ترامب يدفع أوروبا نحو حرب باردة مع موسكو والهند وباكستان تتنافسان دبلوماسياً

تصاعد التوترات الجيوسياسية يعيد تشكيل النظام العالمي، مع تحولات في التحالف عبر الأطلسي بسبب سياسات ترامب التي دفعت أوروبا لتعزيز دفاعاتها استعداداً لحرب باردة محتملة مع روسيا، وفي الوقت نفسه، تخوض الهند وباكستان حملات دبلوماسية متنافسة لتأطير أزمة كشمير.

ترامب يدفع أوروبا نحو حرب باردة مع موسكو والهند وباكستان تتنافسان دبلوماسياً
الخميس 22 مايو, 2025   08:30
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم، كيفية تأثير مفاوضات ترامب مع بوتين على دفع أوروبا نحو حرب باردة جديدة وكذلك إطلاق الهند وباكستان حملات دبلوماسية متنافسة لتأطير رواية كشمير.

مفاوضات ترامب مع بوتين تدفع أوروبا للاستعداد لحرب باردة جديدة

منذ عودته إلى البيت الأبيض، أشار تقرير لصحيفة اندبندنت البريطانية إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أقدم على تفكيك أسس التحالف عبر الأطلسي، مما قلّص من التزامات الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقرّب موسكو خطوة كبيرة نحو تحقيق هدفها الاستراتيجي: إضعاف وحدة الغرب وشقّ صفوفه.

في غضون مائة يوم فقط، أطاح ترامب بالإجماع الأطلسي حول دعم أوكرانيا، ودفع باتجاه اتفاق سلام يخدم المصالح الروسية، وأوقف الهجمات السيبرانية ضد موسكو، وذهب إلى حد الاعتراف الضمني بضم روسيا لشبه جزيرة القرم. كما انسحب من منظمات دولية، ووجّه تهديدات مباشرة إلى أمن حلفاء مثل كندا والدنمارك، وساند علناً الأحزاب اليمينية الشعبوية في أوروبا.

وكما أوردت الصحيفة، فإن هذه التحولات الأميركية تصبّ في صالح الكرملين، الذي يسعى منذ سنوات إلى فصل الولايات المتحدة عن الأمن الأوروبي وتقويض دور الناتو كركيزة ردع جماعي. ويبدو أن ترامب لا يمانع في الاعتراف بنفوذ دائم لروسيا في شرق أوروبا.

هذا الواقع الجديد يحتم على الأوروبيين والكنديين أن يتخلوا عن أوهام الاعتماد على واشنطن، ويواجهوا الحقائق الجيوسياسية كما هي. لقد انسحبت أميركا عملياً من التزاماتها الأمنية، ويجب على أوروبا أن تتحرك فوراً لتعزيز قدراتها الدفاعية، والحفاظ على هيكل الناتو، مع إعادة تصميمه بقيادة أوروبية فاعلة.

الاتحاد الأوروبي لا يمتلك حالياً القدرة الكافية لملء الفراغ الأميركي، لكن التخطيط المنسق، والاستثمار في القيادة والسيطرة، والاستخبارات، والتنقل العسكري، يمكن أن يخلق أساساً جديداً للردع. المطلوب هو خريطة طريق واضحة لبناء ناتو أوروبي، يدعم أوكرانيا بقوة ويوجه رسالة حازمة لموسكو بأن الهيمنة لم تعد خياراً.

قمة الناتو المقبلة في حزيران تمثل لحظة حاسمة. فبدلاً من الترقب السلبي لإشارات من ترامب، يجب على القادة الأوروبيين تقديم رؤية استراتيجية شاملة لأمن القارة، تبدأ بتقديم ضمانات أمنية واضحة لكييف، وتؤسس لمرحلة جديدة من السيادة الدفاعية الأوروبية.

البديل عن هذه المقاربة واضح: انهيار منظومة الردع، وعودة أوروبا إلى نظام شبيه بـ "يالطا جديدة"، تفرض فيه روسيا شروطها بالقوة. هذا السيناريو لا يزال قابلاً للتفادي، إذا استعدت أوروبا لحرب باردة ثانية، ليس من باب التصعيد، بل لحماية السلم الأوروبي من الانهيار.

الهند وباكستان تطلقان حملات دبلوماسية متنافسة لتأطير رواية كشمير

في أعقاب أسوأ موجة عنف بين الهند وباكستان منذ عقود، أطلقت الدولتان حملات دبلوماسية متوازية حول العالم سعياً لتأطير روايتهما الخاصة بشأن الأزمة في كشمير، ومحاولة كسب التأييد الدولي، بحسب تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

أوفدت نيودلهي فرقاً دبلوماسية إلى أوروبا والشرق الأوسط والأميركيتين وأفريقيا وآسيا، متهمة باكستان برعاية "الإرهاب" العابر للحدود وتهديد الاستقرار العالمي، وذلك بعد هجوم دموي في نيسان في كشمير الخاضعة لسيطرتها أسفر عن مقتل 26 شخصاً. في المقابل، تنفي إسلام آباد ضلوعها، وتتهم الهند بالعدوان وتصف رئيس وزرائها ناريندرا مودي بالمحرض على حرب قد تتصاعد إلى صراع نووي.

وتركّز باكستان حملتها على عواصم غربية كواشنطن وباريس وبروكسل ولندن، وتسعى لعرض وجهة نظرها عبر شخصيات بارزة مثل وزير الخارجية السابق بيلاوال بوتو زرداري. كما تسعى للتشكيك في نوايا الهند، التي تقيم معها الدول الغربية علاقات استراتيجية متزايدة لموازنة نفوذ الصين.

الهند، من جانبها، ضمت إلى وفودها شخصيات من المعارضة و"الأقلية" المسلمة لإظهار جبهة موحدة. وتقول إن ضرباتها داخل الأراضي الباكستانية استهدفت بنى تحتية "إرهابية"، بينما تؤكد إسلام آباد أن الهجمات أوقعت قتلى مدنيين وتطالب بتحقيق دولي محايد.

في واشنطن، يسعى الطرفان إلى استمالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي توسط لوقف إطلاق النار. لكن نيودلهي أبدت انزعاجها من محاولة ترامب الظهور كوسيط، معتبرة أنه يساوي بين ديمقراطية كبرى ونظام عسكري متهم بدعم "الإرهاب".

(م ش)