تفاصيل تكشف أبعاد الضربة الأمريكية على إيران وجدل حول حجم الأضرار

تسربت إلى وسائل الإعلام تفاصيل تقنية وعسكرية تكشف أبعاد الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية في إيران، في وقت لا يزال الجدل قائماً حول حجم الأضرار التي لحقت بالمواقع المستهدفة.

تفاصيل تكشف أبعاد الضربة الأمريكية على إيران وجدل حول حجم الأضرار
الأحد 22 حزيران, 2025   10:31
مركز الأخبار

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن فجر الأحد عن تنفيذ هجمات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية هي: فوردو، نطنز، وأصفهان، مشيراً إلى أن العملية كانت ناجحة وتمكنت من "القضاء على فوردو"، في إشارة إلى المنشأة التي تُعد من بين الأكثر تحصيناً في إيران.

ما هي المنشآت النووية الإيرانية المستهدفة؟

أولا: منشأة فوردو: تقع شمال شرق مدينة قم، داخل جبل يبلغ ارتفاعه 1750 متراً، ومغطاة بطبقة صخرية سميكة تزيد عن 80 متراً، ما يجعلها من أكثر المواقع النووية تحصيناً في إيران. تُستخدم المنشأة لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%، وتحتوي على نحو 3000 جهاز طرد مركزي من طراز IR-1.

ثانيا: منشأة نطنز: تقع بالقرب من مدينة كاشان وسط إيران، جزئياً تحت الأرض، وتُحاط بسقف ترابي وخرساني بسماكة 22 متراً. تضم أكثر من 14 ألف جهاز طرد مركزي من أجيال متعددة، وتشكل مركز التخصيب الصناعي الأساسي في إيران.

ثالثا: مجمع أصفهان النووي: يقع جنوب مدينة أصفهان، ويضم منشآت أساسية مثل مصنع تحويل اليورانيوم (UCF)، ومصنع تغليف الوقود المعدني، بالإضافة إلى مفاعلات بحثية. ورغم أهميته، فإنه غير محصّن بشكل كبير.

تفاصيل الضربة والأسلحة المستخدمة

وبحسب معلومات تسربت من مصادر عسكرية، فقد نُفذت الهجمات باستخدام قاذفات B-2 الشبح، والتي كانت تحركاتها قد رُصدت في تقارير عدة انطلاقاً من الولايات المتحدة باتجاه قاعدة أمريكية في جزيرة غوام، قبل أن تنفذ مهمتها داخل الأراضي الإيرانية.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، استخدمت الولايات المتحدة قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات، والتي يبلغ وزنها أكثر من 13.6 طن، وقادرة على اختراق ما يصل إلى 18 متراً من الخرسانة أو 61 متراً في عمق الأرض، وفقاً لخبراء عسكريين. ويُعتقد أن أنفاق منشأة فوردو تقع على عمق يتراوح بين 80 و90 متراً، ما يجعل إصابتها تحدياً كبيراً حتى بهذه القنابل.

وأكدت شبكة CBS News، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أنه تم إطلاق قنبلتين على كل موقع مستهدف، في محاولة لضمان فعالية الضربة.

في المقابل، لم يصدر رد رسمي من الجانب الإيراني حتى الآن بشأن حجم الخسائر. إلا أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أشارت إلى أن المواقع الثلاثة تعرضت لهجوم "يشكل انتهاكاً للقانون الدولي"، لكنها أكدت أن طهران لن تتوقف عن تطوير برنامجها النووي السلمي، بحسب وصفها.

وذكرت المنظمة في بيان رسمي: "أدرجنا الإجراءات القانونية ضمن أولوياتنا للدفاع عن حقوق إيران، وندعو المجتمع الدولي لإدانة هذا الاعتداء القائم على منطق القوة".

من جانبها، وكالة أنباء فاس نقلت عن أحد النواب الإيرانيين أن "الأضرار في فوردو كانت سطحية ويمكن إصلاحها"، في حين قالت مصادر إسرائيلية إن "نجاة المنشأة غير مرجحة نظراً لاستخدام قنابل خارقة للتحصينات".

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الضربة الأميركية على منشأة نطنز جاءت "كتأكيد للتدمير" الذي كانت إسرائيل قد بدأته قبل أيام. وأضافت أن الموقع المستهدف في أصفهان مختلف عن موقع التخصيب الذي استُهدف سابقاً، مشيرة إلى أنه عبارة عن منشأة محفورة داخل جبل تضم مواد مُخصبة.

بدورها، أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية عدم وجود أي خطر إشعاعي يهدد السكان، مؤكدة إجراء فحوصات فورية بعد الضربة.

كما أصدر مركز النظام الوطني للسلامة النووية في إيران بياناً آخر، أكد فيه أنه "لا يوجد أي خطر يهدد السكان المقيمين في محيط المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان".

وأوضح البيان: "في أعقاب الهجوم الذي شنته أميركا الإجرامية على المواقع النووية في فوردو ونطنز وأصفهان، الذي يعد مخالفاً للقوانين الدولية بما في ذلك معاهدة عدم الانتشار النووي وسائر الأنظمة الدولية المتعلقة بالسلامة والأمن النووي، قام هذا المركز على الفور بإجراء الفحوصات اللازمة بشأن احتمال انتشار تلوث نووي في محيط المواقع المذكورة".

(م ح)