معارض سوري: كل من يحارب الإدارة الذاتية هو عدو للشعب السوري ومصالحه

عدّ المعارض السوري علي الأمين السويد، أن هجمات قوات حكومة دمشق لا تصب في مصلحة الشعب السوري وإنما تستجيب لمتطلبات التطبيع مع الاحتلال التركي، وعدّ كل من يحارب مشروع الإدارة الذاتية عدواً للشعب السوري.

معارض سوري: كل من يحارب الإدارة الذاتية هو عدو للشعب السوري ومصالحه
معارض سوري: كل من يحارب الإدارة الذاتية هو عدو للشعب السوري ومصالحه
16 آب 2024   05:10
مركز الأخبار
يحيى الحبيب

تشن قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ "الدفاع الوطني"، هجمات منذ أيام على قرى وبلدات الريف الشرقي لمقاطعة دير الزور، أسفرت عن استشهاد 14 شخصاً وإصابة 25 آخرين حتى تاريخ 13 آب، الأمر الذي لاقى تنديداً واسعاً في إقليم شمال وشرق سوريا.

المعارض السوري علي الأمين السويد تحدث لوكالتنا، وقال: "تعدّ هجمات النظام السوري على قوات سوريا الديمقراطية تلبية لمصالح غير سورية ولا تصب في صالح الشعب السوري".

وأوضح علي الأمين السويد: "هذه الهجمات تستجيب لمتطلبات تطبيع النظام السوري مع نظام الاحتلال التركي. فالنظام التركي يضع ضرورة قتال النظام السوري لقوات سوريا الديمقراطية شرطاً لإتمام التطبيع، علماً أن النظام التركي لا يهمه قتال قوات سوريا الديمقراطية، وإنما يهمه احتلال الشمال السوري بحجة وجود قسد".

تعاطف كبير مع قوات سوريا الديمقراطية

ونوّه السويد: "هذه الهجمات الإرهابية بدأت تدفع السوريين غرب الفرات للتعاطف مع قسد ومع أهالي الجزيرة السورية، خصوصاً أن المزاج العام بدأ برفض ما كانت تركيا تروج له من أن قسد انفصالية، وأنها حليفة للنظام السوري، وقد قرأنا عدة بيانات سياسية رافضة ومُدينة لهذه الهجمات الإرهابية، ومقدمة التعازي بالشهداء الذين سقطوا نتيجة العدوان الهمجي".

وعن مخاطر هذه الهجمات والسياسات، أكد السويد أن: "هذه الهجمات تكرس استراتيجية النظام الأسدي في استعادة السيطرة على الأرض السورية بالقتل والتدمير، دون الالتفات إلى ضرورة اتباع الطرق السلمية في الحل ودون الالتزام بالقرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 2254 مدعوماً بقوات الاحتلال الروسي والإيراني والتركي – الذي هو حليف غير مباشر للنظام".

الإدارة الذاتية حاولت التحاور لكن دمشق ترفض الحوار

السويد تطرق إلى ضرورة الحوار بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، وأشار إلى: "إن النظام السوري المستمر في الحياة بواسطة الاحتلال الإيراني، والاحتلال الروسي، والاحتلال التركي قد حذف من قاموسه مفردة (حوار) و(حل سلمي) و(تنازل) منذ أول مظاهرة خرجت ضده في 2011، يوم أعلن الحرب على الشعب السوري وبدأ بقتله، وما زال يقتل ولن يتوقف عن القتل حتى يسقط أو لا يبقى من يقتله".

وأكد السويد: "لقد حاولت الإدارة الذاتية التحاور مع النظام سياسياً عدة مرات، وقامت بتقديم عدة مبادرات للحوار مع النظام. وعلى الرغم من أننا كمراقبين رأينا أن النظام الأسدي لا يستحق هذه المبادرات الهادفة للحل السلمي كونه غائص في الدم السوري، وعلى الرغم من أن بنود المبادرات كانت في حدودها الدنيا منطقياً، فإن النظام ضرب بها عرض الحائط جميعاً وبدلاً من التحاور يرسل مرتزقته للقتل والتدمير وتأجيج النعرات القومية العنصرية بين مكونات الشعب السوري الذي يرفض هذا التأجيج الممنهج من قبله ومن قبل الاحتلال التركي".

وأشار السويد إلى أن: "إشعال الحرب لن يفيد ولن يثمر في شيء سوى سقوط ضحايا أبرياء على ضفتي نهر الفرات، ذنبهم في ذمة النظام الأسدي المجرم الذي هو على استعداد لحرق ما تبقى من سوريا ليبقى جالساً على كرسي السلطة في دمشق".

من يحارب الإدارة الذاتية هو عدو الشعب السوري

ووجّه السويد رسالة إلى السوريين والرأي العام وقال: "إن من يحارب مشروع الإدارة الذاتية هو عدو للشعب السوري قبل أن يكون عدواً للإدارة الذاتية نفسها، فتركيا دولة توسعية طامعة، ومحتلة للأرض السورية وحكامها يصرحون علناً برغبتهم في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري المجرم الذي قتّل السوريين ودمر سوريا وهجّر نصف عدد المواطنين خارج منازلهم، وإيران تساند المجرم بشار الأسد والتي لولاها لما استطلع النظام الصمود في وجه الثورة السلمية ضده في بداياتها، والعراق دولة مسلوبة السيادة من إيران أيضاً وهي تضغط باتجاه المساهمة في إنهاء تجربة الإدارة الذاتية استجابة للمساعي التركية والإيرانية".

وأوضح السويد: "الإدارة الذاتية إذاً محاطة بالدول المعادية من جانب، وليس لها إلا تقوية الجبهة الوطنية الداخلية وذلك بقيادة الحراك السلمي ضد نظام الأسد بالتشارك مع القوى الوطنية السورية بعيداً عن أراجوزات الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة والجيش الوطني أو الجيش الرديف لجيش الاحتلال التركي وبعيداً عن التنظيمات الإرهابية في إدلب".

وبيّن المعارض السوري علي الأمين السويد: "إن الفرصة مؤاتية لكي تقوم الإدارة الذاتية باحتضان جبهة وطنية تمثل كافة السوريين لقيادة الحراك باتجاه تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالحل السوري، ويجب على الإدارة الذاتية أن تقوم بهذه المهمة كونها الطرف السوري المنظم والقوي والآمن، ولديها أنموذج ناجح لإعادة هيكلة إدارة سوريا، أما إذا لم تضطلع الإدارة الذاتية بدور قيادي حاسم، فللأسف، ستكون بذلك كالذي ينتظر ماذا يُقرر له من قبل أعدائه".

(أ ب)

ANHA