تسرب النفط والانبعاثات جراء الغارات الإسرائيلية يفاقم المخاطر البيئية في اليمن

أدت الضربة الإسرائيلية على ميناء الحُديدة في غرب اليمن والتي تسببت في نشوب حريق، إلى إطلاق انبعاثات خطيرة وتسرب في الوقود، ما ضاعف التلوث المتفاقم أصلاً جراء تسربات أعقبت هجمات الحوثيين على سفن في البحر الأحمر، وفقاً لخبراء ومنظمات تعنى بالبيئة.

تسرب النفط والانبعاثات جراء الغارات الإسرائيلية يفاقم المخاطر البيئية في اليمن
24 تموز 2024   17:33
مركز الأخبار

شنت إسرائيل السبت غارات هي الأولى تتبناها في اليمن، وأصابت منشآت تخزين الوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى نشوب حريق هائل استمر لأيام.

وذكرت السلطات المحلية أن أجزاء من الميناء كانت قيد الاشتعال في وقت مبكر من الأربعاء بعد انفجار خزان نفط خلال الليل، كما  تصاعد دخان أسود كثيف بعد أربعة أيام من الهجوم.

وقال مرصد النزاعات والبيئة، وهو مؤسسة خيرية بريطانية تراقب التأثير البيئي للصراعات، إن "الحريق والتسربات المرتبطة به ستؤدي إلى انبعاثات خطيرة في الهواء وتلوث أرضي كبير"، مضيفاً أنه "من المحتمل أن يحدث تلوث للبيئة البحرية".

بعد نحو عقد من الأزمة اليمنية، يعاني هذا البلد، وهو أحد أكثر دول المنطقة عرضة لتغير المناخ، من تلوث خطير للهواء والماء، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة في آذار.

وقالت منظمة "مواطنة" لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية يمنية أرسلت فريق تقييم إلى الميناء، إن هجوم السبت أدى إلى "تسرب نفطي كبير من خزانات الوقود المشتعلة إلى البحر".

وقالت المنظمة في بيان لوكالة فرانس برس إن ذلك "قد يسبب تلوثاً بيئياً كبيراً في البيئة البحرية لأن التسرب لا يزال مستمراً"، محذرة من أن تأثيره قد يكون "واسع النطاق بسبب كميات الوقود الكبيرة التي تم تخزينها".

وقال فيم زفيننبرغ من منظمة "باكس" الهولندية للسلام إن ما لا يقل عن عشرات الآلاف من اللترات من النفط احترقت في أعقاب الهجوم، محذراً من أن "الأبخرة الضارة" تشكل مخاطر صحية كبيرة.

واشار زفيننبرغ  إلى إن الضربات الإسرائيلية أدت الى "تسربات محلية في البيئة البحرية للميناء وفي المباني" ودمرت معظم سعة تخزين النفط بالميناء.

وأضاف لفرانس برس أنه "في مواجهة آثار النزاع وأزمة المناخ، يتحمل المدنيون والبيئة في اليمن وطأة الأعمال العدائية المستمرة".

وقالت فرح الحطاب من منظمة "غرين بيس" في الشرق الأوسط إن التلوث الساحلي الناجم عن الغارات على ميناء الحديدة "من المحتمل أن يؤثر على ملايين الأشخاص الذين تعتمد معيشتهم على صيد الأسماك".

وأدت الهجمات التي يشنها الحوثيون بطائرات مسيّرة وصواريخ على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها منذ تشرين الثاني تضامناً مع قطاع غزة، لتحويل المياه اليمنية إلى بقعة ملوثة، بحسب فرانس برس.

والأسبوع الماضي، بدا أن ناقلة نفط ترفع علم ليبيريا كانت تسرّب الوقود في البحر الأحمر بعدما تعرّضت لهجوم من الحوثيين على بعد 97 ميلاً بحرياً إلى شمال غرب الحديدة، وفقًا لمنظمات غير حكومية ووكالات أمن بحري.

وقد تم رصد بقعة نفطية في البحر الأحمر تمتد على 220 كلم قبالة السواحل اليمنية، بالقرب من موقع الضربة، ما يهدد محمية جزر فرسان البحرية قبالة سواحل اليمن والسعودية، وفقاً للمرصد البريطاني.

وقال الاثنين إن البقعة لا تزال مرئية بعد ستة أيام من الهجوم، مشيراً إلى أن "استمرارها يشير إلى مخاطر بيئية على الشعاب المرجانية والنظم البيئية البحرية".

(م ش)