شقائق النعمان باحت بآلام ضحايا الساحل السوري وأطلقت صرختهم في الطبقة

صرخة شقائق النعمان النابتة من دماء ضحايا الساحل السوري على لوحة فنان اللاذقية، هاربة من بطش الإجرام وسفك الدماء، منادية بوقفه في الساحل وكل بقاع سوريا.

شقائق النعمان باحت بآلام ضحايا الساحل السوري وأطلقت صرختهم في الطبقة
شقائق النعمان باحت بآلام ضحايا الساحل السوري وأطلقت صرختهم في الطبقة
شقائق النعمان باحت بآلام ضحايا الساحل السوري وأطلقت صرختهم في الطبقة
الإثنين 12 مايو, 2025   03:40
الطبقة

تجهد ريشة الفنان التشكيلي مهند علاء الدين، الذي جاء من اللاذقية إلى إقليم شمال وشرق سوريا، مشاركاً في ملتقى الفن التشكيلي في الطبقة، على سكب المزيد من اللون الأحمر، الذي تجلّى بأزهار شقائق النعمان، تلك الأزهار التي تنبت من دماء الشهداء في ثقافة الساحل السوري، حيث حمل الفنان صرخة آلام أهله.

يحاول الفنان، عبر لوحته، إيصال صوت أهالي الساحل السوري إلى العالم، ووجد في الملتقى بالطبقة فسحةً ليرسل منها صرخة الأرض عبر الورود ليقول كفاكم سفكاً للدماء.

مهند علاء الدين، عضو اتحاد فناني اللاذقية، قال: "حمّلتني مدينتي اللاذقية رسالةً لأفصح عنها للعالم أجمع، ففي ثقافتنا نعتقد أن كل شهيد يسقط على تراب الوطن تنبت من دمه زهرة شقائق النعمان. للأسف، ما عانيناه في الساحل السوري جعل شقائق النعمان هذا العام كثيرة جداً".

ووجه علاء الدين رسالته قائلاً: "نحن، أهل الساحل السوري، ننزف تحت وطأة البشاعة والإجرام الذي لا نعرف من أين أتى إلينا. لتصل صرختنا إلى أكبر عدد من الناس، نحن نحمل رسالة سلام ومحبة وإخاء لكل المكونات السورية وللعالم أجمع".

ويتعرض الساحل السوري، منذ 6 آذار 2025، لهجمات تشنها مجموعات مسلحة، ارتكبت عدة مجازر، بلغت إحصاءاتها - وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان-  62 مجزرة في مناطق الساحل السوري، وأدّت إلى مقتل 1,676 شخصاً، بينهم 866  في اللاذقية، 525  في طرطوس، 272  في حماة، و13  في حمص.

صرخات لوقف النزيف

يرى علاء الدين أن حجم الجرائم أكبر من قدرة التعبير، لكنه يضم صرخته إلى صرخات السوريين، قائلاً: "الألم ونزف الدماء أكبر من أن نستطيع التعبير عنه بلوحة أو قصيدة. فالنزيف الذي نعانيه لا يقتصر على الساحل السوري، بل يمتد على مساحة الوطن بأكمله، وهو أكبر من أن يُعبر عنه بعمل واحد، ولكن أعمالنا هي أصوات تنضم إلى أصوات أخرى، ومنها مشاركتي في الملتقى، حيث تتوحد صرخاتنا من أجل وقف نزيف الدماء في وطننا".

حمل علاء الدين صرخته إلى الطبقة، محاولاً الالتفاف بها هرباً من الملاحقة والبطش، مشيراً إلى أنهم وصلوا إلى مرحلة التهديد لأنهم حاولوا الصراخ في الساحل، بمعنى أنه يمنع عليهم الصراخ وحتى التنفس والحركة، لذا يحاول، عبر لوحته، تقديم صورة الإجرام برسالة جمالية، لأن تقديمه بشكله الحقيقي سيعرضه للقتل وسيفاقم النزيف.

رسالة الفن الخالدة

قدم علاء الدين الفكرة بشكل شامل، فاللوحة هي صرخة ألم ووجع تحمل رسالة الأرض للإنسان يكفي دماء يجب وقف شلال الدماء، لأن الأرض التي تمتص دماء الشهيد تنبت شقائق النعمان ذات اللون الأحمر، لتقول: "هذا ما جنته أيديكم من سفك الدماء".

ويواصل مهند علاء الدين، إلى جانب الفنانين المشاركين في الملتقى الخامس للفن التشكيلي في الطبقة، التعبير عن صوت الإنسانية، محاولين القول يكفي عنفاً، يكفي جهلاً، يكفي دماء فهذه هي رسالة الفن الخالدة التي تبني المجتمعات والأوطان.

 (م ش/أ)

ANHA