100 يوم لترامب وسلاح حزب الله والسياسة الإيرانية أبرز محاور الصحف العربيّة
تناولت الصحف العربية اليوم قضايا سياسية عديدة، أبرزها تقييم أداء ترامب بعد 100 يوم في منصبه، وأزمة سلاح "حزب الله" في لبنان، وتحولات السياسة الإيرانية بعد مواجهتها مع إسرائيل نحو نهج واقعي وبراغماتي.

تناولت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم، عدداً من المستجدات السياسية الإقليمية والدولية.
فقد استعرضت صحيفة "الخليج" أداء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الـ 100 يوم الأولى من ولايته الثانية، مشيرة إلى أن هذا الأداء أثار جدلاً واسعاً داخلياً وخارجياً. فقد عدَّه البعض ناجحاً ومتسقاً مع التوقعات، بينما رأى آخرون أنه يعكس استمراراً لسياسات مثيرة للانقسام والتوتر.
وأبرزت الصحيفة أن ترامب حافظ على نهجه المتشدد في السياسة الداخلية والخارجية، مما عزز قاعدة مؤيديه، ولكنه في الوقت نفسه زاد من الاستقطاب السياسي في البلاد. واختتم المقال بتساؤل حول ما إذا كانت هذه السياسات ستؤدي إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل أم ستزيد من تعقيد المشهد السياسي الأمريكي.
أما صحيفة "القدس العربي" فقد تناولت أزمة سلاح "حزب الله" في لبنان، متسائلة عما إذا كانت هذه الأزمة تتجه نحو تسوية معقدة أم انفجار قادم. وأشارت إلى أن الحزب يرفض نزع سلاحه طالما أن إسرائيل مستمرة في احتلال مناطق جنوب لبنان واستهداف قياديي المقاومة.
وأبرزت الصحيفة أن المطالبات بنزع سلاح الحزب تمثل جزءاً من ضغوط داخلية وخارجية تهدف إلى إضعافه، في ظل توازنات سياسية وطائفية حساسة في البلاد. وأكدت أن تسوية هذه الأزمة تتطلب توافقاً وطنياً شاملاً يأخذ في الاعتبار التهديدات الإقليمية والداخلية، مشددة على أن أي محاولة لفرض حل بالقوة قد تؤدي إلى تفجير الوضع الداخلي.
وفيما يتعلق بإيران، رأت صحيفة "الشرق الأوسط" أن إيران، بعد المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، تُظهر تحوّلاً لافتاً نحو نهج واقعي وبراغماتي، مدفوعة بوعي جديد بمحدودية قدرتها على إدارة التصعيدات العسكرية الكبرى. وأوضحت الصحيفة أن طهران باتت تعتمد سياسة "إدارة الأزمات بعقلانية"، بحيث تحافظ على أوراقها الاستراتيجية دون الانجرار إلى حرب شاملة قد تُفقدها توازناتها الإقليمية.
وبينت أن إيران سعت، رغم تنفيذها ردوداً عسكرية واسعة، إلى ضبط إيقاع التصعيد بحيث يكون "محسوباً بدقة"، لتوجيه رسالة قوة من دون كسر خطوط التفاهمات الإقليمية والدولية. هذا التحول يعكس إدراكاً إيرانياً بأن البيئة الإقليمية لم تعد تتحمل مغامرات كبيرة، خاصة مع تصاعد الضغوط الاقتصادية والسياسية داخلياً.
وأشارت الصحيفة إلى أن طهران تدرك أن مصالحها الاستراتيجية، سواء في ملفات النفوذ الإقليمي أو في برنامجها النووي، تستدعي توازناً معقداً بين الردع وعدم استفزاز القوى الكبرى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة. وأوضحت أن إيران تدخل مرحلة جديدة عنوانها "واقعية ما بعد الطوفان"، حيث تتحرك بحذر، معتمدة البراغماتية بدل التهور، ومدركة أن الحفاظ على المكاسب أصعب بكثير من تحقيق الانتصارات اللحظية.
(ع م)