"القوى الخارجية لا تهتم إلا بمصالحها"
أشار الإداري في مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية، رامان رشواني، إلى أنّ سوريا لم تخرج بعد من دائرة الصراع الدولي رغم سقوط نظام البعث وقال: "انعدمت الثقة بين المكونات وسلطة دمشق بسبب المجازر، وإذا استمر تجاهل المجتمعات، فلن تكون هناك ثقة".

تحدّث الإداري في مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية، رامان رشواني لوكالتنا حول الوضع في سوريا وتصرفات سلطة دمشق.
وأشار رامان رشواني إلى أن رئيس سلطة دمشق، أحمد الشرع، عقد لقائين مهمين خلال هذا الشهر؛ الأول مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والثاني مع الرئيس الأمريكي ترامب. لافتًا إلى أن هذه اللقاءات تعني أنه تم كسر الفيتو على هيئة تحرير الشام جزئيًا، مع تقديم العديد من المطالبات إليها.
لم تخرج سوريا من دائرة الصراع بعد
وأوضح رامان رشواني أنّه بهذه الخطوات فإنّ سوريا التي كانت تحكم باسم البعث بقيادة حافظ الأسد وبشار الأسد، تُحكم الآن بقيادة أحمد الشرع في ظلّ الإسلام السلفي الجهادي، وتابع حديثه قائلاً: "لم توضح سوريا موقفها بهذا التحوّل، بل انتقلت من طرف إلى آخر، كانت علاقات نظام البعث مع روسيا وإيران والصين، واليوم يتّجه أحمد الشرع نحو الغرب والخليج، وعندما تنحاز سوريا إلى طرف، فإنّها تعادي أطراف أخرى، أي أن سوريا لم تخرج من حالة الحرب أو الصراع الدولي الدائر في المنطقة، أمّا القوى الخارجية لا تهتم إلا بمصالحها".
وأكّد رشواني أنّه على سلطة دمشق إقامة علاقات مع كل القوى الدولية، وقال: "لكن أولاً، ولتحديد المشهد في سوريا، عليها أن تتوصل إلى اتفاقات مع القوى والمكونات الكردية والعلوية والدرزية".
ولفت رامان رشواني إلى المجازر المرتكبة بحق العلويين والدروز، معتبراً أنّ سلطة دمشق لا تعد نفسها مسؤولة عن هذه المجازر، وقال: "مع ذلك، لا يقع أي حدث دون موافقة السلطات في سوريا، فإذا كانت تعتبر نفسها حكومة، فهي مطالبة بحماية المجتمع، لم يتخلَّ أحمد الشرع بعد عن أيديولوجية هيئة تحرير الشام، وهي أيديولوجية سنية، ولولا قوة الشعب الكردي في المنطقة، لكان قد تعرّض هو الآخر لهذه المجازر".
وتابع رامان رشواني حديثه مشيراً إلى أنّه إذا استمرّ ارتكاب المجازر على أساس الهوية الدينية والقومية فإنّ سوريا سوف تقسّم.
وذكر الإداري في مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية رامان رشواني أنّ سوريا بحاجة إلى الاستقرار والمصالحة الوطنية، وقال: "انعدمت الثقة بين المكونات وسلطة دمشق بسبب تصرفات الأخيرة، وإذا استمرت سياسات التجاهل والإهمال، فلن تكون هناك ثقة".
(ر)
ANHA