قره سو: الوفاء بالعهود شرط أساسي لحل القضية الكردية
صرّح مصطفى قره سو، عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، بأن حل القضية الكردية ووقف الكفاح المسلح يتطلبان الوفاء بالوعود المقدمة، وأكد أن الحركة لن تتوقف إذا استمرت دولة الاحتلال التركي في تجاهل هذه الوعود.

قيّم عضو المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) مصطفى قره سو موقف دولة الاحتلال التركي بعد نداء القائد عبد الله أوجلان للسلام في لقاء خاص لفضائية مديا خبر، جاء فيه:
"في هذا الشهر حدثت حالات شهادة كثيرة ومهمة، كما أنه قبل مدة قصيرة توفيت إحدى أمهاتنا العزيزات والتي كان لها مكان مهم في نضالنا وهي الأم ساكينة (ساكينة آرات) فليرحمها الله، وأيضاً وفاة أحد مؤسسي حزب الحياة الحرة الكردستاني حاجي أحمدي ونستذكره أيضاً بامتنان، كان شخصاً غالياً جداً، وله مكانة مهمة في نضال الشعب الكردي، وقد قدم مساهمة فعالة للغاية في نضال الحرية في شرق كردستان وأيضاً في نضال الحرية في أجزاء كردستاني الأربعة، سنتذكره دوماً.
في شهر نوروز هذا، استُذكر كاوا العصر مظلوم دوغان والرفيقة زكية آلكان وراهشان دميرل وروناهي وبيريفان الذين أوصلوا نوروز إلى هذا المستوى بكل احترام وامتنان، وإذا كان نوروز قد وصل إلى هذا المستوى، فإن موقفهم ونضالهم لعب فيه دوراً مهماً للغاية.
وأيضاً استشهد الرفيق معصوم قورقماز في أسبوع البطولة في 28 آذار، إن مكانة معصوم قورقماز معروفة في هذا النضال، لقد لعب موقفه دوراً مهماً جداً في تجييش الشعب، وفي البدء بالنضال العام وتطويره، وكشعب سوف نستذكره دائماً ونتبناه في نضالنا.
ومن الشهداء الأوائل لنضالنا، فقد استشهد ثلاثة من رفاقنا في 28 آذار عام 1980 في شكستون بماردين، وهم محمد كورت وأحمد كورت وسلمان دوغرو، كانوا المناضلون الأوائل والمهمون في نضالنا، كانوا رفاق قيّمين للغاية، أستذكرهم أيضاً بكل احترام وامتنان، كنا في السجن حينما استشهدوا.
كما أستذكر عبد الرحمن تموكي بكل احترام وامتنان الذي استشهد في هذا الشهر أيضاً، كان شخصاً قيماً جداً ومتديناً، ومؤمناً، وعلى الرغم من كبر سنه، أصبح في السنوات الأخيرة آبوجياً، انضم إلى حزب العمال الكردستاني وأصبح عضواً فيه، لأنه رأى القيم الإيجابية للإسلام داخل حزبنا والدين الذي يؤمن به، ورأى أن حزبنا يتمسك بالقيم الأخلاقية الحقيقية التي يؤمن بها، وقيم الضمير، والقيم الاجتماعية، لقد كان آبوجياً بالفعل.
في ذاك السن وبعد أن انضم إلى الحزب، قام بالعمل الشعبي في حلب، لقد كان ضمن لجنة موكلة مباشرةً من القائد آبو، ولأنه رأى أن تطوير نضال حزب العمال الكردستاني هو تحقيق لقيمه وأهدافه، كان وفياً لهذا النضال حتى أنفاسه الأخيرة، استذكره بكل احترام وامتنان.
