غياث نعيسة يطالب السوريين والقوى الديمقراطية بالالتفاف حول الإدارة الذاتية
أكد المعارض السوري، غياث نعيسة، أن تركيا تستغل السياق العنفي العام والتحولات الكبرى للإمعان في سياساتها التوسعية في سوريا، مشيراً إلى أن من أبرز أهدافها هو تفكيك مشروع الإدارة الذاتية الوطني والذي يعد حاملاً للمخرج الوحيد من الوضع الكارثي السوري، مطالباً كافة السوريين والقوى الوطنية بالالتفاف حول الإدارة الذاتية وقواها الشعبية والسياسية والعسكرية.

كثفت دولة الاحتلال التركي خلال الأيام الماضية هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا، مستهدفة البنية التحتية والمنشآت الحيوية والأحياء والقرى المأهولة بالسكان.
وعلى الرغم من الصمت الدولي والرسمي للحكومات في المنطقة، إلا أن هذه الهجمات لاقت ردود أفعال منددة من قبل أوساط مجتمعية وخبراء وباحثين وشخصيات سياسية.
تركيا تستغل السياق العنفي العالمي
المعارض السوري والمنسق العام لتيار اليسار الثوري السوري، الدكتور غياث نعيسة، تحدث حول هذه الهجمات بالقول: "نشهد منذ نحو عام تحولات كبرى تهز نظام الهيمنة العالمي، وما تبعه من حروب وصراعات وعقوبات بين الدول الكبرى المتصارعة. هذا السياق العام العنفي العالمي، سمح للدول الإقليمية الإمعان في سياساتها التوسعية، وبالأخص فيما يخص بلدنا سوريا، إمعان الدولة التركية في سياساتها التوسعية والعدوانية ولاسيما تجاه مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا".
وأضاف "كما أن هذا الصراع العالمي وما ينتج عنه من اصطفافات حادة للدول في كتل مصارعة، يؤدي في جانب منه إلى إهمال قضايا الشعوب العادلة، وتجاهلها، كما نجد اليوم تجاه مواقفها تجاه الشعب الفلسطيني، فهي فعلت الشيء نفسه من التجاهل وعدم الاهتمام تجاه قضية الشعب الكردي والشعب السوري، وحقوقهما بالحرية والسلام والعدالة، ما يدفعنا إلى تكرار حقيقة إن الدول الكبرى والإقليمية تعمل فقط وفق مصالحها الخاصة وليس وفق حقوق الشعوب".
وتابع "الدليل الآخر على ذلك في سوريا هو الحرب المدمرة التي يشنها نظام أردوغان ضد شعبنا في شمال وشرق سوريا، حيث لا يكتفي هذا النظام المجرم بقتل واغتيال أبناء وبنات شعبنا، بل يدمر مقومات الحياة لملايين السوريين، وهو ما تفعله إسرائيل اليوم في غزة. ويتم ذلك بصمت أو حتى بمباركة من الدول الكبرى التي تدّعي حرصها على الديمقراطية وحقوق الإنسان".
وأشار إلى أن "هذا درس مكرر لا بد من تذكره جيداً، أن لا حليف للشعوب المضطهدة والمقهورة سوى الشعوب المناضلة وقواها المناضلة للحرية، وأثبتت تجارب الثورات أن من يراهن على دعم دول الهيمنة الكبرى ينتهي به الأمر إلى الهزيمة والاستسلام".
تفكيك المشروع الوطني الحامل لمخرج جدّي من الكارثة
وحول أهداف هذه الهجمات أشار، نعيسة، إلى "أنها تريد تفكيك هذا المشروع بوصفه مشروعاً وطنياً سورياً حاملاً لمخرج جدّي من الوضع الكارثي الذي تعيشه بلادنا، ومن جهة أخرى تهدف تركيا إلى إجهاض أي مشروع يحمل حلاً عادلاً لقضية الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي؛ لأن القضية الكردية هي إحدى القضايا التي ترفض الدولة التركية تقديم حلاً عادلاً داخلها، وأخيرا، تريد تركيا أن تجهض أي مشروع جامع للقوى الديمقراطية السورية الحقيقية والمستقلة وأبرزها قوى الإدارة الذاتية، لترك الباب واسعاً لتركيا ولمرتزقها كطرف فاعل في التسوية، حسب دول أستانا للوضع السوري، أي إعادة انتاج استبدادي وطائفي، لن يكون حلاً للوضع السوري بل مشروع حرب أهلية طويلة الأمد".
على جميع السوريين والقوى الديمقراطية الالتفاف حول الإدارة الذاتية
وأكد نعيسة أنه "وفي مواجهة الصمت الدولي على جرائم تركيا في شمال شرق سوريا، كما هو صمتها حول ما يجري في غزة، يتطلب إدانته ومواجهته وموقفاً تضامنياً واضحاً وملموساً أولاً من كل القوى الديمقراطية السورية، وأيضاً من كل قوى التحرر في العالم، فكفاح الشعوب من أجل تحررها واحد على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي".
واختتم نعيسة حديثه بالقول: "في الوضع السوري، فإن مصلحة الشعب السوري وقواه الديمقراطية في قلب موازين القوى، ورسم مستقبل أفضل يلزمه موقف حازم بالوقوف مع الإدارة الذاتية والالتفاف حولها ومساندة قواها الشعبية والسياسية والعسكرية في مواجهة الوحش التركي، الذي يزداد وحشية لفشله في القضاء على إرادة الشعوب بالحرية والكرامة وحقها في تقرير مصيرها وحدها".