التصعيد الإسرائيلي -الإيراني يدخل أسبوعه الثاني
أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف مواقع عسكرية داخل إيران قال إنها كانت تُجهّز لهجمات ضد أراضيه، فيما ردّت طهران بسلسلة ضربات طالت مناطق في جنوب إسرائيل، وأسفرت عن أضرار مادية وإصابات خلال اليوم الثامن من التصعيد بين الطرفين.

دخل التصعيد الإسرائيلي-الإيراني أسبوعه الثاني، حيث تتواصل المواجهات بين الطرفين وسط تصعيد متبادل للهجمات الجوية والصاروخية. تزداد المخاوف من انزلاق المنطقة نحو صراع أوسع قد يجرّ أطرافًا دولية.
أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة، أنه شن هجوماً استهدف ثلاث قاذفات صواريخ في إيران، قال إنها كانت "جاهزة للإطلاق باتجاه الأراضي الإسرائيلية" بحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت.
وأورد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه "نفذ سلسلة ضربات في قلب طهران، أصابت عشرات الأهداف بما فيها مواقع لإنتاج الصواريخ العسكرية ومقر منظمة الابتكار والبحوث الدفاعية المكلفة البحث وتطوير برنامج الأسلحة النووية الإيراني".
وأوضح الجيش أن الهيئة مكلفة "تطوير تكنولوجيات وأسلحة فائقة التطور تدعم القدرات العسكرية للنظام الإيراني". كما ذكر الجيش أنه ضرب "منشآت لإنتاج مكونات الصواريخ ومصانع تنتج مواد أولية مستخدمة في صنع محركات للصواريخ". من جهة أخرى، أشار البيان إلى اعتراض الدفاعات الجوية أربع مسيّرات أطلقت من إيران.
ومن جهتها، قصفت إيران جنوب إسرائيل حيث سقط أحد الصواريخ في مدينة بئر السبع، ما أدى إلى اندلاع حرائق في عدد من السيارات والمباني، وذكرت وسائل الاعلام الإسرائيلية أن القصف أسفر عن إصابات وأضرار واسعة في محيط الهجوم، من بينها منشآت قرب مبنى تابع لشركة "مايكروسوفت".
كما أفاد الجيش الإسرائيلي عن اعتراض دفاعاته الجوية سلسلة من الطائرات المسيّرة الإيرانية، بما في ذلك 3 مسيّرات تم إسقاطها فوق البحر الميت، في المقابل أعلنت إيران مواصلة "الرد على الاعتداءات الإسرائيلية" عبر ضربات تستهدف مواقع عسكرية واقتصادية حساسة داخل إسرائيل بحسب ما نقلته وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري.
وتُظهر تسجيلات مصوّرة تداولها نشطاء على منصات التواصل الافتراضي مشاهد لحرائق وانفجارات في مناطق متعددة جنوب إسرائيل، من بينها بئر السبع ورهط ونيفاتيم، تزامنًا مع انطلاق صفارات الإنذار.
وعلى صعيد آخر، أعلنت السلطات الإيرانية تعيين العميد مجيد خادمي رئيساً جديداً لجهاز استخبارات الحرس الثوري خلفاً لمحمد كاظمي الذي قتل في ضربة إسرائيلية الأسبوع الماضي، إلى جانب عدد من ضباط الجهاز، كما عيّن اللواء محمد باكبور قائداً جديداً للحرس الثوري عقب مقتل القائد السابق حسين سلامي في هجوم مشابه في الـ 13 من حزيران.
وعلى الصعيد الاقتصادي، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن خبراء أن تكلفة الحرب على إسرائيل باتت "مرتفعة للغاية" حيث تصل نفقات الدفاع اليومي إلى مئات ملايين الدولارات خاصة بسبب تشغيل أنظمة الدفاع الجوي واعتراض الصواريخ، إضافة إلى الدمار الواسع الذي طال منشآت وبنى تحتية، خصوصاً في تل أبيب، حيث تشير تقديرات أولية إلى أن إعادة الإعمار قد يتجاوز 400 مليون دولار حتى الآن.
وفي السياق المتصل، يتصاعد القلق في العواصم العالمية من اتساع رقعة النزاع بين الطرفين، حيث أعرب الكرملين عن مخاوفه إزاء تقارير تفيد إمكانية استخدام الولايات المتحدة أسلحة نووية تكتيكية في إيران، محذراً من أن ذلك سيكون "كارثة على الأمن الإقليمي الدولي".
ومن جهة أخرى، ذكرت صحيفة نيويورك بوست أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعامل بحذر مع فكرة الانخراط العسكري المباشر في الصراع، تحسباً لتكرار سيناريو ليبيا، لكن لم يستبعد خيار توجيه ضربات "جراحية" ضد البنية التحتية النووية الإيرانية.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين أن ترامب عقد عدة اجتماعات مع فريقه في الأمن القومي لبحث المشاركة المحتملة مع تأكيده على ثلاثة شروط وهي "ضرورة الضربة، عدم الانجرار لحرب طويلة، وتحقيق الهدف النهائي بتدمير البرنامج النووي الإيراني".
كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، إن هدف العملية العسكرية "ليس بالضرورة إسقاط النظام الإيراني، لكنة قد يكون من نتائجها" مشيراً إلى أن إسرائيل لن تمنح "أي شخصية إيرانية حصانة من الضربات".
(م ح)