إلهام أحمد: تركيا عبر سياستها تتجه نحو الهاوية وتجلب المخاطر لعموم المنطقة

إلهام أحمد: تركيا عبر سياستها تتجه نحو الهاوية وتجلب المخاطر لعموم المنطقة
27 آذار 2018   05:30

كري سبي – أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد أن ما تتعرض له سوريا حالياً من حرب ودمار سببه الاتفاقات والمصالح الدولية والإقليمية والتي لا ينتج عنها غير سلبيات بالغة الخطورة وخاصةً ما يحصل في مقاطعة عفرين حالياً، مشيرةً إلى أن سياسات تركيا وهجماتها على المنطقة ستدفعها نحو الهاوية وتجلب المخاطر لعموم المنطقة.

الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد تحدثت في حوار مع وكالتنا عن مدى تأثير الاتفاقات والعلاقات الجارية بين روسيا وتركيا في الآونة الأخيرة على سوريا والمنطقة كاملة والسلبيات الناتجة عن العدوان التركي على عفرين وشمال سوريا.

كيف تؤثر العلاقات الروسية التركية على المنطقة وخاصةً بعد الاتفاق بين الطرفين الذي فتح المجال الجوي لتركيا لضرب عفرين، بالإضافة إلى معلومات حول سعي روسيا لضم تركيا إلى حلف "وارسو"؟

الاتفاق الروسي التركي الذي حدث في الآونة الأخيرة خاصةً ظهرت معالمه بشكل واضح من خلال عملية المقايضة على عفرين والغوطة الشرقية، طبعاً له تأثيرات سلبية جداً على سوريا بالكامل وعلى المنطقة عامة، باعتبار أن تركيا من أكثر الدول التي تسببت في تعميق الأزمة السورية وتأجيج نار الحرب والطائفية فيها، وهي التي زرعت الفتنة بين مكونات الشعب السوري من كرد وعرب وغيرهم وهذا ما تريد فعله في عفرين بالذات.

وإن كانت لتركيا أية نية للانضمام إلى حلف وارسو هذا يعني أنها ستنسحب من حلف الناتو، وبالأساس روسيا سعت من خلال جذب وتقديم التنازلات لتركيا إلى ضمها لحلفها، بهدف إضعاف حلف الناتو بشكل عام والحض على إخراج القوات الأمريكية من سوريا وبالتالي وضع الملف السوري بالكامل تحت سيطرتها.

وبالمقابل تركيا لها مطامع في سوريا فهي تسعى لاحتلال مناطق واسعة من الأراضي سوريا وحتى العراقية وأن يكون لها نفوذ في تشكيل إدارة مستقبلية في سوريا وتحلم باسترجاع مجد العثمانيين، لهذا فالاتفاق بين الطرفين له تداعيات سلبية وكارثية على المنطقة باعتبارها تجري بما يتناسب مع مصلحة الدولتين على حساب الشعب السوري ووحدة أراضيه، وكان الشعب في عفرين والغوطة أولى ضحايا ذلك الاتفاق.

تركيا العضوة في حلف الناتو في حال انضمت إلى حلف "وارسو" كيف سيؤثر ذلك على علاقاتها مع الناتو وماذا سيكون مصير تركيا إن استمرت في تقربها باتجاه حلف وارسو أو انضمت له؟

إذا انضمت تركيا إلى حلف وارسو هذا يعني أنها ستكون خارج إطار حلف الناتو ونتيجة خروج تركيا من حلف الناتو يعني أنها ستخسر تأييد الدول الأوروبية بالكامل وأمريكا أولها، ومن المعروف أن للدول الغربية ولأمريكا التأثير والهيمنة الأكبر على كامل منطقة الشرق الأوسط إلى جانب وجود النفوذ الروسي في بعض الدول، ولكن وجوده محصور جداً، أما غالبية دول ومناطق الشرق الأوسط فهي تحت تأثير نفوذ الغرب وأمريكا، فخروج تركيا من حلف الناتو يعني فقدانها للدعم الكبير الذي تتلقاه من دول الناتو خاصةً فيما تدعيه بحربها على الإرهاب لذلك فهي ستفقد هذا الدعم وستكون إلى جانب الدولة الروسية في سوريا فقط وتخسر نفوذها في باقي دول الشرق الأوسط.

