الأدب في مواجهة الاستهلاك الثقافي محور اليوم الثاني من الأسبوع الأدبي
شهد اليوم الثاني من الأسبوع الأدبي بالحسكة ندوة عن الأدب في مواجهة القمع والاستهلاك الثقافي، وقراءات قصصية متنوعة باللغتين الكردية والعربية وسط تفاعل لافت من الحضور.
تواصلت فعاليات الأسبوع الأدبي لعام 2025 في مدينة الحسكة لليوم الثاني على التوالي، تحت شعار: "كيف نعيد بناء المشهد الثقافي بعد سنوات القمع؟"، وسط حضور لافت من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي.
استُهل اليوم بندوة حوارية حملت عنوان "الأدب في مواجهة الاستهلاك الثقافي"، شارك فيها عدد من الباحثين والكتّاب. وتحدث الباحث بشير ملا نواف عن القمع الذي تعرّض له الأدب الكردي في ظلّ النظام المركزي لحزب البعث، مشيراً إلى أن العديد من الكتّاب اضطروا إلى كتابة أعمالهم باللغة العربية أو بلغات أجنبية بهدف نشرها أو إيصال صوتهم.
من جانبه، أشار الأديب محمد الجزاع إلى أن تأسيس الدولة السورية في عام 1920 ترافق مع حراك ثقافي وطني تمثّل في تأسيس رابطة الكتّاب السوريين، والتي قدمت نموذجاً لشخصية سورية جامعة ووطنية، سعت إلى مقاومة الاستعمار عبر الثقافة.
أما الكاتب محمد باقي محمد، فقد تناول التحولات السياسية والثقافية مع صعود التيار القومي المتشدد، وتحديداً في عهد البعث، حيث تم تهميش وإقصاء الأصوات اليسارية، ومن ضمنها الحزب اليساري السوري، مما أفرز جيلاً من المثقفين المنسجمين مع خطاب السلطة، بينما بقي الكاتب السوري الحرّ رهين الكتمان والملاحقة.
وقد خُتمت الندوة بفتح باب النقاش أمام الحضور الذين قدّموا مداخلاتهم وأفكارهم حول واقع الأدب والتحديات الثقافية في سوريا.
عقب الندوة، قُدّمت مجموعة من القراءات القصصية المتنوعة، تنوعت موضوعاتها بين الطابع الفكاهي والجانب المأساوي والمعاناة اليومية. قرأت الكاتبة ميديا بركات نصوصاً باللغة الكردية، فيما شارك الكاتب محمد درويش بقراءات قصصية باللغة العربية، لاقت تفاعلاً من الجمهور.
(ع م)