إنجازات ثقافية وتطلعات مستقبلية في إقليم شمال وشرق سوريا

حققت هيئة الثقافة والآثار في إقليم شمال وشرق سوريا إنجازات ثقافية مهمة خلال الفترة الماضية. ودعت الهيئة جميع الفنانين والأدباء السوريين لزيارة الإقليم للاطلاع على المشهد الثقافي والفني المتنوع، والمشاركة في الفعاليات القادمة.

إنجازات ثقافية وتطلعات مستقبلية في إقليم شمال وشرق سوريا
الأربعاء 23 نيسان, 2025   06:12
الرقة
مزكين علي

أكدت هيئة الثقافة والآثار لإقليم شمال وشرق سوريا نجاحها في تنفيذ خطتها الثقافية خلال عام 2024، حيث استقبلت فنانين من مختلف مناطق سوريا والدول المجاورة، ووفرت بيئة حرة للإبداع الفني والثقافي. ومع حلول عام 2025، تسعى الهيئة إلى تأسيس بنية تحتية متكاملة تدعم العمل الفني، وذلك من خلال بناء استوديوهات حديثة وتوفير المعدات اللازمة لدعم المشاريع الفنية المختلفة. 

صرّح الرئيس المشترك لهيئة الثقافة والآثار مرهف الفهد، بأن الهيئة تعمل على تشجيع الفنون محلياً والترويج للإمكانات الثقافية للإدارة الذاتية على المستويين السوري والدولي، مع التركيز على تعزيز ثقافة التنوع والتعددية.

وأوضح مرهف الفهد أن الإدارة الذاتية، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمواقع الأثرية جراء الحرب وهجمات مرتزقة داعش، تمكنت من إعداد دراسات ترميم وفق معايير دولية، نالت استحساناً عالمياً، وترجمت إلى خطوات عملية لترميم عدة مواقع أثرية. 

وشهد عام 2024 تطوراً ملحوظاً في مجال الفن التشكيلي، حيث نُظّمت معارض وملتقيات في مختلف مناطق الإدارة الذاتية، وتهدف الهيئة هذا العام إلى تنظيم فعاليات أوسع، بمشاركة فنانين محليين وسوريين من الداخل والمهجر، وأكدت أن الدعوات مفتوحة للجميع. 

وفي سياق النشاطات الثقافية، تستعد مدينة قامشلو في مقاطعة الجزيرة لاستضافة الدورة التاسعة من معرض الكتاب، بمشاركة دور نشر، وسيتخلل المعرض جلسات توقيع كتب بمشاركة مؤلفين من داخل سوريا وخارجها، ليشمل جميع اللغات والمكونات، تأكيداً على أهمية الكتاب في المجتمعات. 

وفي إطار دعم الأدب، تقيم الهيئة هذا العام المهرجان الأدبي بنسخته الثالثة، بعد النجاح الذي حققته النسخة السابقة، حيث يمنح المهرجان فرصة للشباب من مختلف المكونات للتعبير عن ثقافاتهم، ويُقام بثلاث لغات: الكردية، العربية، والسريانية. وقد أثمر المهرجان عن إنتاج أعمال فنية وموسيقية مستوحاة من النصوص الفائزة. 

وعلى الرغم من وجود بعض التحديات الأمنية، تواصل الإدارة الذاتية جهودها في تطوير البنية التحتية السياحية، وتأهيل المواقع الثقافية والخدمية، وتؤكد الهيئة استعدادها لإطلاق مشاريع ثقافية وسياحية حال توفر الاستقرار الأمني، تشمل المواقع الطبيعية والأثرية، وفق مرهف الفهد.  

ودعا مرهف الفهد جميع الفنانين والأدباء السوريين لزيارة إقليم شمال وشرق سوريا، والاطلاع على المشهد الثقافي والفني فيها، والمشاركة في الفعاليات القادمة. كما أكد أن الصورة النمطية السابقة بدأت بالتبدد، مع تزايد عدد المشاركات والإشادات من الفنانين من مختلف أنحاء سوريا. 

هذا وأصدرت هيئة الثقافة خلال عامي 2024 و2025 العديد من الأغاني المصورة، منها (للحياة نغني)، التي تحاكي التراث العربي والكردي، و(زينوا سوريا)، التي تعبّر عن وحدة الشعوب، إضافة إلى فيديو كليب (عبار السفينة) الذي يسلط الضوء على التراث المادي واللا مادي في إقليم شمال وشرق سوريا. 

(أ)

ANHA