"لن تتوقف حركتنا إذا لم يتم الوفاء بالعهود المقدمة"
لقد أطلق القائد آبو الدعوة، ماذا كانت هذه الدعوة...؟ صحيح أن دولت بهجلي كان قد قال" فليدعو إلى حل الحزب ووقف الحرب" وأيضاً قال" فليطلق دعوة، وحينها سيدخل حق الأمل موضع التنفيذ"، القائد آبو أطلق الدعوة بخصوص حل الحزب ووقف الكفاح المسلح، لكن قال أيضاً، من أجل ذلك يجب عقد المؤتمر وأن يدير ذاك المؤتمر بنفسه، طبعاً هذا الموضوع تم مناقشته وتقييمه في إمرالي، كما نوه الرفيقان بسي وعباس إلى هذا الشيء، مع الدعوة كان سيتم تحسين ظروف القائد آبو خلال أسبوع أو عشرة أيام، ولكن لم يتم القيام بأية خطوة.
حينها بأي شيء سنثق...؟ قالوا: "فلتطلق الدعوة، وسيدخل حق الأمل موضع التنفيذ"، أُطلقت الدعوة ولم يدخل حق الأمل حيز التنفيذ، قالوا: "سوف تتغير ظروف إمرالي" ولم تتغير، قالوا: "سوف يتحسن ظروف القائد آبو ويتمتع بالعمل والحرية" ولم يحدث ذلك.
بلا شك، هذا الوضع يثير المخاوف والشكوك حول أهداف وحسابات حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، القضية الكردية قضية كبيرة جداً، إسكات السلاح وحل الحزب ليست قضايا عادية، هم أنفسهم يقولون بأنها مشكلة تواجه الدولة التركية منذ خمسين عاماً، كان ديميريل يقول: "إنها أكبر انتفاضة منذ ألف عام"، حسناً، هل ستقتربون بهذه الطريقة...؟ يعني هل ستتعاملون مع الأمر بطريقة ضيقة وعادية، وبمصالح حزبية عادية...؟ هذا الوضع ليس بهذا الشكل.
لذلك كنا ننتظر والقائد ينتظر، كنا ننتظر القيام بالخطوات، والاستمرار باللقاءات، ماذا حدث...؟ لم تذهب الوفود للقاء، الأصح هذه مراوغة، يُرى وكأنه نهج انتظار، يتحركون وفقاً للوضع.
هناك عهود تم قطعها، عهد بهجلي وبعض العهود الأخرى قُدِمَت في إمرالي، لم يتم الإيفاء بهذه العهود، ما الذي سيحدث في هذه الحالة...؟ بالإضافة إلى ذلك، يتحركون ببرودة، القائد آبو أيضاً يتحرك بصبر، ولكن لذلك حدود، موقف كهذا لا يمكن قبوله حيال حزب وقائد وشعب منظم، إنه موقف بعيد كل البعد عن الجدّية، لم يعد للعهود قيمة، هم يقولون بأنفسهم: "فليستعجلوا، لنحصل على النتائج بسرعة" أين هم من هذا الشيء؟ هناك وضع بأن كل شيء يثير القلق ومن كل النواحي، قلناه منذ البداية، بأن لنا مخاوف من موقف الدولة التركية، عدم القيام بخطوات هي التي تزيد من هذه المخاوف.
حسناً، يمكن أن ننتظر لفترة أخرى وأن نشاهد العملية، ولكن إذا لم يتم القيام بخطوات والوفاء بالعهود، نحن أيضاً لن نتوقف ولن ننتظر بهذا الشكل، حينها سوف نقيّمها بطريقة مختلفة، وسنقوم بتوضيح ما يعنيه هذا النهج.
مشكلة التشريع مجرد ذريعة وسبب الجهل
بعد وضع إلغاء نظام التعذيب في إمرالي على جدول الأعمال تستمر حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية في الحديث عن "التشريع" ونحن نضحك على ذلك، حسب أي تشريع كنت تتحرك حتى الآن...؟ عندما تفعل شيء، فإنك تقول "هناك تشريع"، وعندما لا تفعل، فلا يوجد تشريع ولا تستمع إلى كلام أحد، الاتحاد الأوروبي يقول إنك لا تستمع، والمحكمة الدستورية في تركيا تقول إنك لا تستمع.
