سوزدار آفيستا: سيُخاض النضال في هذه المرحلة على خط الشهداء
استذكرت عضوة مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) سوزدار آفيستا، شهداء شهر حزيران وأكدت أن "حركة التحرر ستخوض النضال خلال هذه المرحلة على خط شهداء".

استذكرت عضوة مجلس الرئاسة العامة لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) سوزدار آفيستا، في مقابلة خاصة بثتها فضائية ستيرك-TV، الكوادر القيادية في حركة التحرر الكردية والشخصيات التاريخية التي استشهدت في شهر حزيران. وجاء في المقابلة التي أُجريت مع سوزدار آفيستا ما يلي:
كما هو معروف، يُعدّ شهر حزيران شهراً مهماً في تاريخ الشعب الكردي وحركة التحرر، إذ استُشهد خلاله العديد من روّاد الحركة التحررية، وفي هذا الشهر أيضاً، ارتُكبت مجزرة سيواس، وتمّ فيه إعدام الشيخ سعيد ورفاقه، بشكل عام، ماذا تقولون عن هذا الشهر الذي يحمل في طياته قيماً ثمينة؟ وفي شخص الرفيقات زيلان، سما، كولان، هلمت، وبشكل عام عن شهداء هذا الشهر؟
في البداية، أودُّ أن أستذكر شهر الشهداء وشهداءنا الأعزاء، أولئك الذين يُعدّون آلهة هذا النضال والذين قدّموا أرواحهم فداءً له. كما أستحضر الاستشهادات الجماعية لأولئك الذين ارتقوا على أعواد المشانق في تاريخ الشعب الكردي، إلى جانب الشخصيات العظيمة التي يصعب استحضار لحظات استشهادها والتعبير عنها بالكلمات، وأحيي ذكراهم بكل احترام وتقدير في شخص الشيخ سعيد ورفاقه الذين اُعدموا قبل مائة عام مضت، وأيضاً في عام 1993، تم إحراق 33 من المثقفين والفنانين والشخصيات البارزة والعالمة للمجتمع العلوي والكردي وكذلك من شعوب تركيا، أحياء في فندق بمدينة سيواس، وهي أيضاً الذكرى السنوية لاستشهادهم، كما أننا نستقبل الذكرى الـ29 لاستشهاد الرفيقة زيلان (زينب كناجي) أول من تنبأت واستشعرت المؤامرة الدولية ضمن حركة التحررية، وتحركت على هذا الأساس، وهو أيضاً الذكرى الـ29 لاستشهاد الرفيقة زيلان، وفي هذا الشهر استشهدت الرفيقات سما يوجا، وفكري بايكلدي، وكولان (فيليز يرليكايا)، وبيريفان زيلان، ورابرين آمد، وليلى آكري، اللواتي كنّ من رائدات النضال التحرري النسائي، وإنني استذكر جميع شهدائنا في شخص هؤلاء الرفيقات بكل احترام وامتنان وشوق وحب للحرية، وإن النضال التحرري مستمر دون انقطاع في خط الشهداء، وسيستمر هذا النضال من الآن فصاعداً، وبهذه المناسبة، أجدد عهدي في حضرة الشهداء.
وقد نفذوا سياسة الإبادة الجماعية والإعدام والإنكار ضد شعب كردستان، لا سيما خلال القرن الماضي في شخص الشيخ سعيد ورفاقه، ومنذ ذلك الحين، ابتعدت الجمهورية التركية عن الديمقراطية والعدالة وحماية حقوق الإنسان، ونتيجة لذلك، واجه شعب كردستان معاناة كبيرة، وارتُكبت الكثير من الإبادات والمجازر المختلفة بحقه، ومن أجل الرد على هذه الإبادة ووضع حد لها، بدأ القائد آبو خوض النضال التحرري، وبهذه المناسبة، أحيي القائد آبو الذي جعل الشهداء خالدين، والذي طوّر مسيرة الحرية في خط الشهداء وعزز هذا النضال، وأبعث له احترامي ومحبتي، وقد استمر هذا النضال حتى يومنا هذا، على خطى نضال الشهداء، كحركة تحرر تسعى لأن تكون الرد الحقيقي، وألا يُسمح لقضية الشهداء أن تندثر، ولأجل تحقيق أهداف ومطالب الشهداء، ولهذا، فإن الشهداء هم بالطبع ركيزة وذاكرة المجتمع، فالشهداء يجمعون في داخلهم كل الوجود وقيم المجتمع؛ لأن لديهم هذا الالتزام الوثيق بأنفسهم ومجتمعهم، ولديهم هذا القدر الكبير من المعرفة التاريخية، وقد جمعوا الكثير مما مروا به في التاريخ، فأصبح هذا أساساً لهم يبنون عليه في كل لحظة حتى يصلوا إلى مرتبة الشهادة، ولهذا، فإن الشهداء هم قيمنا الحية، وجودنا، حيث يقول القائد آبو دائماً: "إن الشهداء هم أصحاب المرتبة العليا، الشهداء هم ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا"، فلولا الشهداء، ولو لم يكن هذا النضال العظيم الذي قاده القائد آبو في خط الشهداء على مدى 52 عاماً، لكانت سياسة الإعدام والإنكار والإبادة الجماعية التي بدأت منذ قرن قد حققت هدفها المنشود الآن، ولما بقي شيء باسم الكرد وكردستان ولما بقي شيء باسم الكردياتية، لهذا السبب نحن مدينون للشهداء، الذين دافعوا عن كرامة الشعب الكردي والإنسانية جمعاء، وأصبح الشهداء الحجر الأساس للنضال، وأصبحوا روح وقلب وعقل وحقيقة هذا النضال، وقد تعزز النضال التحرري واكتسب المعنى وأصبح عالمياً لهذه الدرجة بفضل الشهداء، وأصبح قيمة للإنسانية جمعاء.
