الوكالة الذرية تتهم إيران بعدم الامتثال لمعاهدة حظر الانتشار
اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً يتهم إيران بعدم الامتثال لمعاهدة حظر الانتشار النووي، بدعم غربي واسع، ويأتي القرار بينما تؤكد الوكالة عجزها عن تقديم ضمانات للطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني.

اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم، قراراً يتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، في تحذير جديد قبل إحالة الملف إلى الأمم المتحدة.
وأيّدت النصَ الذي أعدته لندن وباريس وبرلين وواشنطن 19 دولة من أصل 35، على ما أفادت مصادر دبلوماسية عدة.
وصوّتت الصين وروسيا وبوركينا فاسو برفض النص، في حين امتنعت 11 دولة عن التصويت، حسب ما صرح دبلوماسيون.
ولم تتمكن باراغواي وفنزويلا من المشاركة لعدم سدادهما الإسهامات المالية الكافية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وتُخصّب إيران اليورانيوم بالفعل إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المائة، ويُمكن رفع هذه النسبة بسهولة إلى نحو 90 في المائة، وهي الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة.
وتقول الوكالة الذرية إنها لا تستطيع حالياً تقديم ضمانات بأن برنامج إيران النووي سلمي تماماً، مؤكدة أنه لا يوجد بلد آخر خصَّب اليورانيوم إلى هذا المستوى العالي دون إنتاج أسلحة نووية.
وعبّرت الدول الغربية عن قلق متزايد من تطور البرنامج النووي الإيراني، في اجتماع مجلس محافظي "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" المنعقد في فيينا، على ضوء تقرير المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، الذي سلّط الضوء على استمرار تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.
وشهدت جلسات مجلس المحافظين التابع لـ"الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، مداولات حثيثة بشأن اعتماد مشروع قرار يوبخ طهران ويعيد طرح ملفها على مجلس الأمن.
ومن جانبه، أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلق بالغ" من التوسع المقلق للأنشطة النووية الإيرانية، معتبراً أن إيران اكتسبت قدرات لا يمكن التراجع عنها في مجال التخصيب. وشدد الاتحاد على أن ضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي أولوية أمنية أساسية، داعياً إلى استئناف الشفافية وتنفيذ البروتوكول الإضافي، محذراً من تداعيات استمرار التصعيد الإيراني على الأمن الإقليمي والدولي.
أمّا دول الترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة)، فقد دافعت عن تقرير غروسي، واصفة إياه بـ"المهني والحيادي"، وأعادت تأكيد دعمها لحل دبلوماسي شامل.
لكنها حذّرت في الوقت ذاته من أن "غياب التقدّم" قد يفتح الباب أمام تفعيل آلية سناب باك لإعادة فرض العقوبات الأممية. وأكدت الترويكا أن إيران ابتعدت عن التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وتواصل تقويض مهام التفتيش، وهو ما يمنع الوكالة من تقديم ضمانات حول الطابع السلمي للبرنامج.
من جانبها، أكدت الولايات المتحدة عبر مبعوثها بالإنابة أن إيران "تواصل تسريع برنامجها النووي دون مبرّر مدني"، معتبراً أن تراكم اليورانيوم عالي التخصيب يثير قلقاً بالغاً بشأن نيات طهران.
وقال دبلوماسيون إن القرار يهدف إلى زيادة الضغط على إيران. ويأتي القرار في خضم مباحثات بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عُمان.
وتتصاعد التوترات في الشرق الأوسط وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه أصبح "أقل ثقة" بشأن التوصل إلى اتفاق مع إيران حول الملف النووي.
وهددت إيران، الأربعاء، باستهداف قواعد عسكرية أميركية في المنطقة في حال اندلاع نزاع.
ومن المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات بشأن الملف النووي في مسقط الأحد.
(م ش)