كيف يصبح الوضع إن حاولت تركيا التدخل أكثر في شؤون العراق وسوريا بالتزامن مع العلاقات القوية بين الدول العربية وأمريكا؟

تركيا لها مخطط في التدخل بالشأن العراقي والسوري وهي مستمرة بالتدخل وتخطط للقيام بحملة عسكرية داخل الأراضي العراقية أيضاً من طرف إقليم كردستان وفي شنكال، وستكون لها مخططات في مناطق أخرى ستكون مستقبلية في إيران أيضاً فهذا هو المخطط التركي الذي يهدف للوصول إليه لتحقيق حلم الإمبراطورية العثمانية، لكن التدخل التركي في الشأن العراقي سيلقى رداً قوياً من قبل الدولة العراقية بعكس سوريا باعتبار أن لإيران وجود قوي وهيمنة في العراق، وسيلقى رداً من قبل هذه الدول، فالعراق ليست سوريا، لأن سوريا اليوم في وضع ضعيف والحكومة المركزية شارفت على الانتهاء لأن روسيا هي التي تدير كل هذه الأمور حالياً ووجود النظام شكلي فقط، وما هو معلوم أن الوجود الروسي في العراق ليس بذلك الشكل القوي، لذلك إن أرادت تركيا التدخل في الشأن العراقي لابد أن يكون لها تواصل وعلاقات مع أطراف أخرى لها السيطرة على العراق أو أنها ستخاطر بالتدخل في الشأن العراقي وقد تجر المنطقة إلى حروب طويلة كما فعلت في سوريا.

هناك معلومات تفيد بأن الدولة التركية ستفتح قنصلية في دمشق، وأن النظام السوري راضٍ أو صامت على الاحتلال التركي لأراضي سوريا وتقسيمها؟ هل يمكن القول إن تركيا والنظام سيعيدان العلاقة رغم الاحتلال التركي للأراضي السورية؟

حتى الآن الدولة التركية لها دور سلبي جداً في سوريا وهي كانت الداعمة الرئيسية للمجموعات الإرهابية في سوريا وأدخلتها عبر حدوها إلى الأراضي السورية، ووقفت في وجه نظام الأسد واتهمته بالديكتاتورية والإرهاب، وكان النظام السوري يبادلها العداء أيضاً. لكن إذا كانت تركيا حالياً تسعى لفتح قنصلية في دمشق، هذا يعني بأن كل ما قامت به الدولة التركية عبارة عن متاجرة بدم السوريين، والنظام بدوره يقدم التسهيلات باعتباره أصبح في موقف ضعيف ليس بإمكانه مقاومة وردع التواجد التركي في سوريا بعد التحالف الروسي مع تركيا، وهو إذا قبل ذلك هذا يعني أنه سيقبل بالوجود والاحتلال التركي في سوريا ويتخلى عما كان يدعيه من سيادة الدولة السورية ووحدة أراضيها.

ما معنى التهديدات التركية على الشمال السوري وهل بإمكان الدولة التركية ممارسة انتهاكات أكثر في الشمال السوري؟

الدولة التركية دائماً تقول بأنها مستمرة في عدوانها وتهدد بالتوجه إلى منبج وإلى سري كانية/رأس العين وبعدها قامشلو، هذا هو هدف المخطط الاحتلالي التركي، ولكنها تصدم حالياً بالوجود الأمريكي في المنطقة وتحاول الوصول للاتفاقات على غرار ما فعلت مع روسيا في عفرين وهذا صعب التحقيق لأن الوضع في منبج وشرق الفرات غير وضع عفرين التي كانت محاصرة وستتلقى تركيا بالإضافة إلى المواجهة المباشرة مع أمريكا والتحالف مقاومة من قبل قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب والمرأة فيها أضعاف مقاومة العصر في عفرين، وإن حاولت تركيا الهجوم على هذه المناطق ستكون بمثابة انتحار تركيا ومخاطرة بوجودها في المنطقة.

ANHA