لقد خلق واقع القائد آبو الشخصية الحرة في كردستان، ويمكن للمرء على وجه الخصوص أن يتناول هذا الواقع في شخص الرفيقة زيلان، ويمكن القول إنها كانت باحثة عن الحياة والشخصية الحرة، كما يُعرّف القائد آبو الرفيقة زيلان على أنها بمثابة آلهة الحرية، ما الذي تودون قوله عن هذا الواقع الذي جسّده القائد آبو في شخص الرفيقة زيلان؟
بالطبع، نحن بحاجة إلى معرفة ذلك، في أي فترة تحركت الرفيقة زيلان، وفي أي لحظة وضد أي شيء قامت بهذه العملية العظيمة؟ في عام 1996، أدت مؤامرة دولية إلى أسر القائد آبو في عام 1999، وبالأساس في عام 1996، وضعوا المؤامرة الدولية موضع التنفيذ، حيث وقعت عملية اغتيال ضد القائد آبو في 6 أيار 1996، كان هدف المتآمرين هو التصفية الجسدية للقائد آبو وتصفية مقر قيادة جيش التحرير الشعبي الكردستاني (ARGK)، حيث كان المقر حينها في زاب وأرادوا الهجوم أيضاً على زاب بدباباتهم ومدافعهم، وكان الهدف هو التخلص من القائد آبو بكل الوسائل، وتصفية مقر القيادة وتدمير حركة التحرر الكردستانية، تنبأت وشعرت الرفيقة زيلان بهذه المؤامرة وبادرت إلى التحرك والعمل في مواجهة هذه المؤامرة، حيث هناك رسائل للرفيق زيلان بخصوص ذلك على وجه الخصوص، فعلى مدى 29 عاماً كانت هذه الرسائل تُقرأ من قبل المناضلات الأوائل، واليوم، بوصفها مانيفستو المرأة الحرة والمجتمع الحر، تقرأها النساء المناضلات في جميع أنحاء الوطن وخارجها، وما كانت تعبّر عنها الرفيقة زيلان في رسائلها، هو معرفة المجتمع الكردي، والتاريخ الكردي في تاريخ كردستان، حيث تعرّض رواد الكرد، مثل الشيخ سعيد، وسيد رضا، وقاضي محمد، الذين ظهروا في جميع أنحاء كردستان، للتصفية والتدمير، وشعرت الرفيقة زيلان في قلبها أن هذا سيحدث مرة أخرى مع المؤامرة والهجوم ضد القائد آبو، وقالت إن لم يتمكن الكرد من الحصول على حقوقهم حتى اليوم، فذلك لأنهم تُركوا من دون قادة ورواد ووعي ومانيفستو وهوية، ولهذا السبب أدركت الرفيقة زيلان على خصائص القائد آبو هنا جيداً وتعرفت عليها جيداً، وهذا هو السبب في أنها شعرت بذلك وبادرت إلى اتخاذ الإجراءات، حيث تقول في رسالتها: "أتمنى لو كان لدي شيء يمكنني تقديمه أكثر من حياتي، من أجل حماية القائد آبو"؛ لأن الدفاع عن القائد آبو يعني الدفاع عن كردستان، والدفاع عن القائد آبو يعني الدفاع عن قيم المجتمع والدفاع عن خط نضال المرأة، حيث قيّمت الرفيقة زيلان كل هذه الأمور وبهذه الطريقة بدأت بالعملية، ونفذت هذه العملية على هذا النحو، وقالت: "أريد أن أكون صاحبة عملية عظيمة وذات معنى، لكي أتمكن من بناء حياة ذات معنى"، وبهذه الطريقة نفذت العملية، فعلى مدى 29 عاماً، ونحن كحركة حرية المرأة الكردستانية، نحرز تقدماً في المجالات الفكرية والعلمية والفلسفية والاجتماعية والنفسية في كل لحظة من لحظات حياتنا، وفي المستوى الذي وصلنا إليه حتى الآن، في مجال الدفاع الذاتي وتطوير الجيش النسائي، أصبحت الرفيقة زيلان مانيفستو لنا للحياة الحرة والنضال، وأصبحت خطاً لا تُقهر، وتطور هذا النضال كثيراً على خط الرفيقة زيلان، أصبحت مثل خارطة طريق، لأننا وجدنا بوصلتنا الآن، وجدنا نموذج الحياة الحرة.