إدراج "التشريع" بهذا القدر على جدول الأعمال، كأنهم يضحكون علينا، يقولون: ليس لدينا تشريع، ما هذا "لا يوجد تشريع حول حق في الأمل"! تركيا عضو في مجلس أوروبا، لقد قبلت سيادة قانون الاتحاد الأوروبي على قوانينها الخاصة، يعني إنها تقبل القانون الدولي وفقاً لدستور بلادها، وقد طلبت المحكمة الأوروبية بالفعل من تركيا "تنفيذ" الحق في الأمل، لقد قال ذلك من قبل.
في هذا الموضوع لا يوجد شيء اسمه تشريع، لو أرادوا، يستطيعون تنفيذ ذلك على الفور، أي تشريع سيقف عائقاً أمام هذا الشيء...؟ ولكن يوجد هذا الموضوع، قائدنا وحركتنا يقولان هذا الشيء دوماً، كما يتم ذكره على الساحة الديمقراطية، يجب إصدار بعض القوانين بشكل فوري، نحن والمعارضة قلنا: فليحضروه إلى البرلمان وليتخذ البرلمان القرار، البرلمان فوق كل شيء، يتم تحديد القانون من قبل البرلمان، الآن هناك دولة مختلفة في القصر، أردوغان يصدر أي قانون يريده، كما لا يصدر قانون هو لا يريده، من جهة يتم تنفيذ الكلمة الصادرة من القصر، ولكن يمكن القول بأن المعارضة بالإجماع تقول" فليأتي إلى البرلمان وسوف ندعم ذلك" لا يرفضون ذلك، حتى يمكن تغيير المادة الواردة في الدستور أيضاً، كل الأحزاب تقول" فليتم حل المشكلة في البرلمان".
وهذا يعني ان مسألة التشريع مجرد حجة، وسبب الجهل، أو ليس لها اساس في الواقع.
كلما طالت أمد الحرب، كلما استفاد البعض من ذلك
ومن الواضح أن الذين يعارضون وقف إطلاق النار هم أنفسهم الذين يريدون استمرار الحرب، في الواقع هناك جهة واضحة في تركيا تريد استمرار الحرب، فهو يستفيد منها بحجة "محاربة الإرهاب"، في التسعينيات كان القائد آبو يقول:" كسب المال على حساب آبو وحزب العمال الكردستاني" ومع استمرار الحرب، يواصل بعضهم كسب عيشهم، هذا لا يزال مستمراً، كما أنهم يستخدمون الحرب كحجة لمحاولة قمع المعارضة وإرهاب الجميع، حتى الأحزاب القانونية تظهر الأمر على أنه مرتبط بالإرهاب.
وهناك أيضا هذا الجانب من المسألة، من لا يريد خسارة هذه القضايا يريد استمرار الحرب، كما أنهم يعارضون وقف إطلاق النار، والآن أطلق القائد آبو دعوة وقال: "إن حزب العمال الكردستاني سوف يعقد مؤتمره ويحل نفسه هناك ويوقف الكفاح المسلح"، كيف سيحدث هذا...؟ يجب أن يحدث شيئان، أولاً، لا بد من ضمان الظروف الآمنة لعقد المؤتمر، ولذلك، يجب أن تتوقف الهجمات، ثانياً، يجب على القائد آبو أيضاً أن يشارك في المؤتمر ويديره.
لا يمكن حل الحزب دون عقد مؤتمر، سيتم عقد المؤتمر، لا يوجد في مبادئ وأدبيات الحزب ما يُسمى "حل الحزب من قِبل شخص مُحدد" لا يُمكن حل الحزب إلا بقرار من المؤتمر، حتى لو قلتُ "تم حل الحزب" دون قرار من المؤتمر، فإذا لم يقم أعضاء حزب العمال الكردستاني أنفسهم بعقد المؤتمر فلن يتم حل الحزب، لأنَّه لا يوجد قرار من المؤتمر، لذا، فإنَّ عقد المؤتمر ضروري، ويجب عقده بشكل آمن، أي أن يُعقد في فترة وقف إطلاق النار، كيف يُمكن عقد مؤتمر في ظلّ الحرب المُستمرة والهجمات المُستمرة؟ هذا غير ممكن.
