الصحف: الشرق الأوسط يعاد تشكيله وصراع إسرائيل وإيران يهدد بانهيار النظام العالمي

اكتسبت تقييمات القائد عبد الله أوجلان أهمية متزايدة في ظل التصعيد بين إسرائيل وإيران، إذ يرى أن هذا الصراع المتسارع لا يعبّر عن مواجهة تقليدية فحسب، بل يُعد لحظة مفصلية يعاد فيها رسم خريطة النفوذ وتأسيس نظام عالمي جديد. وفي المقابل، يحذر المراقبون من أن تداعيات هذا الصراع قد تتجاوز حدود الإقليم، لتطال النظام العالمي بأسره، مطلقةً العنان لسيناريوهات خطيرة تشمل تفكك المنظمات الدولية، واندلاع سباق تسلح نووي، واندفاع العالم نحو أزمات طاقة خانقة.

الصحف: الشرق الأوسط يعاد تشكيله وصراع إسرائيل وإيران يهدد بانهيار النظام العالمي
الخميس 19 حزيران, 2025   09:44
مركز الأخبار

تطرقت الصحف الصادرة صباح اليوم إلى التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، وسط تحذيرات من تداعياته الإقليمية والدولية، وأهمية التقييمات الأخيرة التي أدلى بها القائد عبد الله أوجلان.

التصميم العالمي الجديد والأكراد

كتبت صحيفة القدس العربي حول تقييمات القائد عبد الله أوجلان، حول الصراع بين إسرائيل وإيران، اذ رأت الصحيفة، إن "التصريحات التي أدلى بها عبد الله أوجلان قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران ذات أدلة مهمة حول التطورات الحالية".

مضيفاً أن "الاجتماع الذي جرى في سجن إمرالي في 21 نيسان 2025 بين أوجلان ووفد من حزب ديم، لم يكن مهما فقط للسياسة الداخلية التركية، بل تضمن تقييمات صادمة تتطلب إعادة التفكير في الجيوسياسة الإقليمية والعالمية. وقال في هذا الاجتماع: "الشرق الأوسط يعاد تشكيله من جديد. هناك بحث عن توازن جديد بين إسرائيل وإيران وتركيا والعالم العربي. في هذا المشهد، إما أن يصبح الأكراد فاعلين رئيسيين، أو سيُستهلكون كبيادق في ألعاب القوى الكبرى".

وذكرت الصحيفة "في هذه العتبة التاريخية التي يعاد فيها تشكيل الشرق الأوسط والعالم، تواجه الحركات الكردية خياراً مصيرياً: إما أن تصبح مؤسسة لنظام جديد مع شعوب المنطقة، أو أن تتحول إلى مجرد أدوات في استراتيجيات «فرق تسد» التي يقودها نتنياهو وترامب".

وأضافت إن "تقييمات عبد الله أوجلان من سجن إمرالي ليست تحذيراً للشعب الكردي فحسب، بل لتركيا وإيران والعالم العربي وجميع شعوب المنطقة. في مواجهة استراتيجية التطويق التي تنفذها إسرائيل كدولة أمنية ما بعد قومية، أصبح التحالف بين شعوب المنطقة بناءً على الروابط التاريخية والثقافية والجغرافية ضرورة ملحة. تهديد «التحويل إلى غزة» ليس خطراً على مجموعة عرقية معينة فحسب، بل هو سيناريو دمار يشمل الشرق الأوسط بأكمله والعالم".

صحيفة الشرق الأوسط خطوة ترامب... والتداعيات على العالم

أما صحيفة الشرق الأوسط فقد أشارت إلى أن موقف ترامب يتماشى مع نهجه الذي بات معروفاً: تصعيد التهديدات والتصريحات، للحصول على تنازلات كبيرة. مضيفاً أن القادة الإيرانيين طالما رفضوا مطلب «تصفير التخصيب»، ولا يثقون بأي وعود أميركية أو إسرائيلية بعدم مهاجمة النظام مجدداً إذا تخلى عن طموحاته النووية والصاروخية.

الصحيفة عدَّت أن تداعيات اتساع رقعة الحرب إقليمياً سيهدد مصالح كبرى وحيوية، وقد يدفع إيران إلى الرد عبر استهداف القوات الأميركية في المنطقة، أو حتى إغلاق مضيق هرمز، ما سيقود إلى أزمة طاقة عالمية.

ورأت الصحيفة أن المخاطر على العالم تبقى أكبر من المكاسب في حال إطالة أمد الحرب، أو حدوث اضطرابات وفوضى غير محسوبة. فالنظام العالمي كما نعرفه سيكون مهدداً بالتصدع، مع سيادة منطق القوة، وتراجع مفهوم احترام سيادة الدول، ما قد يفتح الباب لتدخلات مستقبلية من قوى مثل روسيا والصين والهند".

مضيفة: "وإذا فشلت مقامرة ترامب ورهان إسرائيل ولم يسقط النظام في طهران، فإنه سيسرع خطواته نحو امتلاك سلاح نووي، وهو أمر سيؤدي بالضرورة إلى سباق تسلح نووي خطير، وتعزيز محور روسيا والصين وإيران، وإضعاف المنظمات الدولية كالأمم المتحدة".

وتابعت: "إنه صراع لا يعيد رسم خريطة المنطقة فقط، بل قد يسرّع تفكك النظام العالمي، ويمهد لعالم أكثر عنفاً... وأقل استقراراً".

قلق في مصر من الخطر الأمني والاجتماعي لتصعيد الحرب

صحيفة العرب اللندنية كتبت عن برود العلاقة بين مصر وإسرائيل وإدارة ترامب، اذ استبعد المصريون أن يمتد التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران إلى بلادهم بشكل من الأشكال في ظل انفتاحهم على إيران، لكن ذلك لا يمنع وجود مخاوف في القاهرة من المخاطر الأمنية التي قد تتزامن مع التصعيد وخروج الحرب عن نطاقها الحالي، أي القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين "أن برود العلاقة بين مصر وإسرائيل وكذلك مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الفترة الأخيرة يجعلها تبدو طرفاً محايداً ما يعيق انتقال التوترات إليها. لكن استشعار الخطر لا يرتبط بالحرب في حد ذاتها، ولكن من تداعياتها داخل مصر خاصة مع حديث عن تدفق إسرائيليين إليها هرباً من الحرب، ما قد يدفع مجموعات متطرفة إلى استغلال الوضع الأمني الملتبس لتنفيذ عمليات انتقامية من إسرائيليين".

(م ح)