وأظهرت الرفيقة زيلان بعمليتها كيف هو السبيل إلى القيام بالدفاع وطرق وأساليب الدفاع، وأيضاً، من أجل معرفة عدوك، هناك حاجة إلى بناء معرفة العدو داخل نفسك، لكي تتمكن من حماية أقرانها وتتمكن من تنفيذ خط النضال التحرري، وينبغي تطوير نضال التمييز الجنسي قدر الإمكان، وقد تطور نضال التمييز الجنسي على خط الرفيقة زيلان؛ لأنه كانت هناك حاجة إلى نضال جذري صارم وأيديولوجي، وقد ظهر ذلك في مانيفستو الرفيقة زيلان، وبطبيعة الحال، فإن من قام بتحليل رسالة ومانيفستو الرفيقة زيلان هو القائد آبو، حيث قام القائد آبو في اللحظة الأولى بتفسير ومناقشة وإعطاء معنى لرسائل الرفيقة زيلان كلمة بكلمة وجملة بجملة، وقال القائد آبو، "إن زيلان هي قائدتنا ونحن مقاتلوها، وهي آلهة الحرية"، وخلق خلقاً حديثاً، لهذا السبب، منذ 29 عاماً، كانت الحركة التحررية، ولا سيما الكريلا، تعمل على كيفية تعزيز النضال وتنظيم المرأة في خط الرفيقة زيلان ضد كل أنواع الهجمات وسياسات الإبادة الجماعية التي كانت تُنفذ، وجميع المجازر والاعتداءات على النساء، ولهذا، أصبحت الرفيقة زيلان اليوم حركة التحرر الكردستانية، وآلهة الحرية، وأصبحت على وجه الخصوص فكر ومعرفة وهوية المرأة الحرة، وبالأساس، كيف يمكننا خوض النضال بالاستناد على هذه الهوية؟ ولهذا، فإن عملية الرفيقة زيلان تنير مستقبلنا دائماً، وستكون معنا على الدوام في خضم النضال، وسنحقق النجاحات الكبيرة بالسير على هذا الخط.
في ذلك الوقت، كانت الكريلا تكرر نفسها من حيث التكتيكات، فقد قلّ الإبداع، وانعدم، كما انعدمت التكتيكات الجديدة وتطوير الأساليب وتطوير العقيدة الحربية، وتطوير العمليات الناجحة دائماً والدفاع عن المجتمع، وخاصة ظهور الخونة والتصفويين في تلك الفترة، حيث قيّم القائد عبد الله أوجلان هذه العملية التي نفذتها الرفيقة زيلان بمثابة محاولة ومسعى، وقال القائد: "هذه العملية لا يمكن أن تقوم بها وحدة من الكريلا أو كتيبة، ولا يمكن لأي عملية من الآن فصاعداً أن تحل محل عملية زيلان، لأنها عملية تحدث لأول مرة، لم يجبرها أحد على القيام بهذه العملية، فالذين سيقومون بمثل هذه العمليات من الآن فصاعداً لن يكونوا سوى السائرين على خطى زيلان".
بعد عملية زيلان، طوّر القائد عبد الله أوجلان المزيد من التحليلات حول المرأة، وطرح وسعى للحصول على إجابات عن أسئلة حول من هي المرأة الحرة، وكيف تعيش، وكيف يجب أن تعيش، وكيف يجب أن تناضل، وكيف يجب أن تحارب، وكيف يجب أن تُنظم.