بمعنى آخر، أما إنَّهم لا يريدون حل حزب العمال الكردستاني، أو أنَّهم سيخلقون فرصًا لانعقاد المؤتمر مع ضمان مشاركة القائد آبو في المؤتمر، وبهذه الطريقة فقط يمكن فسخ الحزب، هكذا ممكن، نحن لسنا ضد "الحل بقرار من المؤتمر" القيادة سيشارك وسيعقد حزب العمال الكردستاني مؤتمره، يمكن التخلي عن الكفاح المسلح، لكن الشروط ضرورية لذلك.
لقد قالها الرفاق عدة مرات، مؤسس هذا الحزب هو القائد آبو ، "الحزب" يعني الأيديولوجية، السياسة؛ والذي أعطى لهذا للحزب الشكل والمعنى هو القيادة، هذا هو الحقيقة، يناضل حزب العمال الكردستاني اليوم على الخط الأيديولوجي للقائد آبو، لقد تغيَّر الحزب في كثير من النواحي، لقد غيّر أسلوب التسعينيات وأحيا بدلاً منه نموذجًا جديدًا، الآن سوف يتغير هذا أيضاً مرة أخرى، ما هو؟ فبدلاً من النضال المسلح، سيحل محله أساليب أخرى من النضال، إنَّه "السياسة الديمقراطية" أو نماذج أخرى، وكانت دعوتنا مهمة في هذا الصدد.
نعمل ونتحرك بمسؤولية واستجبنا للدعوة التاريخية على الفور وأعلنا بقبول دعوة القرن التاريخية للقيادة، قلنا" سنقوم بما علينا من التزامات، ماذا سنفعل أكثر من ذلك؟ نحن نلبي متطلبات الدعوة التاريخية، ولكن الطرف الآخر لم يفعل ذلك، ولم نقل بإننا لن نقوم بحل حزب العمال الكردستاني وإنَّهاء الكفاح المسلح، ولكن لكي يحدث هذا، يجب عقد مؤتمر لحزب العمال الكردستاني وبمشاركة القائد آبو، النهج الحالي ليس صحيحاً.
يخرج دولت بهجلي ويقول "دعوهم يأتون إلى "ملاذكر" ويعقدوا مؤتمرهم هناك" هذا العبارة غير واقعية وغير مبنية على الجدية، فلم توقفوا الحرب حتى الآن، بل تقومون باستهداف أعضاء حزب العمال الكردستاني الذين ترونهم ولا تزال الهجمات مستمرة، ماذا يعني هذا؟ انتم تتخذون قيادي حزب العمال الكردستاني ومقاتلي الكريلا هدفاً لكم؟ كيف سيعقد المؤتمر إذن؟ ولذلك فإنَّ تصريحات دولت بهجلي ليست جدية، ولم يتصرف بناءً على دعوته، وقال" دع القائد آبو يوجه نداءً لحزبه، ولينتفعْ بحقِّ الأمل" لا يوجد شيء مثل هذا في الساحة السياسية الآن، وهذا يعني أن أحد الطرفين يريد مواصلة الحرب.
نحاول أن نعزَّز العملية ونطوَّرها، لكننا نتحرك بحذر
شعبنا يثق بالقائد آبو والحزب. وليس لدى الشعب أي شك في أنَّ هذه العملية تتم بقيادة القائد آبو، شعبنا يدرك بأنَّ القائد آبو يعمل لأجله وهم يثقون بالقائد و بهذه الحركة، وبهذا المعنى، نعتقد بأنَّه لا يوجد مشكلة وخلاف مع الشعب، لقد استجاب الشعب لدعوة القرن التاريخية بكل قوة وحماس في عيد النوروز هذا العام .
