تعقيدات المشهد في الشرق الأوسط والضغوط على إسرائيل محورا الصحف

يتساءل مراقبون عن مستقبل النظام العربي في ظل ما يصفونه بإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، وسط حالة من فقدان السيطرة وتزايد الضغوط السياسية والعسكرية. وتتزايد المؤشرات على تحولات ملموسة في مواقف بعض القوى الغربية تجاه إسرائيل.

تعقيدات المشهد في الشرق الأوسط والضغوط على إسرائيل محورا الصحف
الخميس 22 مايو, 2025   09:26
مركز الأخبار

تطرقت الصحف الصادرة صباح اليوم، إلى مصير الشرق الأوسط مستقبلاً، بالإضافة إلى الضغوط الإسرائيلية على غزة، وتعليق الحكومة البريطانية المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل.

أصداء الأحداث الأخيرة

سلّطت صحيفة "الخليج" الصادرة صباح اليوم الضوء على تعقيدات المشهد في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى تصاعد التوترات في عدد من الدول العربية، وتزايد المؤشرات على أن النظام الإقليمي العربي يمر بتحولات جذرية في ظل صراعات داخلية وتدخلات خارجية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يجري في غزة من قصف مكثف، وما يترافق معه من صرخات الأمهات وأصوات الصحفيين وصفارات الإنذار في إسرائيل، يعكس مشهداً متفجراً في المنطقة. وفي سياق موازٍ، تتوسع رقعة النزاعات لتشمل السودان، الذي يشهد مواجهات دامية من الشرق إلى الغرب، مروراً بمدينة الأبيض، وسط ما وصفته بـ "حرب منسية".

كما نبهت إلى تعمق الأزمة في ليبيا ولبنان وسوريا، معتبرةً أن هذه التطورات تدفع إلى الاعتقاد بوجود مخطط كبير يُرسم لمستقبل النظام العربي، تجري صياغته "تحت صخب شديد وقلق رهيب"، وفق تعبيرها.

ورأت الصحيفة أن بعض الدول العربية، مثل السودان وجزر القمر والصومال، لم تحصد مكاسب ملموسة من انضمامها إلى المنظومة الإقليمية العربية، رغم الوعود بمكانة دولية، مشيرةً إلى أن مقارنة وضعها بدول الاتحاد الأوروبي تكشف الفارق في النتائج.

وتطرقت "الخليج" إلى استمرار وجود الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وذكرت أن النظام العربي "الوحيد في العالم" الذي يضم شعباً تحت هيمنة مستوطنين أجانب، ما يضعف موقفه ويغذي النزاعات بين أعضائه.

كما حذّرت من أن مفاوضات غزة والضفة تجري وفق خطة تهدف إلى نزع السلاح الفلسطيني بشكل مباشر، وقصر تسليح الدول العربية على الحلفاء الغربيين، مع الحفاظ على احتكار إسرائيل للأسلحة النووية، واستمرار تنفيذ حروب سريعة ودورية ضد دول عربية.

هل هو تحول حقيقي؟

كتبت صحيفة "مصري اليوم" عن تعليق الحكومة البريطانية مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، في خطوة عدَّتها الصحيفة مؤشراً على تحوّل نوعي في سياسة لندن تجاه تل أبيب، في ظل تصاعد الانتقادات الأوروبية بشأن الوضع الإنساني في غزة.

وجاء القرار البريطاني بالتزامن مع فرض عقوبات على مستوطنين وكيانات إسرائيلية في الضفة الغربية، واستدعاء السفيرة الإسرائيلية في لندن، ما يشير إلى تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين.

وأوضحت الصحيفة أن وزير الخارجية البريطاني صرّح بأن "أسلوب إدارة إسرائيل لحرب غزة يضر بالعلاقات الثنائية"، مؤكداً أن "ما يحدث لا يمكن تبريره أخلاقياً".

في السياق ذاته، أصدرت كل من فرنسا وكندا بيانات شديدة اللهجة، محذرة إسرائيل من الاستمرار في التصعيد، ومهددة باتخاذ "إجراءات ملموسة". كما دعت 17 دولة أوروبية إلى مراجعة اتفاقية الشراكة السياسية والاقتصادية مع إسرائيل، وسط تحركات لفرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين.

وأشارت "المصري اليوم" إلى أن هذه المواقف الأوروبية، التي كانت حتى وقت قريب تُعدّ رمزية، باتت الآن أكثر عملية، وتدل على تراجع في مستوى الثقة بسياسات حكومة نتنياهو.

ورغم محاولات الخارجية الإسرائيلية التقليل من شأن هذه التحركات، عبر التذكير بانتهاء "الانتداب البريطاني"، إلا أن الصحيفة عدَّت هذا الخطاب يعكس حالة من العزلة المتزايدة والقلق من فقدان الدعم الغربي التاريخي.

وختمت الصحيفة تقريرها بالتساؤل حول ما إذا كانت هذه التطورات تشكل بداية مراجعة أوروبية شاملة للموقف من إسرائيل، أم أنها مجرد ضغوط مؤقتة ستتلاشى أمام الحسابات السياسية والاقتصادية.

ضغوط على إسرائيل للسماح بإيصال المساعدات إلى غزة

صحيفة العرب أشارت في الموضوع ذاته إلى أن استئناف الحملة العسكرية على غزة منذ آذار، بعد وقف إطلاق النار، وُوجه بتنديد دولي متزايد، دفع ببريطانيا لتعليق المفاوضات التجارية مع إسرائيل، في حين أعلن الاتحاد الأوروبي نيته مراجعة اتفاقية الشراكة السياسية والاقتصادية مع تل أبيب.

ورأت الصحيفة أن الدعوات الدولية لاتخاذ خطوات عملية تزايدت ضد إسرائيل إذا استمرت العمليات العسكرية، فيما توحي المؤشرات بأن صبر بعض العواصم الغربية بدأ ينفد تجاه السياسات الإسرائيلية.

(م ح)