المساعدات تقترب من غزة وخطة للتوزيع بعيداً عن حماس
وافقت إسرائيل على توسيع نقاط توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، تمهيداً لبدء عمل "صندوق غزة الإنساني" قبل نهاية شهر أيار الجاري.

أعلنت إسرائيل موافقتها على زيادة عدد "مواقع التوزيع الآمنة" للمساعدات الإنسانية، تمهيداً لبدء عمل "صندوق غزة الإنساني"، الهيئة التي أُنشئت بمبادرة أميركية، قبل نهاية شهر أيار الجاري.
يأتي هذا الإعلان في وقت تشير فيه تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى قرب نفاد المخزون الغذائي داخل قطاع غزة، ما يهدد بكارثة إنسانية وشيكة.
وفي تحذير نادر ومباشر، وجّه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، في رسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وعدد من الوزراء، قال فيها: "لن نتسبب في تجويع غزة، يجب أن تصل المساعدات قريباً"، في إشارة واضحة إلى وجود انقسام داخل الحكومة حول إدارة ملف الأزمة الإنسانية.
وأكد مسؤول إسرائيلي، في تصريح لقناة "كان" الإخبارية، يوم الخميس، أن أعمال بناء مراكز التوزيع الجديدة في غزة ستُستكمل خلال أسبوعين، بالتنسيق مع الجهات الدولية المعنية، بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
من جهته، أعلن مايك هكابي السفير الأميركي لدى إسرائيل، خلال مؤتمر صحافي، أن عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة ستبدأ قريباً، موضحاً أن التوزيع سيتم من خلال منظمات غير ربحية وحكومات أجنبية لضمان الشفافية والفعالية.
وقال هكابي: "سيتم توزيع الغذاء في غزة بطريقة فعالة وآمنة، دون تدخل مباشر من إسرائيل"، مشيراً إلى أن هناك إجراءات مشددة لضمان عدم وصول المساعدات إلى حركة حماس، التي تتهمها الولايات المتحدة وإسرائيل بمحاولة السيطرة على المعونات.
وأضاف: "لا أحد يهتم بمساعدة حماس، لذلك سوف تتدفق المساعدات بطريقة تضمن عدم وصولها إليهم"، مؤكّداً أن العملية ستتطلب تعاوناً مع عدة شركاء دوليين ومنظمات إنسانية، دون الكشف عن أسمائهم لعدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن التفاصيل.
وأوضح السفير أن إسرائيل لن تلعب دوراً مباشراً في عملية التوزيع، بل ستقتصر مهمتها على تأمين محيط نقاط التوزيع، مضيفاً أن شركات أمن خاصة سترافق فرق العمل الإنساني خلال توزيع المساعدات، بينما تتولى قوات الجيش الإسرائيلي تأمين المواقع من بُعد، منعاً لهجمات محتملة من الفصائل المسلحة.
ويُعد هذا الاتفاق تحوّلاً في سياسة إسرائيل تجاه إدخال المساعدات لغزة، وسط ضغوط دولية متزايدة وتحذيرات من مجاعة تهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين المحاصرين منذ شهور، في ظل استمرار العمليات العسكرية وانهيار البنية التحتية للقطاع.
(أم)