مسؤول في YNK: استقدموا 400-500 مرتزق إلى جنوب كردستان لتنفيذ مهام خاصة

ذكر مسؤول الاتحاد الوطني الكردستاني في زاخو، ملا نذير برواري أنّ المرتزقة الذين عبروا إلى جنوب كردستان موجودون بين الجنود الأتراك ويرتدون زيهم، وحذّر من: "يواجه كلّ من العراق وجنوب كردستان خطر فقدان كل شيء".

مسؤول في YNK: استقدموا 400-500 مرتزق إلى جنوب كردستان لتنفيذ مهام خاصة
3 آب 2024   07:10
مركز الأخبار
جيهان بيلكين

تحدث مسؤول الشؤون الاجتماعية في الاتحاد الوطني الكردستاني في زاخو، ملا نذير برواري إلى وكالتنا، حول المخاطر والمخططات والهجمات التي تتعرّض لها مناطق جنوب كردستان والعراق. 

71 قاعدة تركية في جنوب كردستان

وأوضح نذير برواري أنّ الاتفاقيات التي أبرمها الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الدولة التركية منذ عام 1992، أسفرت عن تأسيس العديد من القواعد العسكرية التركية في مناطق جنوب كردستان، وقال: "تزايدت أعداد القواعد على مراحل، وللدولة التركية حتّى الآن 71 قاعدة على حدود هولير ودهوك، عدا عن مراكز أجهزة الاستخبارات التركية في المدن المختلفة، وهذا مؤسف للغاية".

وأشار برواري إلى أنّ الدولة التركية تزعم أنّ قواتها موجودة في جنوب كردستان بسبب حزب العمال الكردستاني، لكنّ هدفها الرئيس هو احتلال جنوب كردستان، وقال: "توجد في جنوب كردستان وغرب كردستان (روج آفا) شعلة باسم الكرد، ولا تقبل الدولة التركية شعلة الشعب الكردي بأي شكل من الأشكال، وهدفها هو سلب الشعب الكردي حقه، ويوجد بين العراق وتركيا اتفاقاً ينصّ على التزام العراق الصمت حيال هجمات الدولة التركية".

"يسعون إلى إخماد الشعلة الكردية في جنوب كردستان"

وعلّق ملا نذير برواري على استقدام مرتزقة داعش وباقي مجموعات المرتزقة إلى جنوب كردستان، وقال: "تعلم تركيا أنّه حان وقت الانسحاب من سوريا، فقد اشترطت سوريا هذا، فمن دمّر سوريا ودعم المرتزقة وداعش هو أردوغان وحكومته، والدولة التي تدعم الإرهاب هي بحدّ ذاتها إرهابيّة، وتسعى تركيا الآن إلى استقدام هؤلاء المرتزقة إلى جنوب كردستان، لإخماد الشعلة الكردية في جنوب كردستان".

أرسلوا 400-500 مرتزق لتنفيذ مهام خاصة

وكشف برواري أنّ الدولة التركية استقدمت إلى جنوب كردستان مؤخراً نحو 400-500 مرتزق من مرتزقة داعش أو ما يُسمى بجبهة النصرة والسلطان مراد، وهم الآن موجودون مع الجنود الأتراك: "ليس جميع الجنود الذين يستقدمونهم إلى جنوب كردستان هم جنود أتراك، الضباط والقياديون أتراك، لكنّ الآخرين جميعهم مرتزقة ويرتدون زي الجيش التركي، لقد استقدموا نحو 400-500 مرتزق لتنفيذ مهام خاصة كالقتل والاختطاف وغيرها، إنّهم يرتكبون أسوأ الممارسات باسم حزب العمال الكردستاني، فهم يرتدون زي الكريلا ويسعون إلى خداع الناس، على سبيل المثال، وضعوا بين القاعدة التركية وقواعد البيشمركة في منطقة برواري والتي لا يفصل بينهما سوى 300 متر حواجز باسم حزب العمال الكردستاني، وصادروا هويات المواطنين في وضح النهار، ويعلم الجميع أنّ هؤلاء ليسوا من حزب العمال الكردستاني، كما قام الجنود الأتراك بتصوير مقطع فيديو في أحد منازل قرية ميسكا السريانية التابعة لبرواري؛ يزعمون فيه أنّهم ضبطوا أسلحة لحزب العمال الكردستاني، لكن العالم أجمع يعلم أنّ حزب العمال الكردستاني لا يدخل القرى، وللأسف، تم حتّى الآن إخلاء 162 قرية في منطقة برواري الواقعة على حدود آمدية".