إن أبلغ رد على جهود القائد في الوصول بالحركة النسائية الحرة والحركة الآبوجية بأكملها إلى هذا المستوى جاء من الرفيقة سما يوجا من سجن جناك قلعة، حيث أكدت الرفيقة سما أنه كان ينبغي علينا القيام بالعملية التي نفذتها الشهيدة زيلان قبلها، لقد فهمت الرفيقة سما أيضاً عملية الرفيقة زيلان جيداً، وتعمقت فيها وعملت على تدريب نفسها، وتوصلت إلى استنتاج مفاده أن النضال التحرري لن يكون سهلاً وتوصلت إلى حقيقة، حيث ترى الرفيقة سما أن هناك بعض المغرضين يعيشون في السجن، وأدركت أن هناك مواقف نفاق ضد القائد، في ذلك الوقت، كان محمد جان يوجا، الذي خان العهد وهرب فيما بعد، يُعد نفسه مكان القائد في السجن، مقلداً القائد، وهذا ما رأته الرفيقة سما، وقالت: "إن هذا ليس القائد عبد الله أوجلان، وهذا ليس نضال وواقع القائد، لا يمكن أن يكون هناك شمسان في السماء"، وقالت الرفيقة سما إن هناك حب واحد فقط وهو حقيقة القائد الذي يعيش في خط الشهداء، وبهذه الطريقة حالت الرفيقة سما ومنعت الهجمات في السجن.
وفي تلك المرحلة، كانت هناك هجمات في الخارج والداخل على حد سواء، وكان يجري الإعداد لمؤامرة دولية، كما نفذت الرفيقة سما عملية ضد هذه الهجمات، حيث أكملت كل من الرفيقة سما والرفيقة زيلان بعضهما البعض في هذا المعنى، وأجاب القائد عبد الله أوجلان أيضاً على هذه الاستشهادات على أعلى مستوى، وقال: "من الآن فصاعداً لن يكون هناك تراجع إلى الوراء، فقد وصلت المرأة إلى خط الحرية بكل معنى الكلمة"، وقال إن المرأة قد أثبتت نفسها الآن في كل مجال، في تنفيذ العمليات، في المشاركة ضمن صفوف الكريلا، في قيادة الحياة الحرة، يجب أن يكون للمرأة الآن تنظيم مستقل خاص بها، في الواقع، بعد عام واحد من عملية الرفيقة زيلان تأسس اتحاد حرية المرأة الكردستانية (YAJK)، ومع عملية الرفيقة سما، نشأت أيديولوجية تحرير المرأة، وأعلن القائد ذلك بخمس مواد أساسية، وفي الوقت الذي أدار فيه الجميع ظهورهم للوطن ولم يلتفتوا إلى الوراء، حوّلت الرفيقة سما مرة أخرى وجهة الجميع إلى النضال في الوطن بعمليتها.
وعلى هذا الأساس، بيّن القائد عبد الله أوجلان كيف يمكن للمرأة أن تنظم نفسها، وكيف يمكنها إنشاء تنظيم دائم وكيف يمكنها تطوير نضال من أجل ذلك، وفي الوقت نفسه، لفت الانتباه إلى كيفية الدفاع عن هذه البنية التنظيمية، كما أكد على البعد الأخلاقي والاجتماعي والجمالي وكيفية تطوير أيديولوجية الحرية، وتحدث القائد عن نظرية قتل الذكورية في تلك العملية، حيث استمد القائد أكبر قوة من النساء الشهيدات، على هذا الأساس، أوضح معنى السلطة الذكورية، وكيف يتم اختبارها في الدول القومية، وكيف تم اختبارها في التاريخ، وكيف يمكن للمرأة أن تتحرر منها، ومدى التغيير والتحوّل الذي يمكن أن يحققه الرجل في نفسه، ومدى قدرته على تغيب سلطته، ومدى قدرته على صنع الرفاقية الصحيحة مع المرأة، ومدى قدرته على تفسير المرأة بشكل صحيح، وكلما كان حراً أكثر، كلما بنى حياة حرة، فقد أنشأ الشهداء القائد عبد الله أوجلان، والقائد أبقى الشهداء أحياء بكل معنى الكلمة، وأوصلهم إلى يومنا هذا وجعل نضالهم مستداماً.
