شيخ آلي: تركيا لا تقبل النجاحات في شمال وشرق سوريا وتريد القضاء عليها

قال سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) أن انتصارات ونجاحات شمال وشرق سوريا لا تروق لحكومة حزب العدالة والتنمية وأعوانها وتجعلها في حيرةٍ من أمرها، منوهاً أنه يترتب على جميع القوى السياسية والمجتمعية  أداء واجبها التاريخي وإفشال المخططات التركية.

شيخ آلي: تركيا لا تقبل النجاحات في شمال وشرق سوريا وتريد القضاء عليها
السبت 5 كانون الثاني, 2019   04:21

جعفر جعفو/ عفرين

جاء ذلك خلال حوار أجرته وكالة أنباء هاوار ANHA مع سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) محي الدين شيخ آلي.

ونص الحوار كالتالي :

- كيف تقيمون الوضع في المنطقة في ظل التهديدات التركية وكيف تقيمون المواقف المحلية والإقليمية والدولية حيال هذه التهديدات؟

أدوار وتدخلات تركيا في الداخل السوري لها سجل تاريخي حافل بالعدوانية ونزعة التوسع على حساب أراضي وحدود الدولة السورية، بعيداً عن جملة القوانين والأعراف الدولية بما فيها وجوب احترام مبدأ حسن الجوار، وما تهديداتها المستجدة تزامناً مع حشدها العسكري المريب صوب شرق الفرات، إلا بمثابة تصعيد وترجمة لجوهر توجهاتها الشوفينية حيال الغير، كرداً كانوا أم عرباً، خصوصاً وأنها لا تزال متشبثة بلعب دور يلبي أغراض قوى الإسلام السياسي في الداخل السوري، وذلك عبر ضرب الحضور الكردي الذي يقف عائقاً ميدانياً أمام تمددها.

إن مواقف معظم الدول والكتل البرلمانية بوجه عام متحفظة ولا تبارك إتباع تركيا لهذه السلوكيات والنوايا، باستثناء قطر التي أيدت قيادتها بالأمس القريب احتلال تركيا لمنطقة عفرين تحت مسمى (عملية غصن الزيتون)، بدفع وتحريض من التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ومجموعاته الجهادية.

- في ظل هذا الوضع، ومن أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققها الشعب في شمال وشرق سوريا، ما هي الخيارات المفتوحة أمامكم، ما هو الطريق الذي يجب سلكه في هذه المرحلة؟

حالة الأمان النسبي والعيش المشترك التي تعيشها بنات وأبناء مكونات الشمال الشرقي لسوريا، بدءاً من منبج وكوباني، مروراً بالحسكة وقامشلو ووصولاً إلى ديريك وتل كوجر، في ظل مجالس وإدارات ذاتية وقوات سوريا الديمقراطية التي حققت ولا تزال نجاحات ميدانية في صد هجمات داعش، لا تروق لحكومة حزب العدالة والتنمية في أنقرة وأعوانها، ليس هذا فحسب، بل تجعلها في حيرةٍ من أمرها، فتعِدُّ العِدَّة لاقتناص فرصة مناسبة للانقضاض على تلك المناطق والتسبب بنشر الفوضى والخراب، مما تترتب على جميع القوى والفعاليات السياسية والمجتمعية وقفة مسؤولة إزاء هكذا خطر داهم، وقفة من شأنها حماية وتعزيز جسور وأواصر العيش المشترك الذي لا بديل عنه، والتلاقي صفاً واحداً يداً بيد لدفع مخاطر التهديدات التركية هذه، التي تعد بمثابة شن عدوان خارجي صارخ ومقيت، مهما سعت وتشاطرت أدوات الإعلام التركي- الإخوانية في مساعي شرعنه وتبرير هذا العدوان بذريعة 0الأمن القومي التركي) وأخوة الدين.

