شرفان درويش يرد في أول تصريح له بعد شفائه على من حاولوا اغتياله
قال الناطق الرسمي باسم مجلس منبج العسكري شرفان درويش في أول تصريح له بعد شفائه من جراحه إثر تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة بتاريخ 24 مارس من العام الجاري:" هؤلاء الذين يعتقدون وهماً أن تنفيذ مثل هذه العمليات الجبانة والقذرة سيردع جهودنا في بناء سوريا حرة ومستقرة، فهم بكل تأكيد يخطئون في فهم مسار حياتنا وأهدافنا ونمط عيشنا، غاياتنا لا تقف عند حياة أفراد، بقدر ما نبحث عن حماية الوجود واستقرار البلاد بصورة عامة".
منبج
ونشر المركز الإعلامي لمجلس منبج العسكري تصريح شرفان درويش على موقعه الرسمي، والذي قال فيه درويش:
"حادثة الاغتيال التي تعرضت لها مؤخراً في مدينة منبج من قبل مجموعات مجهولة تعمل لصالح الدول الخارجية المعروفة لنا، لم تأتِ بالنتيجة المرجوة، هؤلاء الذين يعتقدون وهماً أن تنفيذ مثل هذه العمليات الجبانة والقذرة سيردع جهودنا في بناء سوريا حرة ومستقرة، فهم بكل تأكيد يخطئون في فهم مسار حياتنا وأهدافنا ونمط عيشنا، نحن كرسنا أنفسنا لخدمة الناس ومتطلباتهم الحياتية وآمالهم المعقودة علينا في تحقيق السلم والاستقرار بعيداً عن العنف والحرب القذرة.
منذ اليوم الأول الذي سلكنا فيه هذا الدرب ونحن على دراية تامة بأن المخاطر والمصاعب ستقف في وجهنا في كل لحظة، وهذا القرار الحاسم الذي يميز بين الذي يعمل في حقل الألغام بغرض إنقاذ مجتمعه وأهله من القنابل الموقوتة المدمرة وبين الذي يمتهن العمل في الشأن العام ويتهرب من المواجهة المصيرية بغرض الحفاظ على نفسه بطريقة رخيصة وجبانة وأنانية، نحن لا نملك أي امتياز أو حصانة أو ترفع مقارنة بالذين ضحوا بأرواحهم في هذا الطريق قبلنا، لا تزال قبور الشهداء الشجعان في كل مكان تذكرنا كل لحظة بأن الحياة لا بد أن تستمر على خطاهم، نحن نعيش في ظل قانون التضحية ليس حباً في الموت أو كرهاً للحياة، بل بخلاف ذلك تماماً، خياراتنا تكمن في الحياة الحرة ونحن أحياء، أو التضحية من أجل هذه الحياة حتى لو كانت مفارقة الحياة هي الثمن من أجل ذلك.
سأكون صريحاً مع نفسي ومع ناسنا والرأي العام، إذا كانت مثل هذه العمليات القذرة قادرة أن تجلب السلام والهدوء والاستقرار في سوريا وتنهي جحيم الحرب المدمرة المتواصلة منذ سنوات، فنحن على استعداد تماماً أن ندفع أنفسنا مهراً لذلك، غاياتنا لا تقف عند حياة أفراد، بقدر ما نبحث عن حماية الوجود واستقرار البلاد بصورة عامة، وأريد أن أفصح عن هذه الحقيقة التي تخالج صدري الآن، حتى لو عرفت أن هؤلاء المرتزقة الذين حاولوا اغتيالي بهذه الطريقة الجبانة سيدفنون جبال الأحقاد المتراكمة في البلاد ويعززون من اللحمة الوطنية في البلاد، حتماً سنسلك طريق التسامح والعفو والتجاوز عن هذه العمليات القذرة التي تخدم الإجرام وغريزة الانتقام والحقد.
لا يسعنا أن نقول في الختام، إلا أن مسيرة العمل في الشأن العام وخدمة الناس في سوريا، تتطلب التضحية في المقام الأول، وهذا الدرس الأخلاقي نحن ندركه جيداً، لكن حتماً أي محاولات قذرة لن تردعنا عن أهدافنا في تحقيق الاستقرار وتحقيق الحياة الأفضل لشعبنا بغرض إيقاف نزيف الدم السوري التراجيدي والاقتتال الداخلي والفتن المدمرة والأجندات الارتزاقية الخارجية".
(ل)