الـ48 ساعة القادمة تحمل الكثير من الاحتمالات..حرب طاحنة أم مفاوضات تحت الضغط
تتجه الأمور في سوريا إلى تصعيد خطير جداً، قد يكون الأخطر من نوعه منذ اندلاع الأحداث السورية في شهر آذار عام 2011، بعد التصريحات والتهديدات التي تتبادلها كل من واشنطن وموسكو، على خلفية اتهام النظام السوري بتنفيذ هجمات كيماوية على مدينة دوما بالغوطة الشرقية.

مركز الأخبار
تتصاعد التحركات الغربية بقيادة الولايات والمتحدة منذ الإعلان عن الهجوم الكيماوي بشكل مكثف حيث أكد مسؤولون أمريكيون أنهم يدرسون رداً عسكرياً “جماعياً” على ماقالوا إنه هجوم بالكيماوي، وأشار خبراء إلى أن ضربات عسكرية أميركية محتملة قد تضرب قاعدة الضمير الجوية، بينما قال مسؤول أميركي إن هناك خطط لهجوم محتمل على أهداف مرتبطة بما قال أنه “برنامج الأسلحة الكيماوية السوري".
أما نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف فقد أعلن أن هناك اتصالات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الوضع الراهن في سوريا وأن موسكو تأمل أن لا تصل الأمور إلى مواجهة مباشرة مع واشنطن في سوريا.
ومنذ بدء هذه التحركات وضع الخبراء والمحللون عدداً من السيناريوهات لمسار الأحداث خلال الـ48 ساعة المقبلة المفتوحة على كل الاحتمالات.
فأحد السيناروهات بأن تقوم واشنطن وحلفائها بهجمات محدودة عبر الصواريخ على مواقع لقوات النظام تكون هذه الضربات مؤثرة دون أن تؤدي إلى إسقاط نظام الأسد وذلك لتوجيه رسالة إلى روسيا وإيران والحد من نفوذهم الذي تمدد بعد اتفاقهم مع تركيا.
أما السيناريو الآخر فيرجح بأن تكون هذه التحركات هي للضغط على روسيا والنظام السوري لإجبارهم على تقديم تنازلات كما حصل سابقاً عندما تنازل النظام عن سلاحه الكيمياوي مقابل تراجع أمريكا عن خطة كانت وضعتها لقصف مواقع النظام.
وفي هذا السياق أوضح الصحفي عبد الباري عطوان في مقال له في صحيفة الرأي اليوم قال فيها "تعيش المِنطقة العربيّة أجواء “حَربٍ ساخِنة” بالنَّظر إلى تصاعُد حِدّة التَّهديدات الأمريكيّة بِضَرباتٍ عَسكريّة انتقاميّة ضِد النظام السوري، وضِد داعِميه الرُّوس في آن واحد ، ووصَل الأمر بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتَحميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شَخصيًّا مَسؤوليّة الهُجوم الكيميائي المُفتَرض على الغُوطة الشرقيّة، ممّا يُرجِّح احتمال تَعرُّض القَواعِد والقُوّات الروسيّة في سورية لهُجومٍ أمريكيّ".
وأكمل عطوان "باتَ واضِحًا أنّ الرئيس ترامب لن يَكتَفي بالهجوم الإسرائيلي الذي اسْتَهدف فجر اليوم الإثنين قاعِدة التيفور العَسكريّة السُّوريّة قُرب مَدينة حِمص،وتَوعّد باتّخاذ قَرارٍ بِشأن الرَّد الأمريكي في غُضونِ 24 ساعة، وربّما تَنضَم فرنسا إلى هذا الهُجوم وِفقًا للتَّصريحات الرسميّة الأمريكيّة الفَرنسيّة".
ويوضح عبد الباري عطوان "لا أحد يستطيع أن يتكهّن أين سَيكون الهجوم الأمريكي الجَديد، ولكن يُمكِن الاستنتاج من خِلال اللَّهجة التصعيديّة للرئيس ترامب، أنّه لن يَقتَصِر على قاعِدة عسكريّة أو مطار جوّي سوري، بعد الغارة الإسرائيليّة، وربّما يَستهدِف مُنشآتٍ عسكريّة سوريّة روسيّة مُشتَركة في العاصِمة السُّوريّة دِمشق، الأمر الذي قَد يَستدعي رَدًّا روسيًّا قَويًّا".
نحن نعيش 48 ساعة في ذروة الصَّعوبة، والخُطورَة مَفتوحة على جَميع الاحتمالات، إنّها أجواء الحَرب.. ولكنّها لن تَكون حَربًا في طَريق من اتِّجاهٍ واحِد، ولا نَستبعِد مُفاجآتٍ عَديدة ووَشيكة.. والأيّام بَيْنَنَا.