صحف عربية: لا صحة للأنباء التي تفيد بلقاء الأسد مع رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي

فندت مصادر مطلعة في دمشق مزاعم حزب الشعب الجمهوري اللقاء بالأسد جملة وتفصيلاً، كما نفت أيضاً وجود أي تواصل مع أي حزب سياسي تركي "موالياً كان أو معارضاً".

صحف عربية: لا صحة للأنباء التي تفيد بلقاء الأسد مع رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي
11 تموز 2024   10:10
مركز الأخبار

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم، دور العراق في مساعي التقارب بين سوريا وتركيا، في وقت نفت فيه دمشق مزاعم حزب الشعب الجمهوري التركي اللقاء ببشار الأسد جملة وتفصيلاً.

محاولة بغداد للوساطة بين دمشق وأنقرة تثير عدداً من التساؤلات

تحت هذا العنوان "دوافع الوساطة العراقية بين سوريا وتركيا وتحدياتها"، بحثت صحيفة العرب في تقرير مطوّل دوافع هذه الوساطة والتحديات التي تواجه العراق.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في حوار له مع وسيلة إعلامية تركية، قوله إن بغداد "ترعى أجواء إيجابية بين البلدين"، وكانت صحيفة مقربة من حكومة دمشق ذكرت "أن اجتماعاً سورياً – تركياً مرتقباً ستشهده بغداد، وأنه سيكون خطوة في عملية تفاوض طويلة قد تفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية".

ويرى الباحث المصري حسين معلوم، في تقرير نشره مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أن محاولة بغداد إنجاز الوساطة بين دمشق وأنقرة، تُثير العديد من التساؤلات حول الدوافع العراقية من وراء ذلك، خاصة أن هناك تحديات كثيرة تواجه هذه الوساطة، بالنظر إلى تعقيدات الأوضاع التي تبدو عليها التوترات الحدودية بين الجانبين السوري والتركي.

ويوضح الباحث أن محاولة العراق للوساطة بين الجارتين، سوريا وتركيا، بهدف استعادة العلاقات بينهما، يستند إلى عدد من العوامل، أهمها: "تعزيز مكانة العراق كوسيط إقليمي، وما يتمتع به من ميزة العلاقات التاريخية مع كل من سوريا وتركيا، وفي إطار أنه جار لكل منهما، فضلاً عن أنه ليس معزولاً عن الآثار السلبية للأزمة السورية، ما يتيح له موقعاً متميزاً في الوساطة، والحسابات السياسية لحكومة السوداني، واستئناف تصدير النفط عبر تركيا، وزيادة التبادل التجاري بين بغداد وأنقرة، إلى جانب التوافق مع الدور الإيراني".

ويلفت الباحث إلى التحديات التي يواجهها العراق، وحددها على النحو التالي: "تراجع الثقة المتبادلة بين سوريا وتركيا، وتباين رؤى تسوية الأزمة السورية، وإشكاليات ترحيل اللاجئين السوريين، ومصير الانتخابات الأميركية المقبلة، والتنافس الإقليمي على الساحة السورية".

وترى الصحيفة في نهاية التقرير "أن الوساطة العراقية لاستعادة العلاقات السورية - التركية، وإن كانت تعتمد على كفاءة بغداد في التوسط في النزاعات الإقليمية، وفي الوقت نفسه على عدد من العوامل الدافعة لإيجاد أرضية مشتركة بين أنقرة ودمشق، فإن تحقيق مثل هذه الأرضية، وإنجاز مثل تلك المصالحة برعاية عراقية، يُواجه بعدد من التحديات. فإضافة إلى الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، والتنافس فيما بينها على الساحة السورية، فإن ثمة مصالح متباينة بين سوريا وتركيا يمكن أن تحدّ من نجاح الوساطة العراقية. فهذه المصالح ربما لا تتوافق إلا بخصوص تطبيق بعض المساومات، كـ "مسارات مستقبلية"، لحدودهما المشتركة، لا سيما في جغرافية الشمال الغربي من سوريا".

"لا صحة للأنباء بشأن موافقة سوريا اللقاء برئيس حزب الشعب الجمهوري التركي"

وفي الشأن ذاته، نقلت صحيفة الوطن عن مصدر مطلع بدمشق "نفيه الأنباء التي تحدثت عن تلقي حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض موافقة سوريا لاستقبال زعيم الحزب أوزعور أوزال".

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الدفاع التركي يشار غولر، وذكرت أنها تثير الشكوك حيال نوايا أنقرة بمسألة التقارب مع دمشق، حيث قال غولر إن بلاده عازمة على إنشاء ممر وصفته بـ "أمني"، بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول الحدود مع سوريا والعراق، وهو ما ترفضه سوريا وتطالب بانسحاب القوات التركية المحتلة من أراضيها.

ونقلت الصحيفة عن المصدر تأكيده "بعدم صحة الأنباء الصادرة من أنقرة جملة وتفصيلاً، والتي أعلنها برهان الدين بولوت، نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزل، وتحدث فيها عن تلقي موافقة من سورية من أجل اللقاء الذي يمكن أن يجري بين الرئيس بشار الأسد وأوزال في دمشق، وأن الأخير سيزور دمشق "بمجرد تهيئة الظروف".

ونفى المصدر أن يكون هناك أي تواصل مع أي حزب سياسي تركي، موالياً كان أو معارضاً.

وكان حزب الشعب الجمهوري، قد أعلن أمس الأربعاء، أنه تلقى رداً إيجابياً على طلب رئيسه أوزغور أوزيل لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بدمشق.

وقال نائب رئيس الحزب، برهان الدين بولوط إن: "طلب أوزيل زيارة سوريا، والاجتماع مع الأسد، قبلته دمشق"، لافتاً إلى أنه "جرى الانتهاء من المسألة المتعلقة بنية عقد اللقاء، ومن الآن فصاعداً كل ما سيتم بحثه هو إنضاج الشروط، وأين سيتم اللقاء، وفي أي موعد".

(ي م)