باحث لغوي يتحدث عن اللغة الكردية بين الإقصاء والانبعاث والتحدي المتبقي في روج آفا
يصف باحث لغوي كردي واقع لغته الأم في روج آفا، بعد 12 عاماً من ثورة 19 تموز بالانبعاث، بعد الإقصاء والحظر، ويرى في تضافر الجهود وتحمّل الكرد مسؤولياتهم ضرورة للإسهام والارتقاء بها إلى مراحل أكثر تقدّماً.

يحتفل الشعب الكردي في 15 أيار من كل عام بيوم اللغة الكردية، منذ أن عدّ المؤتمر الوطني الكردستاني (KNK) هذا اليوم يوماً للغة الكردية عام 2006.
وحُدّد يوم 15 أيار، كونه يصادف تاريخ إصدار أول عدد لمجلة هاوار الأدبية الكردية، والتي أسسها جلادت بدرخان في دمشق، وصدر عددها الأول في 15 أيار عام 1932.
وعن واقع اللغة الكردية اليوم، في روج آفا، وما وصلت إليه، التقت وكالتنا الباحث اللغوي وإداري لجنة اللغة الكردية في مؤسسة اللغة الكردية (SZK)، نيجرفان عبد العزيز.
انبعاث اللغة الكردية
وفي دلالة على التطور العملي والبحثي على اللغة الكردية في روج آفا، قال الباحث اللغوي "نريد في هذا اليوم أن نزفّ بشرى لجلادات بدرخان، بأن الآلاف من الكرد هنا لبّوا صرخته ويخدمون اليوم لغتهم الأم".
وعن واقع اللغة في روج آفا، أكد: "شهدت اللغة الكردية بعد ثورة 19 تموز، الانفتاح عليها والتطور، وبُعثت من جديد، وأضحت لغة رسمية بعد أن كانت تتعرض للتهميش والإقصاء والحظر، فالآن يتم تداولها ويجري العمل على تطويرها باستمرار على مدار 12 عاماً على مختلف الصعد، وضمنها الاجتماعية والتعليمية والمؤسساتية، ناهيك عن تدريب الآلاف من معلمي هذه اللغة، ودراسة عموم الكرد بلغتهم الأم".
ووفقاً للعقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا، فإن اللغة الكردية هي إحدى اللغات الرسمية في الإقليم إلى جانب السريانية والعربية.
ويقارن الباحث اللغوي بين ما وصلت إليه اللغة الكردية من تقدّم مع اللغات الأخرى، قائلاً: "خطت اللغة الكردية خطوات تاريخية في المنطقة، على الرغم ممّا تعرضت له من مساعٍ لطمسها، لكن لا يزال هناك حاجة إلى استراتيجيات وخطط موحدة على صعيد كردستان، للوصول بها إلى مراحل متقدمة أكبر، ولتصل لغتنا إلى المراحل المتقدمة التي وصلت إليها اللغات في العالم".
الاغتراب عن اللغة أبرز التحديات
وأشار الباحث إلى التحديات التي تواجهها اللغة الكردية في روج آفا: "ترك مسؤولية تداول وتطوير اللغة فقط للمؤسسات اللغوية واللغويين، وتخلّي كل كردي عن مسؤوليته في التحدث والعمل بها من أجل تطويرها، أي الاغتراب عنها، هو التحدي الأكبر المتبقي، لذلك يجب على كل كردي، تحمّل مسؤوليته أمام لغته، لتكون الكردية لغة المجتمع والمؤسسات الإدارية تحدثاً وكتابةً، وعدم حصرها في التعليم والشعارات واستذكارها في يومها".
آمال ومسؤوليات
ورأى عبد العزيز في تضافر الجهود وتحمّل المسؤولية ضرورة للإسهام في تقدّم اللغة الكردية، ذاكراً ما يجب العمل عليه بشكل أكبر في المرحلة الراهنة لأنها تعدّ هوية المجتمع الكردي "يجب إغناء اللغة بالقواميس والاستفادة من تجارب الشعوب الأخرى التي عانت من الحالة نفسها".
(أ م)
ANHA