الهدف هو القضاء على حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني

وفنّد برواري مزاعم الحزب الديمقراطي الكردستاني التي تفيد "بوجود عناصر لحزب العمال الكردستاني في قواعد الاتحاد الوطني الكردستاني" وقال: "يعلم الجميع أنّ هذا غير صحيح، والهدف من هذه المزاعم هو السماح للدولة التركية بالسيطرة على السليمانية، والهدف من هذه العملية هو حزب العمال الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، الهدف هو القضاء على الاتحاد الوطني الكردستاني ليسيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني ويفرض سلطته على كامل جنوب كردستان، الاتحاد الوطني الكردستاني لن يعادي شعبه قط، فلو عمل لصالح العدو حينها يكون قد سلك درب الخيانة وسيُدان كالحزب الديمقراطي الكردستاني؛ مصلحة الحزب الديمقراطي الكردستاني من هذا التحالف هو أنّه إذا سار كل شيء كما تهدف إليه الدولة التركية، فهم يريدون القضاء على الاتحاد الوطني الكردستاني في جنوب كردستان ليصبحوا الحزب الوحيد الحاكم، ففي النهاية ستفعل الدولة التركية بالحزب الديمقراطي الكردستاني ما فعلته بالشيخ سعيد والشيخ رضا وستقضي على الحزب الديمقراطي الكردستاني أيضاً".

الخطر ونهاية أردوغان

"التزام العراق الصمت حيال هذه الهجمات يدلّ على وجود اتفاقيات بينها وبين تركيا"، بهذه الكلمات أشار برواري إلى موقف الحكومة العراقية وسلّط الضوء على المخاطر المحدقة بالعراق وقال: "إذا واصل العراق التزام الصمت بهذا الشكل وحقّقت الدولة التركية نيتها وأهدافها، فلن يبقى للعراق وجود، فإذا فقد العراق محافظتي الموصل وكركوك لن تتبقّى له سوى محافظتي البصرة وبغداد، أتوقّع أن يحصل لهم ما حصل مع صدام، فكما سمحت أمريكا لصدام بغزو الكويت وقالت له (استولي على الكويت ولنتقاسم النفط، ولا تنسحب من هناك حتّى لو قلت ذلك) لقد وضعت أمريكا الخطة ذاتها للدولة التركية، فتركيا عضوة في الناتو ومع ذلك تتعاون مع روسيا العدو الأكبر لأمريكا، وقريباً ستقع تركيا بين أمريكا وروسيا كصدام".

استشهاد 344 مواطناً خلال 33 عاماً

ولفت برواري إلى أنّ هذه الهجمات والمخططات تهدّد الكيان السياسي لجنوب كردستان أيضاً، وتابع: "منذ عام 1991 وحتّى الآن، استُشهد 344 مواطناً وأُصيب 357 آخرين، والصمت على هذا الاحتلال خطر كبير، وللأسف فإنّ سلطة هولير وبهدينان ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني يمهّدان الطريقان لتركيا، ليكن الجميع واثقاً أنّ تركيا لم تدخل إلى جنوب كردستان بقوتها، فلو لم يسمح لها الديمقراطي الكردستاني بذلك، لما تمكّنت من التقدّم خطوة واحدة نحو جنوب كردستان".

"هناك فرصة"

"المهمّ بالنسبة لنا ككرد في هذه المرحلة هو الوحدة" بهذه الكلمات دعا ملا نذير برواري جميع الأطراف والقوى السياسية إلى الاتّحاد وألّا يعوّلوا على حزب واحد وقال: "إن لم نتّحد فسنواجه تهديداً حقيقياً وخطراً كبيراً، وربّما لا يبقى لنا ككرد أي وجود، لا تزال لدينا الفرصة الآن لبناء الوحدة وعلينا استغلالها".

(ر)

ANHA