صورتان للبنان.. الحرب وحب الحياة

يحمل لبنان تاريخاً عريقاً حافلاً بالأحداث والصراعات، وعلى الرغم من مرور البلاد بأوقات عصيبة، بما في ذلك الحروب والاضطرابات السياسية والاقتصادية، إلا أن روح اللبنانيين لا تنكسر، وجهان للبنان، الحرب والسلم، ثقافة الحرب وثقافة السلم، فصحيح أن لبنان يعيش وضعاً حساساً لناحية الأحداث الدائرة في الجنوب، وفي بعض مناطق بيروت، إلا أن المهرجانات والحفلات لا تتوقف وهي تعبير عن الروح الإيجابية.

صورتان للبنان.. الحرب وحب الحياة
2 آب 2024   12:59
بيروت
رانيا عبيد

يتميز اللبنانيون بمرونة استثنائية وقدرة على التحول والتكيف مع التغيرات المفاجئة، بحسب رئيس جمعية مبادرات وقرارات اللبناني الدكتور دال حتي الذي تحدث لوكالتنا عن هذا الموضوع، وقال: "إن هذا البلد في محيطه الجغرافي ومنذ آلاف السنين ممر للشعوب وساحة للأحداث السياسية والحروب". 

وبيّن دال حتي أن الشعب تأقلم على قاعدة "ما كُتب قد كُتب"، لاسيما مع الأحداث الجارية التي يمر بها لبنان من حرب الجنوب، وفتح جبهة الإسناد والتضامن مع حرب غزة، وانعكاس الأحداث الدولية والإقليمية عليه.

حتي يرى أن الشعب اللبناني يحب الحياة وهذا "التناقض" فريد من نوعه، وكأن المواطن اللبناني لديه قدمين، الأولى تتعرض للقصف والضرب والحرب، والأخرى ترقص فرحاً وتحب الحياة.

وبيّن حتي أن هذا الأمر هو تحدّي يومي، وقال: "ففي داخل الإنسان روح التحدي وحب الحياة، وإلا لكانت انهارت الدول وانهار لبنان، وهنا أيضاً يمكن الحديث عن روح الصمود والإصرار على مواجهة الصعوبات في سبيل الاستمرار والبقاء في ظل التحديات السياسية والأمنية والمعيشية التي يمر بها لبنان".

وأكد دال حتي: "الصمود اللبناني ليس انتصاراً نهائياً، بل هو صراع مستمر. فالتحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لا تزال قائمة، كذلك الخوف من اندلاع حرب شاملة الذي قد يقلب المعادلة وقد يقضي على ما تبقى من لبنان وهويته، والأمر هنا يتطلب جهداً مستمراً من الدولة التي عليها تحييد لبنان وشعبه عن حرب لا يريدها".

(أ ب)

ANHA