إدراج النداء التاريخي وحق الأمل على جدول أعمال الأمم المتحدة

أدرجت حركة الصداقة بين الشعوب ضد العنصرية (MRAP) نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي" على جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لافتةً الانتباه إلى دور القائد عبد الله أوجلان في حل القضية الكردية، ومعلنةً عن انتهاك حق الأمل.

إدراج النداء التاريخي وحق الأمل على جدول أعمال الأمم المتحدة
الخميس 12 حزيران, 2025   13:17
مركز الأخبار

أدرجت حركة الصداقة بين الشعوب ضد العنصرية (MRAP) نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي" الذي أطلقه القائد عبد الله أوجلان في 27 شباط الماضي، ونتائج المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني، على جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذلك عبر تقرير قدّمته إلى المجلس الذي تعقد دورته الـ 59 في مكتب الأمم المتحدة بجنيف بين 16 حزيران و9 تموز 2025، بحسب وكالة فرات للأنباء (ANF).

ودعت الحركة الأمم المتحدة إلى دعم هذه المبادرة، مؤكدة أن "النضال من أجل الحقوق والحريات الأساسية للشعب الكردي دخل مرحلة جديدة بعد دعوة عبد الله أوجلان إلى إلقاء السلاح، وقرار حزب العمال الكردستاني بحلّ نفسه". كما سلّط التقرير الضوء على الانتهاكات المستمرة داخل السجون التركية، وعلى رأسها العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان في سجن إمرالي.

وأشار التقرير إلى أن لجنة مناهضة التعذيب (CAT) التابعة للأمم المتحدة سجلت في ملاحظاتها الختامية في تموز 2024، تراجعاً واضحاً في استقلالية القضاء في تركيا، مؤكدة أن نظام العزلة المفروض في إمرالي تجاوز المعايير القانونية الدولية، بل وأعاد تشكيل النظام السجني التركي بأكمله، وفق ممارسات خارجة عن القانون.

وأضاف التقرير أن اللقاءات القانونية للقائد عبد الله أوجلان كانت محدودة للغاية، فبين عامي 2011 و2019 لم يُسمح له بلقاء محاميه إلا خمس مرات فقط، بينما لا يزال محاموه حتى اليوم يتقدمون بطلبات أسبوعية دون تلقي أي رد. كما أوضح أن لقاء 27 شباط 2025 الذي تم بين القائد عبد الله أوجلان ومحاميه، لا يعني رفع الحظر عنه، بل كان لقاءً استثنائياً ضمن وفد خاص.

انتهاك حق الأمل

وشدد التقرير على أن حرمان القائد عبد الله أوجلان من الإفراج المشروط يشكل انتهاكاً لما يُعرف بـ "حق الأمل"، مشيراً إلى قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الصادر في 18 آذار 2014، والذي ذكر أن الحكم بالسجن المؤبد المشدد دون إمكانية المراجعة أو الإفراج يُعد تعذيباً. وقد أعادت لجنة وزراء مجلس أوروبا هذه المسألة إلى جدول أعمالها في اجتماع أيلول 2024، مطالبةً بآلية تقييم جديدة لجميع المحكومين بالمؤبد دون أمل بالإفراج.

وذكر التقرير أن السلطات التركية أقرت أمام لجنة مناهضة التعذيب في تموز 2024 بأن 1.24% من نزلاء السجون، أي نحو 4,348 سجيناً، محكوم عليهم بالسجن المؤبد المشدد دون حق الإفراج المشروط، رغم مرور أكثر من 11 عاماً على قرار المحكمة الأوروبية بشأن القائد عبد الله أوجلان.

نداء السلام والمجتمع الديمقراطي

وأكد التقرير أن العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان تعكس موقف الدولة التركية من الشعب الكردي، إذ تسعى إلى عزله بسبب تأثيره السياسي والاجتماعي، في وقت أظهر فيه التزاماً واضحاً بالحل السلمي للقضية الكردية.

وفي 27 شباط 2025، أطلق القائد عبد الله أوجلان من خلال وفد إمرالي نداء "السلام والمجتمع الديمقراطي"، داعياً إلى توفير الشروط السياسية والقانونية اللازمة لحل حزب العمال الكردستاني وتسليم سلاحه، مقابل الاعتراف بالهوية الكردية وضمان الحرية الجسدية. واستجابةً لهذه الدعوة، أعلن الحزب وقف إطلاق النار في 1 آذار 2025، ثم قرر حلّ نفسه.

النتائج والتوصيات

خلص التقرير إلى أن نظام العزلة المفروض على القائد عبد الله أوجلان والمحكومين الآخرين يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويُعد من أبرز العقبات أمام تحقيق حل سلمي للقضية الكردية.

وفي ختام التقرير، دعت حركة MRAP الحكومة التركية إلى تنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وتوصيات لجنة مناهضة التعذيب، ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الصادرة في عام 2024. كما طالبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بتحديث تقريرها حول تركيا الصادر عام 2017 وتقييم الوضع الراهن، مع التركيز على الانتهاكات بحق المعارضة والأقليات، وعلى رأسها الشعب الكردي، دعماً لمسار السلام والديمقراطية في البلاد.

(ي م)