اللاذقية تستقبل العيد متأثرة بالأحداث الأخيرة بآمال بغد أفضل
يستقبل أهالي الساحل السوري العيد في أجواء باحثة عن الأمل وأوضاع معيشية صعبة، حيث تشهد أسواقهم في بعض أحيانها إقبالاً، وحركة متأثرة بالأحداث الأخيرة في الساحل السوري تارة أخرى. تتجلى رغبتهم في الاحتفال رغم التحديات، معززين الروابط الاجتماعية في ظل الظروف الراهنة.
على طول شوارع بأكملها في وسط مدينة اللاذقية، عُلّقت زينة رمضان، وبدأت خلال الأيام الأخيرة من الشهر الكريم تحضيرات السكان لعيد الفطر. وشهدت الأسواق حركة متفاوتة نسبياً، حيث يبدأ الإقبال مباشرة بعد الإفطار وانتهاء صلاة التراويح في مختلف أسواق وسط المدينة.
بحسب سامر أبو حمزة، الذي يعمل بائعاً للملابس في سوق العنابي، فإن الحياة لا تتوقف، وقال: "لقد زال الضيق عن صدورنا، ونحن السوريون لا توجد لدينا خيارات كثيرة في هذا البلد، وخيارنا الوحيد هو أن نعيش وأن نعيد إعمار هذا البلد".
من سوق العنابي إلى الشيخ ضاهر، وصولاً إلى سوق الذهب وبتفرعات سوق التجار التي تتوسط المدينة، تتحضر المحلات لاستقبال الناس بعد الإفطار، وبين لحظة وأخرى تغص الشوارع بالوافدين وتارة تخلو. ورغم أن المشهد يعكس حالة المدينة وسكانها وأسواقها، إلا أن لدى التجار آراء متباينة.
يؤكد السيد مصطفى جغجغوجة، أحد تجار سوق التجار في وسط المدينة، أن حركة الأسواق جيدة، ويأمل أن تستمر على هذا النحو. بينما يرى أحد العاملين في بيع الملابس بسوق العنابي أن الأجواء في اللاذقية جيدة، وهناك حركة نشطة، إلا أن الناس ما زالت متعبة من الضغوط المالية ونقص الأموال لديها، ولكن نأمل أن تكون الأيام القادمة أفضل.
وأشار أحد أصحاب البسطات التي تبيع الحلويات إلى أن الحركة لا تزال ضعيفة بسبب ضعف القدرة الشرائية لدى الناس.
تُعرف اللاذقية بأسواقها المتنوعة، حيث يقصد الناس وسط المدينة لشراء احتياجات العيد كاملة من ملابس وحلويات وغيرها. والحالة الاستثنائية لهذا العيد هذا العام دفعت بعض التجار إلى خوض غمار المنافسة عبر تقديم عروض تنزيلات تراوحت بين 20 إلى 50 في المائة تشجيعاً للناس على الشراء، وتقديراً لظروفهم المعيشية.
ورغم الأوضاع الأخيرة التي شهدها الساحل وضعف القدرة الشرائية لدى الناس، تبقى المدينة وأهلها وفق مراقبين يصفونها بـ "عروس البحر"، قادرة على لملمة جراحها بطيبة أهلها وإحساسهم العميق بأهمية العيش المشترك، مما يدفعهم إلى تعزيز السلم الأهلي ومدّ جسور التآخي.
مؤكدين أن ثمّة آمالاً معلّقة بعودة الحياة إلى طبيعتها في المدينة وريفها وعموم المناطق الساحلية، حيث يتوق الجميع إلى غدٍ أكثر استقراراً.
(أم)
ANHA