ترامب يمنح الدبلوماسية فرصة أخيرة لضرب إيران والصين تستشعر الخطر
يتراجع الرئيس الأميركي عن اندفاعه نحو الخيار العسكري ضد إيران، مانحاً جهود الوساطة الأوروبية فرصة أخيرة للحؤول دون التصعيد، في وقت تواجه فيه الصين تداعيات مباشرة من اشتعال الجبهة الإيرانية، ما يهدد استراتيجيتها النفطية ونفوذها الإقليمي في الشرق الأوسط.

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، تأجيل الرئيس الأميركي قراره بشأن ضرب إيران، مانحاً جهود الوساطة الأوروبية فرصة أخيرة للتوصل إلى تسوية، إلى جانب تحذيرات من أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد المصالح الصينية النفطية ويقوّض نفوذ بكين في الشرق الأوسط.
ترامب يرجئ قرار ضرب إيران ويمنح الدبلوماسية "فرصة أخيرة"
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر تأجيل اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية لمدة تصل إلى أسبوعين، فيما عُدَّ تراجعاً عن لهجته التصعيدية وإفساحاً للمجال أمام جهود دبلوماسية جديدة تقودها أوروبا.
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن ترامب يرى "فرصة كبيرة" لاستئناف المفاوضات مع طهران، مؤكدة في الوقت ذاته أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً على الطاولة في حال فشلت المساعي السياسية. ويُراقب البيت الأبيض من كثب نتائج الاجتماع المقرر في جنيف بين وزير الخارجية الإيراني ونظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
ووفق واشنطن بوست، فإن ترامب يضع نصب عينيه استهداف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية شديدة التحصين، في حال اتخذ قرار المواجهة، خصوصاً وأن إسرائيل لا تملك القدرة التقنية على تدمير المنشأة دون دعم أميركي مباشر. كما كشفت الصحيفة أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف واصل اتصالاته المباشرة مع الإيرانيين، في مؤشر على رغبة إدارة ترامب في منح المسار التفاوضي فرصة أخيرة.
وأكدت الصحيفة أن التوجه الأميركي الجديد يأتي في ظل تزايد التحذيرات الأوروبية من أن أي تدخل عسكري أميركي قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب في المنطقة، وهو ما لا يصب في مصلحة أي طرف دولي أو إقليمي.
رهانات الصين على نفط إيران ونفوذها في الشرق الأوسط تواجه انتكاسة
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يهدد المصالح الصينية في الشرق الأوسط، ويُعرّض رهانات بكين على النفط الإيراني ونفوذها الإقليمي للخطر. فمع تصاعد المخاوف من إغلاق مضيق هرمز، شريان الطاقة الحيوي للصين، تتزايد الضغوط على بكين لتسريع خطواتها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة.
لطالما اعتمدت الصين على إيران كمصدر رئيس للنفط الرخيص وكشريك استراتيجي في تعزيز نفوذها بالمنطقة، غير أن الحرب الراهنة تهدد هذه المعادلة. فبحسب بيانات تحليلية، انخفضت واردات الصين من النفط الإيراني من 1.6 مليون برميل يومياً في أواخر 2024 إلى 740 ألفاً فقط في نيسان الماضي، وسط تهديدات بعقوبات أميركية جديدة وتوترات متصاعدة.
وترى الصحيفة أن انهيار النظام الإيراني أو تراجع قوته، سيكون بمثابة خسارة استراتيجية لبكين، لا سيما في ظل محاولاتها المستمرة للعب دور الوسيط الدولي البديل للغرب. وتُضيف أن الانفجار الحالي في الشرق الأوسط يعيد التأكيد على هشاشة سياسة الصين الخارجية، التي تميل إلى الحذر وتجنب الانخراط المباشر في النزاعات.
وتخلص فايننشال تايمز إلى أن الدرس الأبرز لبكين يتمثل في ضرورة تسريع خطط الطاقة البديلة، خاصة في ضوء اتكالها الكبير على واردات النفط والغاز من الخليج، ما يجعلها عرضة للتقلبات الجيوسياسية التي لا تملك القدرة على التحكم بها.
(م ش)