تتمتع الرفيقة زيلان بإيمان شعبنا العلوي، فقد نشأت مع الثقافة العلوية، فخلال انتفاضة سيد رضا في ديرسم، شاركت ظريفة وبسي ومئات النساء الأخريات وألقين بأنفسهن من فوق المنحدرات لتجنب الوقوع في أيدي الجنود الأتراك، تعيش الرفيقة زيلان مع هذه الآلام؛ على الرغم من أنها كانت طالبة، حتى وإن كانت تدرس في المدارس التركية، إلا أنها كانت تدرس بشرايينها الكردية، وتنظر إليها بثقافة كردية، وتعيش آلام الماضي وتشارك في الحركة التحررية على هذا الأساس، كما أنها تنفذ عمليتها في مركز مدينة ديرسم، وهذا خيار رائع وواعٍ للغاية، ولقد اتخذت الرفيقة زيلان من مقاومة المرأة الكردية في التاريخ أساساً وأدركت أن التمثيل الصحيح والانتقام لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال النضال من أجل الحرية بقيادة القائد عبد الله أوجلان، لديها مثل هذا النهج الأيديولوجي والالتزام بالقيم، وبهذه الطريقة، تقوم بعملية واعية، وعلى الرغم من مرور 29 عاماً على عمليتها، إلا أنها تكتسب معنى أكبر كل يوم، لأن نضال المرأة يستمد قوته من هذا الخط.
وسارت الرفيقات سما وليلى آكري وبيريفان زيلان، ورابرين ودلال وأرمانج وآلاف المناضلات من أجل الحرية على خطى زيلان وبيريتان، واليوم، يلهم خط زيلان النساء في جميع أنحاء العالم في شخص هؤلاء الرفيقات وفي النضال التحرري للمرأة ويقدم منظوراً، حيث أن علم المرأة (جنولوجيا) قد تطور بشكل خاص على أساس هذه الفلسفة، وأيديولوجية تحرير المرأة، وعلم المرأة، ومعرفة المرأة، وحزب المرأة، وأكاديمية المرأة، ونظام المرأة الذي تم تطويره على أساس هذه الفلسفة، تم تطويره بالكامل على خط الشهيدات، فالرفيقة ساكينة جانسز هي واحدة من أوائل مؤسسات الحركة التحررية، وهي أيضاً امرأة ثائرة من ديرسم، والرفيقات بيريتان وزيلان وسارا من السائرات على خطاها، كما عرّف القائد عبد الله أوجلان الوطنية الحقيقية وحب الحياة في شخص هؤلاء الرفيقات، واليوم أيضاً أصبح هذا الخط بالنسبة لنا جميعاً شعلة تنير دربنا.
كان الرفيق فؤاد (علي حيدر كايتان) من أوائل رفاق درب القائد الذين انضموا إلى النضال التحرري الكردستاني، وتم الإعلان رسمياً عن استشهاده مع الرفيق رضا ألتون في مؤتمرنا الثاني عشر، وبهذه المناسبة، استذكر مرة أخرى هذين الرفيقين بكل احترام وامتنان، لقد كانا من قادة ورواد هذا النضال، كانا رفيقي درب القائد، حيث كان الرفيق فؤاد ابن الإبادة، ففي عام 1938، وقعت مجزرة ديرسم، وقد استمع الرفيق فؤاد إلى هذه القصص من والدته ووالده، وقد عايشت عائلته ووالدته ووالده مجزرة ديرسم، حيث حصلت وبرزت آلام عميقة لدى أبناء شعبنا في ديرسم، فقد شهدت الجبال والسهول ونهر منذر في هذه الأراضي المقدسة تلك المجزرة المروعة، وأمضى الرفيق فؤاد طفولته في هذه الجغرافيا، ولهذا السبب كانت لديه تطلعات كبيرة، كان من الصعب جداً الدراسة في ديرسم، والذهاب إلى المدرسة في ذلك الوقت وتحقيق الأحلام، حيث لم يتمكن المجتمع العلوي من الحصول على حقوقه في ذلك الوقت، وفي ذلك الوقت كانت تعاني من الظلم وعدم المساواة بشكل متزايد.
