خطة لتخفيف معاناة سكان تل تمر مع اقتراب الصيف

مع اقتراب فصل الصيف وزيادة الحاجة الماسة للكهرباء لتلبية متطلبات الحياة اليومية، كشف مركز كهرباء مدينة تل تمر عن خطة طارئة وضعتها هيئة الطاقة في مقاطعة الجزيرة، تهدف إلى التخفيف من معاناة سكان المدينة وقراها، الذين يعيشون ظروفاً صعبة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عنهم منذ نحو أربعة أشهر، بسبب الهجمات المتكررة للاحتلال التركي ومرتزقته.

خطة لتخفيف معاناة سكان تل تمر مع اقتراب الصيف
خطة لتخفيف معاناة سكان تل تمر مع اقتراب الصيف
خطة لتخفيف معاناة سكان تل تمر مع اقتراب الصيف
خطة لتخفيف معاناة سكان تل تمر مع اقتراب الصيف
خطة لتخفيف معاناة سكان تل تمر مع اقتراب الصيف
خطة لتخفيف معاناة سكان تل تمر مع اقتراب الصيف
الأربعاء 14 مايو, 2025   06:12
الحسكة
عبد الغني الهامان

منذ احتلال مدينة سري كانيه وقراها أواخر عام 2019، وامتداد هجمات الاحتلال التركي إلى مشارف تل تمر، عمدت قوات الاحتلال إلى تنفيذ سياسة ممنهجة تهدف إلى الضغط على السكان المدنيين تمثلت بقطع المياه القادمة من آبار علوك واستهداف محطات توليد الكهرباء وخطوط التوتر العالي، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والماء عن آلاف المدنيين، وزاد من تفاقم الوضع الإنساني.

ورصدت وكالتنا خلال الفترة الماضية الواقع الصعب الذي يعيشه أهالي تل تمر، حيث يواجهون يومياً انقطاع سبل الحياة الأساسية. وعلى الرغم من ذلك، يؤكد السكان تمسكهم بالبقاء والصمود أمام محاولات الاحتلال التركي لتهجيرهم قسراً.

شهادات من قلب المعاناة

عمر خلف الخضر، أحد سكان مدينة تل تمر، قال: "مع دخول فصل الصيف، تزداد معاناتنا يوماً بعد يوم. انقطاع الكهرباء منذ أربعة أشهر بسبب قصف الاحتلال التركي لخطوط التوتر العالي ومحطات التوليد أثر بشكل كبير على حياتنا. نحن أصحاب دخل محدود ولا نملك القدرة على شراء منظومات طاقة شمسية، والتي يتجاوز سعرها 1000 دولار أمريكي".

وفيما يتعلق بالاعتماد على مولدات الديزل كبديل، أشار عمر إلى أنه "حتى المحروقات من بنزين ومازوت أصبحت شبه معدومة بسبب الهجمات الجوية التركية على محطات استخراج وتكرير النفط، ما خلق أزمة خانقة للمنطقة بأكملها".

وتابع حديثه عن معاناته كمربّي أغنام قائلاً: "لدي 40 رأساً من الأغنام، وعندما أحتاج إلى توفير المياه لهم أضطر لشراء خزان مائي يكلفني 30 ألف ليرة سورية، وهذا يضاعف من الأعباء المالية على أسرتي".

أما فاطمة فواز إبراهيم، فقد عبّرت عن صعوبة الأوضاع قائلة: "منذ احتلال سري كانيه ونحن محرومون من الماء والكهرباء بسبب الاحتلال التركي. وضعنا المادي سيئ للغاية، ولا نستطيع توفير بدائل".

فيما أضاف المواطن معصوم برفين: "منذ أربعة أشهر ونحن نعاني من انقطاع الكهرباء، الأمر الذي أثّر سلباً على حياتنا اليومية. الاحتلال التركي يستخدم سياسة قطع الماء والكهرباء كوسيلة للضغط علينا لترك بيوتنا وأراضينا".

تحركات مركز كهرباء تل تمر

ومن جانبه، أكد الرئيس المشترك لمركز كهرباء تل تمر، أمين موسقلي، أن معاناة الأهالي أولوية قصوى لديهم رغم التحديات الكبيرة، مشيراً إلى أن فرق الصيانة تواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى أماكن الأضرار الواقعة على خطوط التماس مع قوات الاحتلال التركي ومرتزقته.

وأوضح موسقلي أنه "في الأشهر الماضية، كان المركز يزود الأهالي بالكهرباء لمدة ساعتين أسبوعياً كحل إسعافي. والآن، وبجهود مضنية، استطعنا تحسين الوضع قليلاً عبر نظام توزيع يقوم على يوم وصل للكهرباء ويوم قطع، ريثما يتم استكمال أعمال الصيانة".

خطة هيئة الطاقة لإصلاح الأضرار

وكشف موسقلي أن هيئة الطاقة في مقاطعة الجزيرة أعدّت خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية الكهربائية في المدينة، تشمل صيانة الأضرار الجسيمة في خطوط التوتر العالي التي تضررت بفعل قصف الاحتلال التركي. وإعادة تأهيل محطة تحويل كهرباء تل تمر، التي تعرضت لأضرار شبه كلية نتيجة الاستهداف المباشر.

وأشار إلى أن الخطة تتضمن أيضاً إصلاح الخطوط المتضررة الممتدة بين مدينتي تل تمر وزركان، بدءاً من قرية باب الخير شمال تل تمر. وأن تنفيذ هذه الخطة سيتم في أقرب وقت ممكن، فور تأمين الظروف الميدانية المناسبة، بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها قدر المستطاع قبل اشتداد حرارة الصيف.

صمود رغم المعاناة

وعلى الرغم من الظروف القاسية والحصار الخانق المفروض على مدينة تل تمر وقراها، لا يزال سكان المدينة متمسكين بالبقاء والصمود، رافضين الخضوع لمحاولات الاحتلال التركي لفرض واقع ديمغرافي جديد. وفي ظل استمرار الانتهاكات، يبرز إصرار الأهالي كعنوان رئيس للمقاومة الشعبية.

(ح)

ANHA