إسرائيل وإيران: إعادة رسم خريطة الردع في الشرق الأوسط

يرى محلّلون أن التصعيد العسكري الأخير قد يكون مرتبطاً بسعي الحكومة الإسرائيلية لتصدير أزمتها الداخلية، في ظل فقدان الثقة الشعبي والانقسامات السياسية الحادة. ويشيرون إلى أن الخطاب الرسمي يحاول استثمار التوتر لتعزيز التماسك الداخلي وتبرير سياسات أكثر تشدداً.

إسرائيل وإيران: إعادة رسم خريطة الردع في الشرق الأوسط
الإثنين 16 حزيران, 2025   09:09
مركز الأخبار

سلّطت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم، الضوء على أبعاد العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، كمرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية ذات الطابع الوجودي، معيدةً تشكيل مفاهيم الردع والنفوذ الإقليمي في المنطقة.

رأت صحيفة "العرب" أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على العمق الإيراني لا يُفهم بمعزل عن استراتيجية أوسع، وُصفت بـ "هدم الجدران من الأطراف إلى المركز"، بدأت مع تفكيك وكلاء إيران كـ "حماس" و"حزب الله" وامتدت إلى استهداف بنية النظام الإيراني نفسه. ووفق هذا التحليل، تعمل إسرائيل على محورين: تعطيل البرنامج النووي من جهة، وتقويض مركز القرار الإيراني من جهة أخرى، من خلال استهداف العلماء، ومراكز القيادة، والهياكل العسكرية الحساسة، فيما يشبه "ضرب الرأس" بدل الاكتفاء بالأذرع.

في السياق نفسه، كشفت صحيفة "القدس العربي" عن تفاصيل ما وصفته بـ "أخطر وأوسع عملية عسكرية إسرائيلية منذ الحرب العراقية-الإيرانية"، مشيرة إلى أن عملية "الأسد الصاعد" أسفرت عن مقتل نحو 20 قائداً عسكرياً و6 علماء نوويين، وتدمير مراكز القيادة ومرافق صاروخية ونووية حيوية. وبحسب الصحيفة، فإن العملية كانت ثمرة تنسيق استخباراتي وعسكري أمريكي–إسرائيلي، رغم إعلان الرئيس ترامب تفضيله الحل التفاوضي، وهو ما وصفته الصحيفة بـ "خداع استراتيجي" يهدف لإضعاف النظام الإيراني دون تورط مباشر أمريكي.

أما "الشرق الأوسط"، فذهبت إلى أن هذه الحرب كان يُفترض أن تقع منذ عقدين، لكنها تأخرت بفعل حسابات الردع والحروب بالوكالة. ومع تفجّر المواجهة، بات هدف إسرائيل واضحاً: تجريد إيران من قدراتها النووية والصاروخية التي تهدد ميزان الردع. وأشارت الصحيفة إلى أن تل أبيب لم تعد تقبل بـ"قصّ العشب" مع وكلاء إيران، بل قررت استهداف "الأخطبوط نفسه"، معتبرة العملية تحولاً جذرياً في العقيدة الأمنية الإسرائيلية.

وبينما يتحدث نتنياهو عن "نقطة تحول تاريخية" قد تغيّر النظام في طهران، تلفت التحليلات إلى أن نجاح الاستراتيجية الإسرائيلية يظل مرهوناً بعوامل داخلية إيرانية لا يمكن التحكم بها، ما يُبقي احتمالات التصعيد أو الفشل قائمة، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة.

(ع م)