مؤتمر عام في السويداء لتوحيد الجهود السياسية والمطالبة باللامركزية والديمقراطية 

يهدف المؤتمر المرتقب عقده في السويداء، إلى توحيد الجهود السياسية والتنظيمية في المنطقة، وتشكيل لجنة سياسية وقانونية تمثل مختلف الأطراف في السويداء، إلى جانب طرح رؤية بديلة للوضع السياسي الراهن في سوريا.

مؤتمر عام في السويداء لتوحيد الجهود السياسية والمطالبة باللامركزية والديمقراطية 
الأربعاء 11 حزيران, 2025   09:18
السويداء

تشهد مدينة السويداء اليوم، انعقاد مؤتمر حواري سياسي مدني عام، بدعوة من "اللجنة السياسية للهيئة العامة للحراك المدني السلمي في السويداء"، وذلك في المركز الثقافي بالمدينة، بمشاركة فعاليات سياسية ومجتمعية ودينية.

المؤتمر، الذي جاء بدعم من ناشطين محليين ومغتربين، وبتأييد من المرجعية الروحية لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري، يسعى ـ بحسب اللجنة التحضيرية ـ إلى "كسر حالة الاستعصاء السياسي" عبر تقديم رؤية وطنية جامعة تدعم استقرار البلاد، وتضمن الحقوق والحريات وتؤسس لشراكة وطنية شاملة.

تأكيد على وحدة البلاد واللامركزية

في تصريح خاص لوكالتنا، قال المحامي وعضو اللجنة السياسية في الهيئة، صالح علم الدين، إن المؤتمر وُجّهت فيه الدعوة لكل الفعاليات، بما فيها المرجعيات الدينية والزعامات المحلية، مشدداً على أن "الهدف الأساسي هو التأكيد على وحدة الشعب والأراضي السورية، ضمن نظام لا مركزي أو فيدرالي، ورفض سلطة الأمر الواقع".

وأضاف علم الدين أن من أبرز المطالب المطروحة "صياغة دستور مدني ديمقراطي جديد، وإجراء انتخابات رئاسية نزيهة تحت إشراف دولي"، مشيراً إلى أن السلطة الحالية "همّشت الكفاءات واستعاضت عنهم بأشخاص لا يحملون مؤهلات علمية أو وطنية، بعضهم متهمون بالإرهاب"، بحسب تعبيره.

كما طالب علم الدين بفتح معبر دولي مع الأردن لفك العزلة الاقتصادية عن السويداء، وناقش أهمية تفعيل الضابطة العدلية وتطوير المنظومة الأمنية والاقتصادية.

دعوة لإعلان دستوري جديد

بدوره، قال المحامي وعضو المكتب الإداري للهيئة، مفيد بوعمار، إن الهيئة تأسست في 8 تموز 2024، وتمخض عنها لجان سياسية وقانونية وتنظيمية وإعلامية واقتصادية. وأشار إلى أن المؤتمر هو تتويج لسلسلة اجتماعات دورية تسعى لتطوير العمل السياسي ضد ما وصفه بـ "النظام الديكتاتوري السابق".

وأضاف بوعمار أن من ضمن أهداف المؤتمر المطالبة "بإعلان دستوري ديمقراطي وطني يحمي حقوق الإنسان ويؤسس لمبدأ المواطنة"، رافضاً الإعلان الدستوري الحالي الذي وصفه بأنه "لا يعبّر عن تطلعات الشعب السوري".

طابع شعبي ورؤية ثورية

من جهته، قال الناشط السياسي ورئيس اللجنة التنظيمية العامة للانتفاضة الشعبية في السويداء، بشار طربي، إن المؤتمر يحمل "طابعاً شعبياً" ويهدف إلى تقديم الهيئة كممثل ثوري ومدني في الساحة السورية. وأوضح أن الهيئة "تشكلت نتيجة تراكمات الحراك السلمي في جبل العرب"، وتعمل على تنظيم الحالة الثورية عبر لجان متخصصة.

وأكد طربي أن الهيئة تؤمن بنظام حكم لا مركزي يحترم حقوق جميع المكونات، وترفض أي توجهات انفصالية، معتبراً أن "اللامركزية ليست نقيضاً لوحدة البلاد بل هي أسلوب حكم حديث ومتطور".

كما أشار إلى أن الهيئة تحترم التعدد السياسي وتسعى إلى تجاوز الخلافات الفكرية ضمن روح من التفاهم والاحترام، مؤكداً أن الانتخابات الأخيرة أفرزت لجاناً جديدة ستعلن قريباً.

آفاق وتوصيات

يتضمّن المؤتمر عدة محاور للنقاش، منها الشأن السياسي والاقتصادي والأمني، وتتمحور التوصيات حول تشكيل لجنة سياسية قانونية تمثّل المحافظة، والمطالبة بإشراف دولي على الانتخابات، وإصلاحات دستورية جذرية، إضافة إلى مطالبات خدمية ومعيشية أبرزها فتح معبر حدودي مع الأردن، على ما أفادت به اللجنة.

وبحسب المنظمين، فإن المؤتمر خطوة أولى نحو إعادة تموضع الحراك المدني السلمي في المشهد السوري كقوة وطنية ديمقراطية تدعو لحلول سلمية تشمل الجميع، وترفض أي احتكار للسلطة أو الإقصاء السياسي.

(ك و/أ)

ANHA