كانت الدولة تقول إنه بإعدام سيد رضا أنهينا شريان وأوردة المقاومة، لكن عندما أُعدم سيد رضا، قال: "لم أستطع التغلب على أكاذيبكم وحيلكم، وهذا أصبح همّاً بالنسبة لي، لكنني لم أركع أمامكم وليكن هذا همّاً بالنسبة لكم"، وكان النضال التحرري الكردستاني يعني التحرير والمحاسبة وإقامة حياة متكافئة في ديرسم، وكان الرفيق فؤاد من أوائل الرواد في هذا المجال، وفي النضال التحرري للمرأة كانت الرفيقة سارا، أكمل كلا الرفيقين حزب العمال الكردستاني، حيث كان الرفيق فؤاد شاباً في مقتبل العمر يذهب إلى المدرسة ويبحث عن شيء ما، والتقى مع القائد وجهاً لوجه، يقول إن القائد عبد الله أوجلان تحدث معي مرة واحدة، وبعد هذا اللقاء، وافق الرفيق فؤاد على أفكار القائد دون تردد، يقول إن القائد هو الشخص الذي يمكنه أن ينتقم لكردستان، لتاريخ كردستان، لما وقع من أحداث، ولبناء مجتمع ديمقراطي وحر، وقد رأى الرفيق فؤاد ذلك في ذلك الوقت وناضل في هذا الخط حتى الرمق الأخير.
من الصعب جداً بالنسبة لنا وصف الرفيق فؤاد، يقول القائد عبد الله أوجلان عند وصف الرفيق فؤاد: "لقد فهمني وفسرني أكثر مني"، وهذا أمر مهم للغاية، ولقد عاش الرفيق فؤاد حياته كلها، ثوريته وريادته مع القائد، وبعبارة أخرى، حياته هي حياة القائد عبد الله أوجلان، خاصة أثناء المؤامرة الدولية، عندما تم أسر القائد. فبعد أسره، وضع الرفيق فؤاد حياته كلها على المحك لشرح القائد لكل هيكل الحركة التحررية والتعريف به وإبقائه حياً وضمان خوض النضال على هذا الأساس، لهذا السبب، كانت كل تدريبات وتحليلات وأفكار الرفيق فؤاد تدور بالكامل حول القائد عبد الله أوجلان، فقد كان مرافعات القائد وكتبه وتحليلاته، لم يكن يطبق ذلك قولاً فحسب، بل كان يطبقها في حياته أيضاً، حيث كان القائد والرفيق فؤاد مثل اللحم والظفر.
كيف ناضل القائد آبو، وكيف أوصل الحركة إلى هذه المرحلة، وما هي أهمية القائد عبد الله أوجلان للبشرية جمعاء؟ لقد بذل الرفيق فؤاد جهوداً عظيمة من أجل فهم كل ذلك جيداً، لهذا السبب من الصعب جداً الحديث عن الرفيق فؤاد، فنحن جميعاً مدينون له على جهوده العظيمة، ولقد كان له تأثير كبير علينا جميعاً، لهذا السبب كان استشهاده مؤلماً جداً، إنه خسارة كبيرة جداً لكل شعبنا، لكل رفاقه في القضية، ولقائدنا، ولنا جميعاً، لقد أردنا أن نتعامل مع استشهاد الرفيق فؤاد بأسلوبه، بدلاً من التعامل معه عاطفياً، يجب أن نفهمه ونقوم بهذا النضال بأسلوبه في خوض النضال، بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نكون جديرين به، ولقد أعطانا الرفيق فؤاد بنفسه هذه القوة.
كان الرفيق فؤاد رفيقاً مميزاً، حيث سار مع القائد، كان رفيقاً متواضعاً، فحياته الثورية كلها قائمة على العمل الدؤوب، كان طفلاً مع الأطفال، ورجلاً عظيماً مع الكبار، ومحارباً مع المحاربين، كان مع الرفاق والرفيقات في كل جانب من جوانب الحياة، حيث قتل وأزال الرفيق فؤاد الرجولة في شخصه، لهذا السبب كان شخصاً مميزاً، فقد كان نضال الرفيق فؤاد كله هو النضال من أجل الحقيقة، ويعطي تدريباته على هذا الأساس، كان في الحركة التحررية، أكثر شخص عبّر عن الحقيقة بلغة المجتمع، وكانت الرفيقات يلتففن حول الرفيق فؤاد ويحطنّ به، وكنّ يؤمنّ به، بعد أسر القائد، أظهر الرفيق فؤاد نهجاً صحيحاً في التعامل مع الرفيقات، وكان يبذل جهوداً في الاجتماعات والتدريبات وفي الحياة من أجل أن يكون للمرأة إرادة وهوية ونضال وتنظيم، كان يتعامل مع الرفيقات بطريقة رفاقية وأيديولوجية وبنّاءة.
