مثقفون: تجربة الإدارة الذاتية نموذج لحل الأزمة السورية وتحقيق الديمقراطية
أكد مثقفون من مقاطعة الطبقة أن نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية القائم في شمال وشرق سوريا، نموذج ناجح ويسهم في الحل السياسي للأزمة السورية، مشيرين إلى أن الحكم اللا مركزي والمشاركة الشعبية الواسعة، هما من أهم الأدوات لتحقيق الديمقراطية والاستقرار في سوريا.
يعاني الشعب السوري، بعد سقوط نظام بشار الأسد، من مشكلات داخلية في ترتيب شكل الحكم بسوريا الجديدة، وتفرّد سلطة دمشق بالقرارات، إذ يرى مثقفون سوريون أن الإدارة الذاتية هي النموذج الأصح لبناء الدولة الجديدة.
نموذج الإدارة الذاتية.. إنجازات وتحديات
قالت الناشطة، نور السعيد، من مقاطعة الطبقة: "إن نموذج الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم شمال وشرق سوريا حقق العديد من الإنجازات البارزة، أبرزها حماية المناطق من النزاعات والحروب الأهلية."
وأضافت أن إنشاء قوات أمنية وعسكرية مثل قوات سوريا الديمقراطية، أسهم في حماية المنطقة من الهجمات الخارجية والداخلية، كما نجحت الإدارة الذاتية في لمّ شمل جميع المكونات تحت مظلة واحدة.
وأشارت إلى أن الإدارة الذاتية أسهمت في ضمان حقوق المكونات المختلفة، من خلال تطبيق سياسات تعزز التعددية والهوية الثقافية لكل مكون، وضمان مشاركتهم في صنع القرار.
وأكدت أن الإدارة الذاتية أثبتت أنه ليس من الضروري أن يكون هناك حزب موحد لمكون معين، أو أن تكون منطقة حكراً على مكون واحد.
الحكم اللا مركزي والمشاركة الشعبية
بدوره، أشار الناشط من المقاطعة ذاتها ياسر الكردي، إلى أن مشروع الإدارة الذاتية يقوم على الحكم اللا مركزي القائم على المشاركة الفعالة للمجتمع المحلي وتعزيز الديمقراطية المباشرة.
وقال: "لقد أنشأت الإدارة الذاتية مجالس المقاطعات والإدارات المحلية، ما وفر هيكلاً إدارياً لا مركزياً يضمن تمثيل المجتمعات المحلية في عمليات صنع القرار".
وأضاف الكردي أن نظام الرئاسة المشتركة، الذي يعتمد على التوازن بين الجنسين، يُعدّ من أبرز ميزات الإدارة الذاتية، حيث يعزز دور المرأة في إدارة المجتمع.
كما أشاد بجهود الإدارة الذاتية في تشجيع تأسيس منظمات المجتمع المدني والنقابات، ما مكّن المجتمع المحلي من لعب دور أكبر في جميع المجالات.
الحريات الفردية والتعددية الثقافية
وأوضح الكردي أن الإدارة الذاتية شهدت تحولات كبيرة في مجال الحريات الفردية، حيث تم إطلاق حرية التعبير والرأي والصحافة. كما تم دعم التعددية اللغوية والثقافية عبر إدخال اللغات المحلية في التعليم والإدارة والإعلام. وقال: "نموذج الإدارة الذاتية يمكن أن يكون مثالاً للسوريين لإدارة شؤونهم بأنفسهم وفق نظام يضمن حقوق الجميع ويؤسس لسوريا ديمقراطية وتعددية تسع جميع أبنائها".
مبادرات اجتماعية وثقافية
من جانبه، أشار الكاتب، أحمد العلي، إلى أن الإدارة الذاتية الديمقراطية أطلقت عدة مبادرات اجتماعية وثقافية تهدف إلى تعزيز النهضة في المجتمع المحلي. وقال: "من بين هذه المبادرات تنظيم مهرجانات ثقافية وفنية تحتفل بثقافة كل مكون، ما يعزز الهوية الثقافية ويجعل مناطق الإدارة الذاتية ملاذاً آمناً لجميع أبناء سوريا".
وأضاف العلي أن هذه المبادرات جعلت مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية، خاصة بعد سقوط نظام البعث، المناطق الأولى التي توفر الأمان والاستقرار لجميع السوريين.
وأكد أن هذا النموذج يمكن أن يكون حلاً للأزمة السورية وسبيلاً لتحقيق ديمقراطية الشعوب.
يؤكد المثقفون أن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا تُقدم نموذجاً عملياً للحكم اللا مركزي والمشاركة الشعبية، ويُسهم في الحل السياسي للأزمة السورية. من خلال تعزيز التعددية الثقافية وحقوق المكونات المختلفة، وإطلاق الحريات الفردية، وإشراك المجتمع المحلي في صنع القرار، وأن الديمقراطية ممكنة حتى في أكثر الظروف تعقيداً.
(أ م)