- أردوغان في تصريحاته الأخيرة قال بأنه سيلقن الكرد في المنطقة درساً، أي أن هدفه هو الكرد والقضاء عليهم، وعليه أنتم كحزب كردي، كيف تقيمون هذه التهديدات المباشرة؟، ماذا يتطلب من الأحزاب الكردية القيام به في ظل هذه التهديدات المباشرة؟

خطاب الرئيس التركي المباشر في أكثر من مناسبة والذي ملؤه التهديد والوعيد باستعمال منطق القوة العمياء ضد الكُـرد و(تلقينهم درساً) باجتياح شرق الفرات، له بعد موسمي متصل بالخط البياني لقاعدة أردوغان الانتخابية، مع اقتراب موعد انتخابات البلديات في تركيا من جهة، وإرضاءً لحليفه رئيس حزب الحركة القومية MHP من جهة ثانية، وذلك جرياً وراء سبل شحذ وتهييج النزعة العنصرية لدى شرائح معينة من سواد الشعب التركي، بغية مواصلة الضغط على الكُـرد باتباع طرق وأدوات حرب نفسية إعلامية ظالمة يتولاها أردوغان مباشرةً، متناسياً أنه رئيس جمهورية ودولة ذات شأن في الأمم المتحدة، لا يجوز أن تساهم في نشر ثقافة العنف والكراهية، وإثارة النعرات العنصرية مهما كانت الخلافات وأوجه التمايز في الرؤى والمواقف السياسية.

- برأيكم مستقبل المنطقة إلى أين يتجه؟

إن خير ردٍ على الخطاب التركي الرسمي الرافض تاريخياً على طول الخط لحقوق الشعب الكردي أينما كان، يكمن في مضاعفة نشر المعرفة والوعي السليم للتحلي باليقظة حيال المخاطر وأداء المهام، من بين أبرزها التلاقي ونزع فتيل التوترات البينية، بغية بلورة المشتركات واعتماد خطاب موحد، دفاعاً عن القضية العادلة للشعب الكردي ودفع الأخطار المحدقة بوجوده، في ظل تصاعد تهديدات تركيا وسياساتها الرعناء. وفي هذا السياق نرى بأن عقد اجتماعات تشاورية بغرض التحضير لعقد مؤتمر وطني عام لكُـرد سوريا وكذلك مؤتمر قومي كردستاني يرتدي أهمية فائقة تقتضي تضافر كل الجهود بموجبها.

- رسالتكم إلى الشعب والأحزاب السياسية في الشمال السوري؟

حجم وعمق التناقضات والأزمات التي تعيشها مجتمعات ودول المنطقة، لا تبشِّر بتوفر حلول ناجعة لها في المستقبل المنظور، خصوصاً أن ثمة استهتار وقح لدى معظم القوى والدول على الصعيدين الإقليمي والدولي بمقررات مجلس الأمن الدولي ومواثيق الأمم المتحدة وخاصةً بلائحة حقوق الإنسان وجملة العهود والبروتوكولات ذات الصلة، وإن الصراع بصيغ وأشكال عدة، يبقى قائماً وعلى أشده، والكفاح من أجل السلم والحرية والمساواة يبقى دائماً يتنامى ويتوسع مهما كانت الصعاب.

ما هو ماثل أمام أعين الجميع أن الجانب التركي اليوم يضاعف جهوده أكثر من ذي قبل لتأليب الرأي العام ضد الكُـرد وتصويرهم بأنهم لا يريدون الخير والسلام لسوريا وشعوب المنطقة، وإنهم (إرهابيين انفصاليين) يزرعون الفوضى والتنافر بين مكونات الشمال السوري، حيث الكُـرد والعرب والمسيحي والمسلم... مما يتطلب من الأحزاب والفعاليات السياسية والثقافية والمجتمعية قاطبةً، وعلى اختلاف لنواياها ونفوذها التسارع لأداء واجبها التاريخي دون تردد، ويداً بيد لفضح وتعرية استمرار التهديدات التركية واتخاذ كل التدابير الممكنة والمشروعة لإفشالها.

(سـ)

ANHA