سوريا قد تنضم إلى اتفاقيات أبراهام

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن طائرات حربية إسرائيلية اعترضت العام الماضي طائرات إيرانية متجهة نحو سوريا، مانعةً إياها من نقل قوات كانت مخصصة لمساعدة رئيس النظام المحاصر آنذاك، بشار الأسد، فيما ذكر تحليل إسرائيلي أن سوريا قد تكون على وشك تحقيق السلام مع إسرائيل.

سوريا قد تنضم إلى اتفاقيات أبراهام
الإثنين 28 نيسان, 2025   08:36
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، دور إسرائيل في إسقاط الأسد واحتمالات انضمام سوريا لاتفاقات أبراهام.

نتنياهو: إسرائيل منعت طائرات إيرانية من الوصول إلى سوريا قبل الإطاحة بالأسد

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن طائرات حربية إسرائيلية اعترضت العام الماضي طائرات إيرانية متجهة نحو سوريا، مانعةً إياها من نقل قوات كانت مخصصة لمساعدة رئيس النظام المحاصر آنذاك، بشار الأسد، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التصريحات أعطت لمحة جديدة عن تفكير إسرائيل في الأيام الأخيرة للأسد، عدوها اللدود الذي أطاح به "متمردون" بقيادة "إسلاميين" في كانون الأول الماضي.

وفي حديثه خلال مؤتمر، زعم نتنياهو أن خصمه اللدود إيران أرادت إنقاذ الأسد بعد أن شاهدت جماعة حزب الله المدعومة من إيران في لبنان المجاور تُعاني خسائر فادحة خلال القتال مع إسرائيل.

وقال نتنياهو: "كان عليهم إنقاذ الأسد"، مدعياً أن إيران أرادت إرسال "فرقة أو فرقتين محمولتين جواً" لمساعدة الأسد. أوضح: "لقد أوقفنا ذلك. أرسلنا بعض طائرات إف-16 إلى بعض الطائرات الإيرانية التي كانت تتجه إلى دمشق. وعادت أدراجها."

قد تنضم سوريا إلى اتفاقيات أبراهام - وهذا من شأنه أن يثير قلق إيران الشديد

وذكر تحليل لموقع واي نيت الإسرائيلي بأن سوريا - الدولة نفسها التي شنت الحروب، وكانت بمثابة دمية في يد إيران - قد تكون على اعتاب تحقيق السلام مع إسرائيل.

وفقاً لتقارير موثوقة، تستكشف دمشق الآن ما كان يبدو مستحيلاً في السابق، الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وإذا تحقق ذلك، فلن يكون مجرد اتفاق دبلوماسي عادي، بل "زلزال جيوسياسي" قد يعيد رسم خريطة المنطقة بأكملها، بحسب الموقع.

ومع ذلك، حذّر التحليل من التسرع في التقييم، مشيراً إلى أن سوريا كانت من بين أكثر أعداء إسرائيل شراسة، فقد شاركت في حرب 1948، وقصفت مدن الشمال من مرتفعات الجولان، وتحالفت مع حزب الله وتلقّت تعليماتها من طهران.

لعقود طويلة، كان مجرد الحديث عن السلام مع إسرائيل كافياً لإشعال الاحتجاجات في دمشق والغضب في الشارع العربي.

لكن، وفق الموقع، تغيّرت الأمور جذرياً مع توقيع اتفاقيات أبراهام عام 2020 من قِبل الإمارات والبحرين، ولاحقاً المغرب والسودان، مما كسر القاعدة القديمة التي كانت تربط تحقيق السلام في المنطقة بالموافقة الفلسطينية المسبقة. وأصبحت الدول العربية تدرك، كما فعلت إسرائيل منذ زمن، أن السلام معها يعني فتح أبواب الابتكار والتعاون الأمني والنمو الاقتصادي.

وإذا انضمت سوريا، فسيكون ذلك بمثابة رسالة صادمة لكل نظام "متطرف" ولكل "جماعة إرهابية" في المنطقة، عصر استخدام إسرائيل كذريعة لكل فشل داخلي قد ولّى.

لكن الطريق لن يكون سهلاً، إذ لا تزال هناك قوتان رئيستان تعارضان هذا المسار، وهما تركيا وإيران.

فتركيا، بقيادة رجب طيب أردوغان، لا تزال تحلم بقيادة "نهضة إسلامية سنية، تدعم الإخوان المسلمين وحماس، وتلعب على جانبي الرقعة الجيوسياسية".

أما إيران، فهي ما تزال اللاعب الأخطر، حيث تقوم بتسليح الجماعات المسلحة، ونشر الفوضى، وتمويل العنف في غزة ولبنان والعراق، وكذلك في سوريا.

إن انشقاق سوريا عن محور إيران سيشكّل ضربة موجعة لطهران، التي ستفقد عبر ذلك منفذها الرئيسي إلى حزب الله، وقسماً كبيراً من نفوذها الإقليمي، مما يجعلها تبذل كل ما بوسعها لإفشال هذا السيناريو - ومعها أطراف أخرى أيضاً.

(م ش)