لكن من جهة أخرى عدم اتخاذ دولة الاحتلال التركي وحكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أي خطوات يزيد من الشكوك بين الأصدقاء والشعب، نحن نعلم ذلك بأنفسنا" نحن نتحرك بحذر عندما يتعلق الأمر بدولة الاحتلال التركي، نحن دائماً حذرين، نحن نحاول تعزيز العملية وتطويرها، ولكننا نتحرك بحذر، ونحن لا نتخلى عن حساسيتنا أبدًا، ومع ذلك، فإنَّ الحساسية لا ينبغي أن تعني "عدم القيام بأي شيء، وعدم التقدم في العملية ونجاحها، ينبغي علينا التحرك بهذا الشكل.
هدفنا هو الدخول في مرحلة جديدة من النضال
هدفنا الآن هو الدخول في مرحلة جديدة من النضال، مرحلة جديدة من النضال، بداية جديدة... بدلاً من الطرق والأساليب القديمة للنضال، الاعتماد على طرق وأساليب جديدة للنضال، وهكذا حققنا هدفنا... نموذجنا واضح؛ ولا يوجد أي تغييرات في برنامجنا أيضًا، مع النموذج الجديد، تخلينا عن ذهنية الدولة القومية والسلطوية، لقد تخلينا عن المفهوم القديم للدولة القومية والاستبداد، واتجهنا إلى مفهوم الحرية و نموذج الديمقراطية البعيدة كل البعد عن الدولة والسلطة، لقد اعتقدنا أن هذه هي الطريقة الأفضل للشعب الكردي للحصول على حقوقه الأساسية، وبدلا من الدولة القومية طرحنا مفهوم ونموذج الكونفدرالية الديمقراطية؛ لقد أطلقنا عليها اسم الديمقراطية المتغيرة "الجديدة"، وأطلقنا عليها اسم الإدارة الذاتية الديمقراطية، هذه كلها نفس المفاهيم إلى حد ما.
ونقول لمن يسأل" ما هو المجتمع الديمقراطي؟: المجتمع الديمقراطي يعني المجتمع المنظم؛ إنَّ تنظيم المجتمع بأكمله يعني ديمقراطية المجتمع، وعلى هذا الأساس سوف تتطور الديمقراطية، وفي هذا السياق، سوف تتجمع الهويات المختلفة والقطاعات المختلفة على أساس ديمقراطي. وسوف يتقارب الشعبان التركي والشعب الكردي أيضًا على أساس ديمقراطي. المجتمع الديمقراطي هو التعامل الحر بين كافة أجزاء المجتمع المختلفة تجاه بعضها البعض.
أنَّ الديمقراطية المتغيرة" الجديدة" هي أيضًا نموذج ديمقراطي يرتكز على المجتمع المنظم والنظام الديمقراطي، إنَّ الكونفدرالية الديمقراطية هي مثل ذلك، إنه ليس بلون الدولة القومية؛ هو نظام اجتماعي سياسي يعتمد على تنظيم المجتمع لنفسه، المجتمع يبني نظامه الخاص دون انتظار الدولة القومية، ومن المؤكد أنَّ الدولة ستتحرك أيضاً بحساسية إلى الحد الذي لا يعيق الديمقراطية، لدينا رؤية مماثلة.
ومن الواضح ما نريده لحل القضية الكردية، إنَّ للشعب الكردي مطالب بديمقراطية أساسية؛ ولهم حقوق قابلة للنقاش، التعليم باللغة الأم حق لا جدال فيه، والإدارة الذاتية حق لا نقاش فيها وهو يمتلك هويته، ولتحقيق ذلك فإنَّ أساليبنا ومنهجيتنا واضحة، ويمكن مناقشة ذلك في عملية النضال الجديدة.
