت الإدارة المدنية في منبج على تنظيم الأهالي، كانت من أولويات الإدارة تنظيم الشبيبة وفق مبادئ الأمة الديمقراطية التي تعتبر الشبيبة القوة الديناميكية في المجتمع والقادرة على إحداث التغيير فيه.
ففي الأمة الديمقراطية تعتبر الشبيبة إلى جانب المرأة من الركائز الأساسية التي من الممكن عبرها إحداث التغيير والتطور، لذا كان الهدف الأول في ثورة روج آفا هو تنظيم الشبيبة والمرأة وتحريرهم من الفكر المسيطر عليهم سابقاً.
الأمة الديمقراطية، وهي مشروع قدمه القائد عبدالله أوجلان ويتم اتخاذه أساساً في الشمال السوري، يعرّفها أوجلان على أنها "المجتمع المشترك الذي يكوّنه الأفراد الأحرار والمجموعات الحرة بإرادتهم الذاتية، وهي غير مرسومة بحدود سياسية قاطعة والغير منحصرة بمنظور واحد فقط للغة أو الثقافة أو الدين أو التاريخ. إنما يعبر عن شراكة الحياة التي يسودها التعاضد والتعاون فيما بين المواطنين والمجموعات على خلفية التعددية والحرية والمساواة.
في هذا الإطار، شكلت الإدارة المدنية في منبج لجنة الشباب والرياضة, ومجلساً للشبيبة، كما افتتحت مراكز للشبيبة في الأرياف وافتتحت أكاديمية خاصة بالشبيبة.
ولتطوير الشبيبة وترسيخ مبادئ الأمة الديمقراطية بما يتناسب مع الأهداف المرجو تحقيقها، كان لابد من تدريب الشبيبة من جديد، وكان افتتاح أكاديمية الشهيد هوزان جان خطوة على هذا الدرب.
خرّجت الأكاديمية إلى الآن 12 دورة التحق بها العشرات من شباب وشابات منبج, وكانت أول دورة في 5 كانون الثاني 2017.
يقول نائب الرئاسة المشتركة للجنة الشباب والرياضة عماد الموسى عن أهداف أكاديمية الشهيد هوزان جان والدروات التي تخرجها بأنها لتوعية الشباب وتنميتهم من الناحية الفكرية والأخلاقية.
وأضاف "الدورة تكون على مدار 18 يوماً تلقى فيها الدروس الفكرية وأخرى تهدف لزيادة نسب التوعية ومعرفة دور الشبيبة في المجتمع".
ومع تبلور تنظيم الشبيبة، باتت الأخيرة تشارك في جميع الفعاليات على مستوى مدينة منبج، إضافة إلى فعاليات أخرى على مستوى الشمال السوري وحملات "حملة انتفضوا, الوطن وطننا والانتقام وعدنا" وحملة خاصة بالمرأة الشابة حملت اسم " احمي نفسك".
وتسعى الإدارة المدينة والمؤسسات الخاصة بالشبيبة من لجنة ومراكز وأكاديمية إلى تطوير الشبيبة بشكل أكبر وأكثر لكي تكون شريحة فعالة في المجتمع، وكي لا يقتصر دورهم على الرياضة والمشاركة في الفعاليات فقط.
يقول الرئيس المشترك لمجلس شبيبة منبج وريفها صلاح جمعة بأن "الشبيبة ليس لمستواها حدود فإذا وضع حد للشبيبة لم تعد شبيبة، فتطور ونشاط الشبيبة لا حدود له, ومع توسع مشروع الأمة الديمقراطية تتوسع الشبيبة ولا تقف عند منبج أو شمال سوريا بل يجب أن تشمل العالم".
في معظم مناطق الشمال السوري التي تنتشر فيها قوات سوريا الديمقراطية ويديرها أبناؤها ذاتياً، تأخذ الشبيبة الدور القيادي، إذ تشكل عماد القوى العسكرية، كما لها نسب مشاركة كبيرة في الإدارات والمؤسسات المدنية والسياسية، حتى باتوا من العناصر الفعالة في حماية المنطقة وإدارتها مستندين على مبادئ الأمة الديمقراطية.
(ج)
ANHA