سياسيون وأكاديميون يحذرون: تجاهل تركيا لنداء السلام سيؤجج أزمات الشرق الأوسط

حذر سياسيون وأكاديميون في مدينة الدرباسية من استمرار دولة الاحتلال التركي في تجاهل نداء السلام والمجتمع الديمقراطي الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان، مؤكدين أن عدم التجاوب مع هذه المبادرة سيؤدي إلى تصاعد الأزمات داخل تركيا وفي عموم منطقة الشرق الأوسط، في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات متسارعة وتحولات جيوسياسية عميقة.

سياسيون وأكاديميون يحذرون: تجاهل تركيا لنداء السلام سيؤجج أزمات الشرق الأوسط
الإثنين 5 مايو, 2025   02:30
الحسكة
جان علوي

بعد مرور أكثر من شهرين على إطلاق القائد عبد الله أوجلان نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي"، لم تتخذ السلطات التركية أي خطوات جادة نحو السلام. وأشار سياسيون وأكاديميون من مدينة الدرباسية في مقاطعة الجزيرة، إلى أن أنقرة لم تتخذ حتى الآن أية خطوات عملية تعكس رغبة حقيقية في تحقيق السلام، بل واصلت هجماتها العسكرية على مناطق كردستان، متجاهلة مبادرة تفتح باباً للحل الشامل، ليس فقط للقضية الكردية، بل للعديد من الأزمات الإقليمية المتشابكة.

وفي هذا السياق، قال عضو أكاديمية المجتمع الديمقراطي في الدرباسية، أحمد سليمان، إن السلطات التركية تدرك جيداً أن مفتاح الحل في يد القائد عبد الله أوجلان، وهو ما دفعها سابقاً إلى فتح قنوات تواصل معه، ليبادر بدوره إلى إطلاق مبادرة للسلام.

وأوضح أن الأحزاب الكردية والقوى السياسية المعنية أبدت استعداداً كاملاً لإنجاح هذه المبادرة، إلا أن السلطات التركية لم تُبدِ أي تجاوب فعلي، بل استمرت في سياساتها العدائية والقمعية.

وأضاف سليمان: "من الواضح أن تغييرات كبرى قادمة على خريطة الشرق الأوسط، وتعد تركيا أن أي تحوّل في هذه الخريطة يشكل تهديداً لها. لكنها في الوقت نفسه ترفض حل القضية الكردية أو الاعتراف بحقوق الشعب الكردي المشروعة، وهو ما يضعها في تناقض مع أي توجه نحو السلام".

ودعا سليمان إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في تركيا، وعلى رأسهم القائد عبد الله أوجلان، مع ضرورة إدخال تعديلات دستورية جذرية تضمن حقوق كل المكونات القومية والدينية في البلاد، مشدداً على أن "خداع الكرد لم يعد ممكناً، والكرد ليسوا كما كانوا في السابق".

ومن جانبه، أكد عضو حزب الاتحاد الديمقراطي في الدرباسية، مسوج محمد، أن حكومة حزب العدالة والتنمية (AKP) وتحالفها مع حزب الحركة القومية (MHP) تسببت في خلق أزمات اقتصادية وسياسية حادة في شمال كردستان وعموم تركيا، مشيراً إلى أن السلطة الحاكمة استخدمت القمع والتضييق كأدوات للبقاء في الحكم، ما أسهم في تعميق الأزمات الداخلية.

وقال محمد: "في خضم هذه الأزمات، لجأت الحكومة التركية إلى القائد عبد الله أوجلان بوصفه جهة قادرة على تقديم رؤية للحل، لكن يبدو أنها لم تكن جادة في سعيها للسلام. ما نراه اليوم هو تجاهل مقصود للفرصة الوحيدة القادرة على تجنيب تركيا والمنطقة المزيد من الدمار".

وشدد محمد على أن القائد يجب أن يُمنح حق الحوار المباشر مع جميع الأطراف المعنية من أجل ضمان نجاح أي عملية سلمية، محذراً من أن "استمرار عزله ورفض إطلاق سراحه الجسدي يهدد بانفجار داخلي تركي، ويزيد من هشاشة المنطقة بأكملها".

واختتم قائلاً: "نداء القائد عبد الله أوجلان ليس مشروعاً حزبياً أو فئوياً، بل رؤية استراتيجية تخدم شعوب المنطقة كافة. إن تجاهله لا يعني فقط ضياع فرصة للسلام، بل يعمّق من الانقسامات الطائفية والعرقية، ويدفع الشرق الأوسط نحو مزيد من الصراعات طويلة الأمد".

(ح)

ANHA