ولكننا نقول "الديمقراطية" ويقول القيادة "التحول الديمقراطي والمجتمع الديمقراطي" ولكن عندما لا يتم اتخاذ الخطوات اللازمة، يقول أصدقاؤنا وشعبنا" هل سيؤدي هذا إلى التحول الديمقراطي، وهل سيؤدي هذا إلى بناء المجتمع الديمقراطي؟" وتنشأ لديهم الشكوك، حسنا، هذه الشكوك لم تأتي من فراغ، وهذا يعني أن الطرف الآخر لا يقبل عملية النضال الديمقراطي ولا يريد أن يمارس النضال في إطار الديمقراطية، ولذلك فإنَّ الشعب والأصدقاء كان لديهم هذا الشك منذ البداية، ولا يزال ولا يستطيع أحد أن يقول ليس لديهم الحق في هذا الشك ، ومن ناحية أخرى، نحن نقول هذا أيضًا، نحن نريد الاستمرار في مثل هذه العملية مع القيادة؛ نريد أن نلبي دعوة القيادة التاريخية، ونجتمع للمؤتمر ونعمل ونتحرك وفقاً لهذا الدعوة التاريخية، نحن واثقون من أنفسنا في هذا الأمر، نحن لسنا مترددين، نحن واثقون من أنفسنا، وسنخوض نضالا أعظم وأكثر فعالية في المرحلة الجديدة من النضال، سنعمل على رفع وتيرة النضال من أجل الديمقراطية في المجتمع، ونحن نعتقد بأنَّ الشعب الكردي والقوى الديمقراطية في تركيا سوف تشهد تطورات قوية دون توتر عندما تتحقق متطلبات هذه الدعوة التاريخية.
كيف يمكن للقوة التي لا تتحمل المعارضة أن تحل القضية الكردية؟
في الواقع، لا ينبغي لنا القول "الضغط على المعارضة"؛ هناك هجوم على القيم الديمقراطية، والمعايير الديمقراطية، والمفاهيم الديمقراطية، ينبغي لنا أن ننظر إلى الأحداث في إسطنبول بهذا الشكل، لا ينبغي لنا أن نذكر حزب الشعب الجمهوري هنا، لماذا؟ لأنَّ أغلب الكرد عاشوا مثل هذه الإحداث، تم اعتقال أكثر من 150 رئيس بلدية بشكل غير قانوني بالكامل وتم استبدالهم بالوكلاء، والكرد يعلمون جيداً أنه لا يوجد أي مبرر حقيقي لأي من هذه التهم، كلها أكاذيب واتهامات ملفقة وباطلة، وقالوا في جميع التهم "يتم نقل موارد الدولة إلى المنظمة" هل كان هذا هو الحال حقا؟ لا، كلها أكاذيب ونفاق، ومنذ ذلك الحين لم يتم دفع فلس واحد لنا... إذن فهي كلها أكاذيب وبدع، لأن الكرد يدركون هذا الوضع جيداً، ويتم حالياً بذل الجهود لتطبيق تدابير مماثلة اتجاه حزب الشعب الجمهوري .
في الواقع، هذه ذرائع مختلقة وحجج غير صحيحة، إنَّهم يخلقون الحجج والذرائع للاستلاء على البلدية، قد تكون الأسباب مختلفة، ولكن باختصار، المنطق هو نفسه" إنَّهم لا يريدون أن تكون البلديات المعارضة ضمن الحكومة.
ورغم الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الحين والآخر مع مسؤولي البلدية أو أحزاب أخرى مقربة من حزب العدالة والتنمية، فإنَّهم ما زالوا يستخدمون "اتفاقية المدينة" كذريعة، والآن أصبح المعارضون مستهدفين، ما تم فعله اتجاه أكرم إمام أوغلو وآخرين هو أمر غير ديمقراطي وغير قانوني على الإطلاق، إنَّهم يستخدمون القضاء كأداة لقمع المعارضة والقضاء عليها.
الديمقراطية تعني التسامح مع المعارضة، إنَّ التسامح مع الآراء المختلفة يعني قبول دورها في النضال الديمقراطي، لكنهم يستخدمون القضاء كأداة، والكرد يعرفون هذا الأمر بشكل أفضل، ومن هنا فإنَّ موقف الكرد تجاه الأحداث التي تجري في إسطنبول واضحة، هذه الممارسة غير عادلة وغير ديمقراطية، إنَّهم يستخدمون أساليب غير شرعية، يمارسون العنف، لقد تم اعتقال على أكرم إمام أوغلو، من كان يصدق هذا ؟ أي كردي كان يصدق؟ لا أعلم إن كان أحد في تركيا يصدق هذا، ولكن لا يوجد كردي واحد في كردستان يصدق ذلك، وربما لا يصدق ذلك إلا أنصار حزب العدالة والتنمية.
