طهران تفاوض أوروبا واستهداف النووي الإيراني يثير مخاوف السعودية

يرى محللون أن استهداف منشآت نووية إيرانية يثير مخاوف خليجية متزايدة من كارثة بيئية وشيكة، وفي ظل هذا التصعيد، تسارع طهران لاستئناف التفاوض مع الأوروبيين لاحتواء الموقف. في حين يشير مراقبون إلى أن الموقف الأوروبي لا يزال هشّاً، بينما تحذر الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مخاطر بيئية جسيمة في حال تكرار الاستهداف.

طهران تفاوض أوروبا واستهداف النووي الإيراني يثير مخاوف السعودية
السبت 21 حزيران, 2025   09:17
مركز الأخبار

تابعت الصحف الصادرة صباح اليوم، تطورات الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران، مع تركيز كبير على التداعيات المحتملة لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية، خاصة مفاعل بوشهر الواقع على الخليج، وما يطرحه ذلك من تهديدات أمنية وبيئية تمسّ دول المنطقة كافة، وعلى رأسها السعودية. 

وفي وقت تسعى فيه طهران إلى استئناف المفاوضات مع الأوروبيين، عبّرت الرياض، عبر هيئة الرقابة النووية والإشعاعية، عن رفضها لاختراق الخطوط الحمراء، محذّرة من خطورة الانزلاق نحو كارثة إشعاعية. ويبرز القلق الخليجي من أن يتحوّل النزاع العسكري المحدود إلى انفجار شامل يهدّد التوازن البيئي والسياسي في الإقليم.

في هذا السياق، قالت صحيفة "العرب" اللندنية إن هيئة الرقابة النووية والإشعاعية السعودية أعلنت، أمس الجمعة، أن أيّ هجوم مسلح على منشآت نووية مدنية يُعد انتهاكاً للقانون الدولي، وذلك في أعقاب استهداف إسرائيلي لموقع قرب مفاعل بوشهر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف السعودي، على الرغم من صيغته القانونية، يحمل رسالة واضحة برفض تعريض أمن المنطقة، لا سيما منطقة الخليج، لأخطار التسرب الإشعاعي، في وقت لا تزال فيه السعودية تراهن على الدبلوماسية وتسعى إلى الحياد العلني.

وأضافت الصحيفة أن بيان الهيئة يعكس قلقاً متصاعداً في الخليج من تحول التصعيد إلى كارثة بيئية، خاصة بعد تحذيرات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، من أن أي ضربة لمحطة بوشهر قد تطلق كميات كبيرة من الإشعاع النووي، مشيراً إلى خطر ذوبان قلب المفاعل أو الحاجة إلى إجلاء السكان وتوزيع حبوب اليود.

وحذّر مراقبون من أن تلويح إسرائيل باستهداف منشآت الطاقة النووية يعقّد الوضع الإقليمي، ويفرض على السعودية وبقية دول الخليج موقفاً أكثر حزماً، خاصة وأن الخليج العربي مصدر حيوي للمياه المحلاة التي يمكن أن تتلوث بالإشعاع.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "القدس العربي" إن إيران، على الرغم من الخسائر الجسيمة التي تكبّدتها في الهجوم الإسرائيلي الأخير على مفاعل نطنز وعدد من المواقع العسكرية، سارعت إلى تفعيل قناة التفاوض الأوروبية.

وأضافت أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وصل إلى جنيف للقاء مفاوضين أوروبيين، في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد شعور إيراني بأن واشنطن قد تواطأت مع إسرائيل لتوجيه الضربة قبل انطلاق المفاوضات الثنائية.

ورأت الصحيفة أن طهران، التي تفاجأت بحجم الهجوم، تسعى إلى العودة لطاولة المفاوضات لتخفيف الضغط العسكري، لكنّ الموقف الأوروبي لا يزال هشاً، خاصة في ظل وجود أصوات أوروبية داعمة لإسرائيل، وتحرك بريطاني بحري لدعمها في حال توسّعت الحرب.

(ع م)