ترامب يتجاهل تحذيرات نتنياهو ويمنح دمشق فرصة جديدة: هل يخدع الشرع الغرب؟
في خضم تصاعد التوترات الإقليمية، برز خلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي بشأن رفع العقوبات عن سوريا. ففي حين دعا نتنياهو إلى التريث والحذر من التسرع في إبداء تنازلات لسلطة دمشق، قرر ترامب المضي قدماً في خططه، مستمعاً لنصائح دول الخليج وتركيا، مما أثار قلق إسرائيل من تداعيات هذه الخطوة على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

نفى مسؤول إسرائيلي رفيع أن يكون رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، قد رفض قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رفع العقوبات عن سوريا. وقال إن نتنياهو دعا فقط إلى الحذر، وعدم التسرع بوضع شروط على سلطة دمشق، مثل تغيير جوهري في العداء السوري لإسرائيل. وإن كان لا بد من رفع العقوبات، فليكن ذلك تدريجياً، وليس بشكل جارف.
نتنياهو يحذر من التسرع: رفع العقوبات عن سوريا خطوة محفوفة بالمخاطر
ومع ذلك، فإن المسؤول لم يخفِ امتعاضه من قرار ترامب رفع العقوبات ولقائه أحمد الشرع. وقال: "الرئيس الأميركي حسم الأمر لصالح دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية ولصالح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وهذا يدل على أنه يُصغي إليهم أكثر مما يُصغي لإسرائيل"، حسب صحيفة معاريف الإسرائيلية.
وقالت مصادر أخرى لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، اليوم، إن نتنياهو، كان قد تكلَّم مع ترامب في الموضوع السوري بشموليته، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الشهر الماضي، بدءاً من تمدد النفوذ التركي هناك، وخطة أنقرة لإعادة بناء الجيش السوري من جديد، إلى ضمان مصالح إسرائيل وحتى رفع العقوبات.
وأوضحت المصادر أن سلطة دمشق الحالية تنتمي في جذورها إلى تيار "الجهاد الإسلامي"، ولم تتغيّر من حيث الجوهر، بل غيَّرت من نهجها مؤقتاً وسيلةً للتمكين. وقد تستغرق هذه المرحلة سنة أو سنتين، وربما تمتد إلى 10 أو 20 سنة، لتعود بعدها إلى طبيعتها الأصلية المعادية لإسرائيل والغرب. وأشارت المصادر إلى أن هذا النظام لا يُسيطر بشكل فعلي على البلاد، ولا تبدو عليها ملامح الاستقرار تحت قيادته.
ترامب يصغي لتركيا والخليج: هل تتجاهل واشنطن مخاوف إسرائيل؟
يُذكر أن نتنياهو كان قد استُدعي بشكل عاجل إلى البيت الأبيض في الأسبوع الأول من شهر نيسان الماضي، لكي يبلغ الرئيس ترامب بأنه قرر بدء مفاوضات مباشرة مع إيران، ويتفق معه حول رفع الجمارك على البضائع الإسرائيلية بنسبة 17 في المائة. وفي لقائهما مع الصحافة، قال نتنياهو، إنّه ناقش مع الرئيس الأميركي الملفّ السوري، وقال له: "لا نريد رؤية تركيا تستخدم الأراضي السورية قاعدةً ضدنا"، كما أشار إلى أنّهما ناقشا سبل تجنّب الصِّدام.
ولكن ترامب لم يكترث لأقوال نتنياهو، ولم يأخذها بجدية، بل ردَّ عليها بكلمات صادمة بقوله: "لديَّ علاقةٌ ممتازة مع أردوغان. أنا أحبّه وهو يحبّني، وقلت لنتنياهو إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا سأساعد على حلّها، ولا أعتقد أن ذلك سيكون مشكلة، لكن عليك التصرّف بعقلانية لحل أي مشكلة".
ووفق المسؤول الإسرائيلي، فإن نتنياهو تكلّم عن الموضوع السوري في المرتين اللتين زار فيهما واشنطن، وكذلك خلال لقاءات مبعوثه رون ديرمر، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، في واشنطن، وغيرهما من المناسبات.
وحذّر الإسرائيليون من أن الشرع يُضلل الغرب، وتحدثوا عن التبعات السلبية لرفع العقوبات عن سوريا. ولكن ترامب لم يُغير توجهه بإعطاء الشرع فرصة لإثبات نياته، وقال لنتنياهو إنه لا يرى أن الإدارة الجديدة في دمشق تتخذ موقفاً معادياً من إسرائيل أو الغرب، بل على العكس هي تُوجه رسائل إيجابية.
(م ش)