كان الرفيق فؤاد يقدر وحدات المرأة الحرة - ستار والرفيقات الشابات والمدافعات عن خط المرأة الحرة تقديراً كبيراً، فقد كان يمشي لأيام ليذهب إلى أكاديمية المرأة ليشاركهنّ ويشرح لهنّ أهمية النضال التحرري للمرأة وواقع القائد، كان يقول دائماً: "وحدات المرأة الحرة-ستار هي كعبتي (المكان الأقدس)"، كان يؤكد دائماً على أن المرأة يجب ألا تؤمن بالسلطة الذكورية، ويقول إن المرأة عليها أن تؤمن بقوتها وجنسها ومعرفتها، حيث كان يتلقى عشرات الرسائل كل شهر، وكانت الرسائل تتوالى عليه لأشهر بعد استشهاده، لأنه كان يدّرب رفاق ورفيقات دربه بالرسائل، كان يستمد قوته من أيديولوجية تحرير المرأة، فهذه الوقفة تُظهر بشكل ملموس المرحلة التي وصلت إليها الحركة التحررية للمرأة الكردستانية وحزب العمال الكردستاني، فقد رأى الرفيق فؤاد في أساس هذه الحركة أفكار القائد عبد الله أوجلان، لذلك كانت علاقته مع الرفيقات قائمة على خط التحرر؛ حيث كان لديه على وجه الخصوص تعمق فلسفي وأيديولوجي، ونحن كرفيقات، نجعل من استشهاد الرفيق فؤاد أساساً لتحقيق انطلاقة كبيرة.
استُشهد الرفيق هلمت في شهر حزيران أيضاً، وبهذه المناسبة، استذكر جميع شهداء الحرية وشهداء جنوب كردستان بكل احترام وامتنان في شخص الرفيق هلمت، لقد وقعت مجازر في شمال كردستان وكذلك في جنوب كردستان، كان الرفيق هلمت شخصاً عانى وشهد مجازر حلبجة والأنفال، كما رأى في جنوب كردستان بأنَّ هناك حاجة إلى ثورة حقيقة، ثورة تشمل كردستان بأكملها.
كان من الضروري أن يتحرر الشعب الكردي أيضاً من تاريخ الإبادة الجماعية هذا، لم يكن هذا قدراً، كان التحرر من المجازر والأنفال يعتمد على القيادة الحقيقية، القائد الحقيقي، وعلى الفكر والفلسفة وأساليب النضال الصحيحة، كانت أبحاث الرفيق هلمت أيضاً في هذا الاتجاه وقد جمعها مع النضال من أجل الحرية، وكان النضال التحرري الكردستاني في مرحلة مهمة في الفترة التي انضم فيها.
برز الرفيق هلمت كشخصية قيادية في فترة قصيرة، وفي سنواته الأولى، توجه فوراً نحو القيادة وتلقى تدريباً من القيادة، تعلّم الرفيق هلمت عن حزب العمال الكردستاني وأفكاره من القائد عبد الله أوجلان، ولهذا السبب كان دائماً يُصرّح بأنَّه محظوظ، ويقول" أنا سعيد جداً لأنني تدربت على يد القائد وتعلمت منه عن حزب العمال الكردستاني" ظلّ مخلصاً للحوارات التي أجراها مع القائد خلال هذا التدريب، وما تعلمه، والوعد الذي قطعه للقائد حتى النهاية، لقد شارك بنشاط في ساحة حرب مقاتلي الكريلا وفي المجال الاجتماعي وكذلك في العمل الأيديولوجي، ولم يقبل النضال التقليدي، بل سعى دائماً إلى ابتكار الجديد، كان بمثابة باحث ومؤرخ، حيث تناول كتبه تاريخ كردستان، الانتفاضات الكردية والشخصيات القيادية في كردستان، كما أجرى بحثاً معمقاً حول أسباب فشل الحركة الكردية، واكتسب معرفة علمية واسعة في هذه المواضيع.
لقد خاض الرفيق هلمت هذا النضال حتى لا يواجه الكرد الهزيمة مرة أخرى، وبذل جهوداً كبيرة في جنوب كردستان، وأراد أن يصل شعب الجنوب إلى الحقيقة ويميز بكل وضوح وشفافية بين الحق والباطل، كان شخصاً مستنيراً، يتمتع بخصائص وسمات الأمة الديمقراطية، هذه الصفات جعله يتطور بسرعة ويحتل مكانه في المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، إنَّ شعب جنوب كردستان، مثلنا جميعاً، عانى ألم فراق الرفيق هلمت من أعماق كيانه، لقد استشهد أحد قادتهم البارزين، لقد آلم استشهاده الجميع بشدة، لكن اليوم، يُخاض هذا النضال العظيم على الخط الذي تركوه وراءهم، لقد أثبت الرفيق هلمت بحياته ما هو خط الحرية لجنوب كردستان، ومن هو القائد الحقيقي.