هذا الحدث مهم جدًا، أنه التضييق على الديمقراطية، واستخدام القضاء كأداة، وقمع المعارضة... كيف يستطيع الحزب الذي يتعامل بهذه الطريقة أن يحل المشاكل في تركيا ويتخذ خطوات نحو الديمقراطية؟ وعلى وجه الخصوص، لن يتم حل القضية الكردية إلا بعد حدوث التحول الديمقراطي. ليس من الممكن، ومن ثم فإنَّ هذه الممارسات تتعارض تماماً مع الديمقراطية، وهذا يعتبر إساءة للعدالة واحتكارها ولا أساس له بتاتاً، إنَّ نضال الشعب والشبيبة الثورية ضد هذا النظام هو نضال عادل وديمقراطي.
إنَّ موقف الكرد من هذه القضية واضح جداً، الجميع يعرف أن هذا خطأ وأن النضال حق مشروع، ومن هذا المنظور فإنَّ هذه الممارسات التي تجري في إسطنبول تهدف إلى تخريب العملية التي نريد نحن والقائد تعزيزها، وهذا يثير الشكوك، من حق المعارضة أن تسأل "كيف سيحلون القضية الكردية؟" ولا أحد يستطيع القول بأنَّهم مذنبون.
سيتم بناء الحياة المشتركة من خلال "اتفاقية المدينة"
وتستخدم حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الفاشية "اتفاقيات المدينة" كذريعة لمهاجمة المعارضة، من ناحية، يدعو إلى "الأخوة الكردية التركية" ومن ناحية أخرى، ترهب اتفاقية المدينة، التي يمكن أن تكون نموذجاً عملياً مهماً للأخوة الكردية التركية، ألا يخلق هذا صراعاً في حد ذاته؟
في الحقيقة، إنه متناقض وغير واقعي، لأنه حتى قبل 4-5 أشهر لم يكن هناك شيء اسمه "الأخوة مع الكرد" وكان كل كردي شريف يُعتبر "خائنًا" ولم يحدث شيء باسم الديمقراطية، ولكن الآن، عندما تكون هناك عملية جديدة، كما يقول البعض "الأخوة التاريخية مع الكرد" عندما يكون هناك شيء من هذا القبيل حول "اتفاقية المدينة" فإنَّهم يتعرضون للإرهاب، لذلك، أياً كان الطرف الصحيح... فهذا يعني أن الفهم السابق لا يزال قائماً، ولم يتم تجاوزه.
ماذا حدث لاتفاقية المدينة؟ حصل اتفاق بين حزب المساواة وديمقراطية الشعوب وحزب الشعب الجمهوري، قد يحصل شيئاً كهذا، حزب الشعب الجمهوري فعل ذلك، وحزب العدالة والتنمية قد يفعل ذلك أيضًا، هذا حزب قانوني، لكنهم يقولون "لا، هذا غير ممكن، إنه مثل الإرهاب!" هكذا وصفوها، هذه العقلية ليست ديمقراطية إنهم ينظرون إلى كل شيء على أنه "عدو وإرهاب" من قبل الكرد، وبعضهم يصرحون بهذه الحقيقة بكل صراحة.
على سبيل المثال، يقول سليمان صويلو "الاتفاق مع حزب هدى بار" لكنهم يحافظون على أشياء مختلفة من هذه الاتفاقية، لقد كشف حقيقتهم، وهنا أيضًا يعمل بطريقة ماكرة، والنهج الغريب هو أنَّه في إسطنبول وإزمير، حيث لا يعيش الكرد هنالك بكثرة، لا يُسمح لهم بالدخول إلى الإدارة، ولكن في الأماكن التي يكون فيها الكرد أكثر عدداً، يتم تعيين الوكلاء، وهذا النهج هو نهج عدائي بشكل علني تجاه الكرد.
