ضغوطات على بغداد بشأن القوات التركية في العراق وتغير الموقف الأمريكية تجاه سوريا
تصاعدت الضغوط السياسية في العراق عقب إعلان حزب العمال الكردستاني إنهاء الكفاح المسلح، ما فتح الباب أمام مطالبات متجددة بإنهاء الاحتلال التركي في البلاد. وفي سوريا، تتواصل المساعي الكردية لتشكيل وفد موحّد للحوار مع الحكومة في دمشق، بينما أثارت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج سلسلة من التحليلات بشأن تحوّل الموقف من الأزمة في سوريا.

تناولت الصحف الصادرة صباح اليوم مواضيع أساسية، وهي ضغوطات الأحزاب والقوى على الحكومة العراقية لإنهاء الوجود التركي في المنطقة وتغير المواقف الأمريكية تجاه سوريا.
نتائج مؤتمر حزب العمال الكردستاني يرتّب ضغوطاً على بغداد بشأن وجود القوات التركية في العراق
أفادت صحيفة العرب الصادرة في لندن أن إعلان حزب العمال الكردستاني عن حلّ نفسه والتخلي عن الكفاح المسلح، قد فتح الباب أمام ضغوط سياسية متزايدة على الحكومة العراقية، حيث سارعت قوى سياسية للمطالبة بإنهاء الاحتلال التركي في العراق، معتبرة أن مبررات قد انتهت.
وذكرت الصحيفة أن "جهات سياسية عراقية، تعرف بتوجسها من تنامي العلاقات بين بغداد وأنقرة، خاصة في المجال الأمني، رأت في الخطوة التي أقدم عليها الحزب فرصة لتعزيز موقفها ضد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، متهمة إياه بالرضوخ للضغوط التركية والتقصير في حماية السيادة الوطنية، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي عادة ما تشهد تصاعداً في وتيرة الجدل والمزايدات السياسية".
كما أوردت الصحيفة، أن "بعض الجهات داخل التحالف السياسي الداعم للسوداني بدأت تروّج لصورة رئيس الوزراء كزعيم ضعيف أمام تركيا، غير قادر على انتزاع حقوق العراق المائية في نهري دجلة والفرات أو إنهاء الوجود العسكري الأجنبي على أراضي البلاد".
وبحسب الصحيفة، فإن هذا "الملف بات ورقة ضغط فعالة في أيدي معارضي الحكومة، خصوصاً بعد أن اكتسب بعداً واقعياً بقرار الحزب إنهاء الكفاح المسلح، مما يدفع بالسجال السياسي حول الوجود التركي إلى الواجهة من جديد".
الكرد في سوريا يحضّرون أوراقهم: وفد موحّد لمحاورة دمشق
ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن "القوى الكردية في شمال شرق سوريا بدأت خطوات عملية لتشكيل وفد موحّد يمثلها في أي حوار سياسي مرتقب مع الحكومة السورية في دمشق، وذلك في أعقاب المؤتمر الذي عقدته هذه القوى مؤخراً ونتج عنه توافق سياسي نادر فيما بينها".
وبحسب الصحيفة، فقد رأت الأطراف الكردية أن المؤتمر شكّل "إنجازاً سياسياً" بعد أن أسهم في تجاوز الخلافات الداخلية والتوصل إلى رؤية موحدة لمعالجة القضايا الكبرى، ما يمهّد الطريق أمام انخراط فعّال في مسار تسوية شاملة للأزمة السورية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر كردية أن "الأيام المقبلة ستشهد عقد اجتماعات متتالية مع الجهات التي شاركت في المؤتمر، بهدف تثبيت أسماء أعضاء الوفد الذين سيتولون مهمة مناقشة الوثيقة المعتمدة مع السلطات السورية"، لافتةً إلى أن التصوّر الأولي للوفد قد أصبح جاهزاً، بانتظار إطلاق الحوار رسمياً.
"ترامب من الرياض: حظاً سعيداً يا سوريا"
توقّفت صحيفة الشرق الأوسط عند خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال سوريا، متسائلة عن أسباب تغيّر موقفه. وذكرت الصحيفة أن "ترامب اقتنع بأن استمرار العقوبات قد يؤدي إلى مزيد من التمزق في سوريا، وأن من الأفضل عدم محاسبة النظام الجديد على أخطاء النظام السابق، ولا معاقبة الشعب السوري على احتمالات مستقبلية".
وفي السياق نفسه، رأت صحيفة العرب أن زيارة ترامب إلى السعودية آنذاك كانت بمثابة "تأكيد على دور الخليج كلاعب أساسي في تشكيل مستقبل المنطقة"، مشيرة إلى أن واشنطن باتت تعترف بأن الخليج "صانع للمستقبل" وليس مجرد تابع للسياسات الدولية.
أما صحيفة الخليج الإماراتية، فوصفت زيارة ترامب بأنها تمثّل "خريطة طريق جديدة" في العلاقات الخليجية الأميركية، من خلال إعادة رسم السياسات الثنائية وتنسيق المواقف حيال قضايا المنطقة، وعلى رأسها الأمن الإقليمي والعلاقات الاقتصادية.
(م ح)