أسباب وتداعيات تصاعد المجابهة في الشرق الأوسط

أكد باحث في العلاقات الدولية، أن الشرق الأوسط يشهد حالة توتر غير مسبوقة ولا يستبعد أن يكون هناك ما وصفه بأسبوع حرب شديدة، لكن التوازنات الدولية ستبقى كما هي، مشيراً إلى أن هذه المجابهة لن تكون الأخيرة طالما لا توجد حلول حقيقية للصراع.

أسباب وتداعيات تصاعد المجابهة في الشرق الأوسط
7 آب 2024   08:50
مركز الأخبار
يحيى الحبيب

تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من الترقب والتوتر عقب ارتفاع مستوى التصعيد بين إسرائيل وإيران، حيث لا تزال طهران وحزب الله اللبناني يتوعدان بالرد على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية وقيادي بارز تابع لحزب الله.

ولقي القيادي في حزب الله فؤاد شكر مصرعه بعد غارة إسرائيلية استهدفته في الضاحية الجنوبية ببيروت، وبعدها بأقل من 24 ساعة قتل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، بصاروخ موجه استهدفه بغرفته في طهران.

وأشارت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ إلى أن وزير الدفاع الأميركي أبلغ ويزر الدفاع الإسرائيلي غالانت بأن البنتاغون بصدد اتخاذ إجراءات إضافية تشمل تغييرات في وضع القوات الدفاعية الحالية والمستقبلية، بهدف تعزيز الدعم لإسرائيل.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون إنهم يتوقعون أن تهاجم إيران إسرائيل، مشيرين في الوقت ذاته إلى وصول قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا إلى المنطقة، السبت، لمحاولة خفض التصعيد، وفق ما نقله موقع "أكسيوس" الإخباري.

توتر مستمر منذ الـ 7 من أكتوبر

الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور طارق وهبي تحدث لوكالتنا حول ذلك بالقول: "التوتر بدأ بعد السابع منّ أكتوبر 2023، وقامت عقيدة وحدة الساحات بالعمل على تطبيقه ولكن كلٌ على حده، ففتح حزب الله جبهة قواعد الاشتباك مع فصائل فلسطينية وحتى عراقية قادمة للتدرب على القتال في لبنان ثم جُزّ بفتح جبهة سوريا وبالتحديد الجولان وبعد ذلك قررت قوات الحوثي أن تدخل المسرح العسكري وهذا كله بإخراج إيراني لم يسبق له مثيل تحت شعار الحرب بالوساطة".

وأضاف "تأقلمت اسرائيل مع هذا الوضع ولكنّ همها الأول كان قمع المقاومة في غزة وهذا ما لم تستطع حتى الآن القيام به".

إصرار إيراني على الرد والعين على ضاحية بيروت الجنوبية

وأشار وهبي إلى أن "اسرائيل تعمل على كل  الجبهات وأهمها مهمات القتل والاغتيال للشخصيات التي تعدّها مسؤولة عن كل ما تشهده الآن أو غداً وهذه الأعمال هي التي ترفع التصعيد، ورأينا ذلك عندما قصفت القنصلية الإيرانية في دمشق فكان الرد الإيراني؛ 100 من الصواريخ والمسيّرات التي أطلقت من إيران وأماكن اخرى ولكنها لم تثمر شيئاً غير أنها أثبتت أنها قادرة على فتح جبهة بعيدة المدى قد تكون مساندة إذا اجتمعت كل القوى التي تُنعت بأنها قوى الممانعة والمقاومة والشرارة التي رفعت سقف المواجهة هو اغتيال رئيس حكومة فلسطين السابق ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد إسماعيل هنية، هنا أحسن أن أقول أن إيران أهينت، حيث قتل على أرضها وفي بناء تابع للحرس الثوري الضيف الأغلى ممثل حماس".

وأضاف أن "قرار الرد كان جماعياً إذ اجتمعت كل الفصائل للإقرار أن الرد قادم، كما أن خسارة الحاج محسن (فؤاد شكر) اعتبره أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله أنه تخطّ للخطوط الحمر. علماً أن العاروري اغتيل في الضاحية الجنوبية لبيروت العاصمة اللبنانية التي تتحضر لشبيه ما حصل في تموز للعام 2006".

وعدّ أن هذا "التصعيد سيوصلنا إلى مجابهة حقيقية وواقعية كالذي حصل في تموز من ناحية الجدية العسكرية، ولكن هناك عنصر الوقت وفق المعطيات السياسية العسكرية والاقتصادية، حيث لن تحتمل إسرائيل 33 يوماً كالعام 2006، إلا إذا تم ضرب مصالح أمريكية ودخول الولايات المتحدة في هذا النزاع كطرف أساسي وخصوصاً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله والحوثيين حمّلوا أمريكا المسؤولية عن عدم الوصول إلى حل على أساس القانون الدولي وبالأخص حل الدولتين".

أسبوع حرب شديد

ورأى وهبي أنه "نتيجة لذلك سنشهد أسبوع حرب شديداً وصعباً، وإنسانياً ستكون الحصيلة قتلى وجرحى ومشردين من جديد، بعد الأسبوع سندخل بوساطات دولية وهنا سنرى من سيلعب دور القادر على إيقاف حرب الرد والجواب ومواقف الدولة القريبة والبعيدة".

وأشار إلى أن "الشرق الأوسط الجديد لا يوجد فيه مكان للتطرف لذلك قد يكون مرحلة تصفيته في كل الدول بما فيها اسرائيل وهذا الأصعب لأن الحكومة الاسرائيلية هي الأكثر تطرّفاً في تاريخ هذه الدولة، أما مسارات التطبيع والسلام التي تبحث عنها أمريكا وإسرائيل فهي بين العبث والضياع لطالما لا حل حقيقي للدولة الفلسطينية".

الصراع مستمر

وعن تأثيرات الحرب، أشار وهبي إلى أن "هذه المجابهة لن تكون الاخيرة ولكنها ستنهك المتحاربين في الشرق على كل الصعد وستتراجع كل الدول التي ستشارك بالنزاع ضمناً اسرائيل، لكن الولايات المتحدة الاميركية هي الوحيدة التي تستطيع أن توقف حمام الدماء ولكنها الآن مشغولة بالانتخابات الرئاسية المقبلة واللوبي الصهيوني يعمل بكل جد للدفاع عن الدولة الصهيونية وتواجدها على رغم أنف العالم أجمع ولا آليات للتهدئة إلا إذا تغيرت المواجهة وذهبت في الخارج لاغتيال شخصيات مقربة من إسرائيل أو فعاليات إسرائيلية غير مقيمة في إسرائيل. هناك خوف أيضاً في الغرب أن تعود حركات الذئاب المنفردة التي ستضع المجتمعات الغربية خائفة من المستقبل".

واختتم وهبي حديثه بالقول: "التوازنات الدولية باقية كما هي لطالما أمريكا تقود جبهة الدفاع عن إسرائيل، وللأسف في الشطر الآخر لا توجد سياسة بالمقابل غير من يقرع طبول الحرب".

(أم)

ANHA