عام على مجزرة تقل بقل.. ماذا حدث هناك؟

"خلال نقلنا لجرحى القصف التركي على محطة الكهرباء، فجأة سمعت صوت الطائرات التركية تحوم فوق الموقع، وبدأت بالقصف، تناثرت الأشلاء في كل مكان، مشاهد لن أنسى تفاصيلها ما حييت"، هذا كان لسان حال إحدى الناجيات من المجزرة التي ارتكبها الاحتلال التركي في قرية تل بقل بريف مدينة ديرك شمال وشرق سوريا، بتاريخ 20 تشرين الثاني من العام الفائت.

عام على مجزرة تقل بقل.. ماذا حدث هناك؟
19 تشرين الثاني 2023   03:40
مركز الأخبار

في ليلة 19- 20 تشرين الثاني من عام 2022، ارتكبت دولة الاحتلال التركي مجزرة بحق أهالي مدينة ديرك التابعة لمقاطعة قامشلو، باستهدافها لجمع من الأهالي كانوا قد توجهوا إلى مكان قصفته طائرات الاحتلال في قرية تقل بقل التابعة للمدينة، وذلك لإسعاف جرحى القصف الأول. وأسفرت هذه المجزرة المروعة عن استشهاد 11 مواطناً، بينهم مراسل وكالتنا عصام عبد الله.

الذريعة جاهزة دائماً

دولة الاحتلال التركي التي تكنّ العداء للشعب الكردي وبشكل خاص لتجربة الديمقراطية لشعب شمال وشرق سوريا، لا تتوانى عن خلق مختلف الذرائع والحجج لشن هجمات على شعب المنطقة بهدف القضاء على هذه التجربة.

بتاريخ 13 تشرين الثاني 2022، حدث انفجار في شارع الاستقلال في حي بك أوغلي وسط مدينة إسطنبول أسفر عن سقوط 6 قتلى و81 جريحاً. وكعادتها استغلت دولة الاحتلال التركي الحادثة المفتعلة لاتهام قوات الحماية في شمال وشرق سوريا بالوقوف خلف الهجوم وبالتالي ذريعة لشن هجمات جديدة.

وعلى الرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية نفت اتهامات الاحتلال التركي، فإنه لم يتوانَ بتاريخ 19 تشرين الثاني 2022، عن شنّ سلسلة هجمات عسكرية ضد العشرات من المواقع في شمال وشرق سوريا، وأطلق على هذا الهجوم اسم "المخلب-السيف" طالت مناطق في شمال وشرق وسوريا وأخرى في جنوب كردستان.

أسفر قصف الاحتلال التركي بواسطة طائرات حربية ومسيّرة، عن تدمير محطات ومخازن للنفط وخروج العديد من مصادر الطاقة في شمال شرق سوريا عن الخدمة، فضلاً عن استشهاد وجرح عدد من المدنيين.

ماذا حدث في تقل بقل

هجمات الاحتلال التركي في 19/20 تشرين الثاني عام 2022 طالت العديد من مناطق شمال وشرق سوريا، مثل ديرك والدرباسية وزركان وكوباني وتل رفعت في مناطق الشهباء.

الهجوم الأعنف طال محطة تحويل الكهرباء في قرية تل بقل في ريف مدينة ديرك، وأسفر عن ارتكاب الاحتلال التركي مجزرة كبيرة في قرية "تقل بقل".

ففي بداية الهجوم على قرية "تقل بقل" استشهد عامل في شركة الكهرباء، وعندما حاول المدنيون الوصول إليه وإسعافه؛ شنّ طيران الاحتلال التركيّ غارةً أخرى، واستهدفت المدنيين المسعفين وارتكب مجزرة كبيرة، أسفرت عن استشهاد /11/ مدنيّاً، وجرح /6/ آخرين، كذلك ألحقت أضراراً بالغة بمحطّة تحويل الكهرباء.

وشهداء مجزرة تقل بقل هم كل من (حسين علي، وجيجك هاروني، وهلال قاسم، وهدية عبد الله، وعبيد خالد، ومحمود علي، وفايز عبد الله، ونوري جفتجي، وحسين خلتو ومازن أوسي، بالإضافة إلى مراسل وكالتنا عصام عبد الله).

كما أسفر استهداف الطيران الحربي للاحتلال التركي على منطقة الدرباسية عن استشهاد اثنين من حُرّاس صوامع القمح ومراكز زراعية، وفي منطقة زركان/ أبو راسين استشهد مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية.

وفي كوباني، ونتيجة القصف الجوي الموسّع عليها، وحسب ما تمّ توثيقه والتأكُّد منه؛ فقد أصيب ثلاثة مدنيّين بجروح، وألحقت أضرار بالغة بمنازل وممتلكات المدنيين.

كما أسفرت الهجمات التركية على إحدى نقاط قوات حكومة دمشق عن فقدان 15 عنصراً من عناصرها لحياتهم.

وتعليقاً على المجزرة قالت قوات سوريا الديمقراطية في نفس اليوم: "مرة أخرى أظهرت دولة الاحتلال التركي وجهها الحقيقي الفاشي المُتَّسِم بالإبادة ومعاداة الشعوب، فهي لا تتحمّل رؤية الاستقرار والعيش المشترك للشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا. هذه الهجمات لا تستهدف الشعب الكردي وحده، بل تستهدف جميع مكونات شمال وشرق سوريا".

عشرات المجازر وآلاف الشهداء

لم تكن مجزرة قرية تقل بقل هي الأولى وليست الأخيرة، فقد تعرضت مناطق شمال وشرق سوريا منذ أكثر من عقد من الزمن لعشرات المجازر راح ضحيتها آلاف الشهداء. وفي شهر تشرين الأول من العام الجاري تعرضت مناطق شمال وشرق سوريا لهجمات متتالية، طالت العديد من المؤسسات والمواقع الخدمية والبنى التحتية للمنطقة وأسفرت عن استشهاد 47 شخصاً.

وحسب إحصائية نشرتها وكالتنا في شهر تشرين الأول من العام الجاري، فقد ارتكبت دولة الاحتلال التركي منذ عام 2012 وحتى وقت إعداد التقرير 33 مجزرة في مناطق شمال وشرق سوريا سواء بشكل مباشر أو عن طريق المجموعات المرتزقة ما أسفر عن استشهاد أكثر من 2300 شخص وإصابة المئات.

(ك)

ANHA