يخوض الشعب الكردي نضالاً عظيماً في أجزاء كردستان الأربعة منذ مئة عام، من شرق كردستان إلى شماله، ومن جنوب كردستان إلى روج آفا ، كان من أسباب عدم تحقيق هدفه وإحداث ثورة عظيمة، بالطبع، تجزئة كردستان والفشل في إقامة وحدة دائمة بين الكرد، وقد أدرك الرفيق هلمت هذا الأمر جيداً وأجرى أبحاثاً حول ذلك، لذلك، كرّس كل جهوده لأجل وحدة شعب كردستان، لقد شارك لسنوات في العمل والنشاط السياسي في جنوب كردستان، حيث تولى رئاسة حزب سياسي، كما قام بالأعمال والأنشطة الاجتماعية، وحتى بات معروفاً من قبل جميع الأحزاب السياسية في جنوب كردستان ،وكذلك يعرفه شعب جنوب كردستان جيداً، ويعرفه أيضاً شعوب شمال وشرق كردستان وروج آفا جيداً.
أراد الرفيق هلمت أن تُبنى وحدة الصف الكردي على أساس المساواة والحرية، وأن تحررها من الإطار العشائري الضيق أو الحكم العائلي، وهكذا، أدرك بأنَّ الوحدة ستكون موطناً لجميع الكرد، لذلك، عمل بجد وبذل جهوداً كبيرة في هذا المجال، وحتى بعد استشهاده، كان لنضاله العظيم أثرٌ بالغٌ على جنوب كردستان، وسار العشرات من مناضلي الحرية على خطى الرفاق هلمت وفيان ودستينا، ومستمرين في مواصلة نضالهم.
نحن الآن في مرحلة بالغة الأهمية، الشيء الوحيد الذي سيمنع انتصار هذا النضال العظيم هو الفشل في بناء وحدة الصف الكردي، إذا لم يتحد الكرد، فسيفشلون فشلاً ذريعاً، وقد تشكلت قاعدة عظيمة في جميع أنحاء كردستان في القرن الحادي والعشرين، وحدثت ثورة عظيمة، وهناك إمكانيات كبيرة لبناء الوحدة الديمقراطية، يكفي، فقد مرت مئة عام، يجب أن نبني سلامنا الداخلي على أساس نداء القرن التاريخي الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان "السلام والمجتمع الديمقراطي"، وأن نجعل هذا السلام ملكاً لجميع المناطق والشعوب، لقد ضحى جميع الشهداء مثل الرفيق فؤاد والرفيق هلمت بأرواحهم على هذا الطريق، ويسلموننا هذا القرار، ما هو هذا القرار...؟ بناء وحدة الصف الكردي، والنصر في النضال، وبناء الحياة الحرة لشعب كردستان، في شخص الرفيق هلمت، نعاهد جميع الشهداء بإنجاح هذه العملية.
فيما يتعلق بشهدائنا الذين بذلوا جهوداً جبارة في هذا النضال، مهما قلنا فإننا لا نوفي حقهم...؟ بالطبع، نحن في خضم عملية تاريخية ومهمة للغاية، مع نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي" وصلنا إلى هذه المرحلة، لذا ينبغي حماية القيم التي بُنيت على مدار 52 عاماً، والانتفاضات التي حدثت في هذه الأعوام المائة، يجب أن نتبناها أكثر في هذه العملية، هناك تضحيات كبيرة وعظيمة قُدمت، وهناك حقيقة الشهداء، لذا فإنَّ قيادة هذه العملية مهمة للغاية، بالطبع، إنَّ رائدات هذه العملية هنَ النساء، والضامن للعملية هي المرأة، الرفيقة زيلان، الرفيقة سما، وجميع شهيداتنا تماماً كما أردنَ دائماً الاستجابة للخطوات التي تم اتخاذها، من اليوم فصاعداً، يجب خوض النضال على خطى الرفيقات زيلان، سما، وليلى والرفاق فؤاد، رضا، هلمت.
لقد أطلق القائد عبد الله أوجلان، بإرادته وعلمه وفلسفة الحرية وإيمانه بأخوة الشعوب، هذه العملية لتحرير جميع الشعوب من المجازر والحروب في المنطقة، لذا، بالقوة التي نكتسبها من شهدائنا، ومن القائد، والنضال الذي نخوضه منذ 52 عاماً، سنعزز مقاومتنا وسنحقق النصر لا محالة".
(ف)