التمادي التركي بجنوب كردستان والعراق وهدنة غزة محورا الصحف العربية

أشارت الصحف العربية أن التفاهمات الأمنية بين بغداد وأنقرة جعلت الأخيرة تتمادى في هجماتها على جنوب كردستان والعراق، لتشمل مناطق لطالما مثّلت محطّ أطماع تركيا في مواقعها الإستراتيجية وثرواتها الطبيعية على غرار كركوك، في حين تحدث خبراء عن مخاوف من مساعٍ لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لـ "توسيع التصعيد وإطالة أمد الأزمة" مع تلاشي خطر ضربة إيرانية.

التمادي التركي بجنوب كردستان والعراق وهدنة غزة محورا الصحف العربية
30 آب 2024   09:52
مركز الأخبار

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم، التمادي التركي في جنوب كردستان والعراق، إلى جانب مفاوضات هدنة غزة وموقف إيران من التطورات الإقليمية الأخيرة.

تركيا تتحرش عسكرياً بكركوك بعد الفشل في السيطرة على حكومتها المحلية

تحت هذا العبارة، عنونت صحيفة العرب اللندنية تقريرها التي ذكرت فيه عن "مساوئ التفاهمات الأمنية بين بغداد وأنقرة التي بدأت تظهر سريعاً على أرض الواقع، من خلال توسيع الجيش التركي لدائرة عملياته في عمق الأراضي العراقية، لتشمل مناطق لطالما مثّلت محط أطماع تركيا في مواقعها الإستراتيجية وثرواتها الطبيعية على غرار كركوك، التي تحوّلت إلى موضع تدخلات تركية علنية في أدق شؤونها السياسية والإدارية".

وكشف الإعلان أمس الخميس في العراق عن إسقاط طائرة مسيّرة تركية أثناء تحليقها فوق مدينة كركوك عن توسيع تركيا لنطاق هجماتها في المنطقة.

وأثار حادث إسقاط الطائرة التي تبيّن أنها مجهّزة بمعدّات متطورة للتجسّس وأدوات رصد وتتبع لأهداف أرضية، وقابلة لحمل صواريخ هجومية، حفيظة القوى العراقية المطالبة بوضع حدّ لانتهاكات تركيا للسيادة العراقية، كون العملية تضمّنت إلى جانب أبعادها العسكرية والأمنية الخطرة، رسائل سياسية سلبية تتعلّق بتدخل أنقرة في بعض أدقّ تفاصيل الشأن الداخلي العراقي.

وربطت أوساط سياسية عراقية التحرّش التركي بكركوك بالتطورات الأخيرة في الوضع السياسي والإداري في المحافظة التي شهدت قبل نحو عشرين يوماً تشكيل حكومتها المحلية، بعد صراع استمرّ لأشهر على مناصبها القيادية ولم تكن تركيا بعيدة عنه، حيث سعت للدفع بحلفائها التركمان والعرب للفوز بتلك المناصب قطعاً للطريق أمام حزب الاتّحاد الوطني الكردستاني غير المتوافق مع سياساتها، وذلك على العكس من غريمه الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي تحوّل إلى حليف لتركيا ومتعاون مع قواتها في هجماتها على مناطق جنوب كردستان.

وعدَّ العراقيون توسّع تركيا في استخدام طيرانها المسيّر، نتيجة فورية لإطلاق الاتفاقية الأمنية ليد تركيا في العراق، كما لفتت الصحيفة أنّ تركيا لا تبدو بصدد الالتزام بما توقعه من اتفاقيات مع العراق والتوقّف عند حدود ما تنص عليه.

هدنة غزة: دعوات إلى ضغوط دولية ومرونة لتفادي العقبات

مع استمرار محاولات الوسطاء إنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، ترى صحيفة الشرق الأوسط نقلاً عن خبراء، أن مخاوف تسود من مساعٍ لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لـ "توسيع التصعيد وإطالة أمد الأزمة" عبر الهجوم العسكري الذي بدأه الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، مع تلاشي خطر ضربة إيرانية و"زيادة العقبات" التي تحيط بصفقة الهدنة.

وهناك نقاط خلافية بارزة بين إسرائيل وحماس، هي "الوجود الإسرائيلي في محور (فيلادلفيا)، وممر (نتساريم)، والتحفظات بشأن عدد المعتقلين الذين تطالب (حماس) بالإفراج عنهم، ومطلب فحص الفلسطينيين النازحين أثناء عودتهم إلى شمال القطاع"، وفق مراقبين.

ونقلت الصحيفة عن الأكاديمي المصري المتخصص في الشأن الإسرائيلي، الدكتور أحمد فؤاد أنور، أن ضغوط الوسطاء مهمة في الوقت الحالي؛ كونها تهدف لخلق حالة توازن، بعدما استشعر نتنياهو أن شبح الحرب الإقليمية ابتعد؛ إذ بدا أكثر أريحية، ويتمادى في الرفض، وفرض شروطاً، وتمسك بأخرى مثل البقاء في محور "فيلادلفيا"، وهنا تأتي أهمية تنوع الضغط.

أيضاً لا تزال الفرصة الأخيرة للوصول لهدنة "قائمة"، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، الذي أشار إلى أهمية استمرار الضغوط لإبداء مرونة وتقديم تنازلات، مؤكداً أن الأمور هدأت نسبياً بالمنطقة بعد تلاشي خطر حزب الله اللبناني، ويمكن أن نقول إن المرحلة المقبلة بانتظار "رؤية قد تكون أميركية لحل نقاط الخلاف بين الطرفين وتفادي العقبات".

إيران خسرت معظم رهاناتها.. ما الأوراق المتبقية بيد طهران؟

موقع سكاي نيوز العربية، تحدثت بدورها عن مآلات اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها، على الشأن الإيراني في المنطقة، حيث نقلت عن محللين قولهم إن إيران تقف الآن أمام مفترق طرق، وأن نظامها أصيب "بحالة بهتان".

ويتساءل مراقبون عما إذا كانت إيران بدأت تفقد أوراقها تباعاً، خاصة بعد تراجعها عن لغة التهديد والموت لأميركا وإسرائيل، واستبدالها بالدعوة للانفتاح على "العدو".

وكانت قد ربطت إيران ردها الانتقامي على اغتيال هنية بنتيجة المفاوضات الأخيرة، التي باتت فرص نجاحها شبه معدومة، الأمر الذي يضع إيران في حالة حرج.

رهان آخر لطهران تمثل في أخذ ثمن أو دور إقليمي أكبر كنوع من المقايضة في حال أحجمت عن توجيه ضربة واسعة إلى إسرائيل. وفي الوقت الذي كانت تجس فيه نبض واشنطن حول ما يمكن أن تقدمه، يبدو أن لغة القوة الأميركية دفعت إيران لإعادة حساباتها، فالتواجد العسكري الأميركي البحري بلغ مستوى غير مسبوق في المنطقة، بحسب الموقع.

يأتي ذلك في وقت يرى فيه باحثون سياسيون من طهران، أن الغرب يريد من إيران التراجع عن مواقفها تجاه إسرائيل وتفكيك علاقتها بـ "محور المقاومة".

(د ع)