بمعنى آخر، النهج هو نفسه، الكردي الذي يعيش بهويته ويقاوم لا يمكنه أبدًا أن يقف إلى جانب حزب تركي، لا يمكنه التحالف إلا مع الكردي الذي استسلم وأنكر هويته، هذا ما يقال، وردَّ على هذا أيضًا أوزغور أوزيل؛ وقال "نحن ندعم اتفاقية المدينة" حسنًا، هذا ما يجب دعمه، فكيف سيتم بناء العلاقة الكردية التركية، وكيف سيتم بناء التعاون، وكيف ستكون الحياة المشتركة؟ سيتم بناءه بهذا الشكل.
ينتفض الشبيبة بإرث من النضال والمقاومة
وفي تركيا، وخاصة منذ عام 2015، مارست حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الكثير من الضغوط، إنهم يعملون مثل الدكتاتورية الفاشية، أصبح الجميع في حالة من القلق، وخاصة الشبيبة الثورية، وكان الضغط على الشعب الكردي في أعلى مستوياته بالفعل، آلاف الأكراد يتعرضون للتعذيب في السجون تم تدمير وحرق آلاف القرى، لقد كان هذا الأمر موجودًا قبل ذلك، ولكن في السنوات العشر الأخيرة، ارتكبوا أبشع الجرائم.
كما هو معروف، هناك أحيانًا نقاش وحديث حول ما إذا كانت عملية الحل سوف تتقدم، وكيف سيكون الحال في ظل مقتل هذا العدد الهائل من رجال الشرطة والجيش... ما رأيكم؟ وواجه الكرد أيضًا صعوبات كبيرة، التعذيب والسجن والتشويه واستهداف الأطفال وما إلى ذلك، كل أنواع الأشياء السيئة تعرض لها للشعب الكردي، هذه هي الحرب، والموضوع هو أنَّه؛ لقد تمَّ ممارسة ضغوط كثيرة بشكل جدي خلال هذه العملية، ويتعرض المجتمع التركي أيضًا للضغوط، يقولون إنهم أنفقوا 4 تريليون دولار على الحرب، وزاد الفقر بشكل كبير، واجه الشبيبة صعوبات كبيرة، يريد الشبيبة التعبير عن أنفسهم والسعي إلى التجديد، ولكن هذه السلطة منعت ذلك
وبهذه الطريقة عبَّر الشبيبة الثورية عن استيائهم، كما لعب الشبيبة الثورية دوراً هاماً في النضال في التاريخ التركي، كان هناك نضالاً عظيماً لهم في عام 1968، كذلك في أعوام السبعينيات، قدموا تضحيات كبيرة، كان هذا لا يزال موجودًا إلى حد ما في التسعينيات، وهذا في الواقع أرث، يطلقون عليه اسم الجيل" Z" ولكننا نتحدث عن مجتمع الشبيبة الثورية، يتم تغيير الوحدات البيولوجية، يتحول المجتمع رموزه وتجاربه النضالية إلى الشبيبة الثورية، إنَّ المشكلة لا تقتصر فقط على عصر التكنولوجيا والاتصالات اليوم، هناك مثل هذا التقليد التاريخي.
ولهذا السبب انتفض الشبيبة الثورية، أتذكر السبعينيات؛ كان جميع الشبيبة الثورية تقريبا سياسيين، كان هناك فاشيون وكان هناك إسلاميون وكان هناك اشتراكيون، ولكن كانت هناك أيضًا حركة شبابية كبيرة، الشبيبة الثورية هي دائماً عنصر التحول والتغيير، يرفض الوضع الراهن من خلال نضاله، يلعب الشبيبة الثورية دوراً هاماً في الموقف الراديكالي الأخير لأوزغور أوزيل وحزب الشعب الجمهوري.
يتبع....
(ف)