"ردّت النساء في شنكال على الفرمان بتنظيمهن"

أشارت الناطقة باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ)، رهام حجو إلى ردّ نساء شنكال على الفرمان بتنظيمهن وقالت: "أُعيدت كتابة تاريخ المقاومة والنضال والتنظيم الذاتي في شنكال".

"ردّت النساء في شنكال على الفرمان بتنظيمهن"
4 آب 2024   07:00
مركز الأخبار
هيلين أيلول

عُقد في العاصمة الأردنية عمان في الـ 1 من حزيران عام 2014، اجتماع حضره مسؤولون من الولايات المتّحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل والحزب الديمقراطي الكردستاني، وتمخّض الاجتماع عن خطّة شنّ هجوم جديد على الموصل، لذا هاجم داعش الموصل في الـ 10 من حزيران من العام ذاته، إذ سلّمت قوات الجيش العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني الموصل لمرتزقة داعش دون مقاومة. 

وتوجّهوا بعد تسليمهم للموصل لداعش إلى شنكال، ولأنّ الحزب الديمقراطي الكردستاني كان يعلم بهجوم داعش، فقد انسحب من شنكال لصالح الجيش العراقي الذي كان قد انسحب من المدينة سابقاً، وتسلّط الفيديوهات التي تظهر فيها قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني وهي تفرّ بأسلحتها وعتادها الضوء على خيانته مجدداً، هاجم مرتزقة داعش شنكال في الـ 3 من آب عام 2014، ما أجبر آلاف الإيزيديين على مغادرة شنكال وأسفر عن مقتل الآلاف، واعتبر المجتمع الإيزيدي هذا الهجوم الفرمان الـ 74.

الآن مرّت 10 أعوام على الفرمان، وعلى الرغم من تعرّضهن لـ 74 فرماناً (محاولة إبادة) تصرّ المرأة الإيزيدية على بناء حياة جديدة، وعلى هذا الأساس تشكّلت عام 2016 وحدات نساء شنكال (YJŞ) وكانت هذه هي المرّة الأولى التي تنظّم فيها المرأة الإيزيدية صفوفها ضمن وحدات حماية ذاتية (جوهرية)، وأصبحت وحدات نساء شنكال رمزَ المقاومة التي أُخيضت ضدّ داعش، وبعد تشكيل حركة حرية المرأة الإيزيدية تجمعت جميع الإيزيديات تحت لوائها وبدأن برصّ صفوفهن، ويتابع الإيزيديون بأنشطتهم وأعمالهم اليوم جهود "فرسان درويش عفدي الـ 12"، فقد تبنّوا مشروع الأمة الديمقراطية للقائد عبد الله أوجلان وطبّقوه في حياتهم.

وفي هذا السياق، تحدّثت عضوة المؤتمر القومي الكردستاني (KNK) في شنكال والناطقة باسم حركة حرية المرأة الإيزيدية (TAJÊ)، رهام حجو إلى وكالتنا.

واستذكرت رهام حجو شهداء فرمان 3 آب عام 2014 وقالت: "كمجتمع إيزيدي لن ننسى ذلك اليوم الأسود قط".

وأشارت رهام حجو إلى الهدف من هجوم شنكال والذي تسبّب بخروج الآلاف من أهالي شنكال من منازلهم وديارهم قائلةً: "وقع هجوم شنكال نتيجة اتفاق بين القوى المهيمنة وخيانة عائلة البرزاني، فقد خانت عائلة البرزاني المجتمع الإيزيدي من أجل مصالحها، ولم يثق المجتمع الإيزيدي بهذه القوى قط، فلطالما تعرّض للفرمانات والمجازر على أيديهم". 

وسلّطت رهام حجو الضوء على خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني قائلةً: "لن ينسى المجتمع الشنكالي خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني قط،، فبسبب هذه الخيانة، أُسرت الآلاف من نساء شنكال وجرى بيعهن في الأسواق، ودُمّرت الأماكن المقدّسة ودمّرت شنكال وتُرك مجتمع شنكال فاقد الأمل، ولا تزال خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البرزاني مستمرّة حتّى اليوم، ولم يقم الديمقراطي الكردستاني بخيانة المجتمع الإيزيدي وحده بل خان المجتمع الكردي بأسره من خلال التحالف مع الدولة التركية، لذا على أهالي جنوب كردستان الانتفاض على تحالف الديمقراطي الكردستاني مع الدولة التركية ويعرب عن رفضه له".

وتطرّقت رهام حجو خلال حديثها إلى الهدف من تشكيل حركة حرية المرأة الإيزيدية وقالت: "الهدف الأساسي لحركة حرية المرأة الإيزيدية هو تدريب وتوعية وتنظيم النساء الإيزيديات والعربيات والسنيات والشيعيات أي نساء جميع القوميات والمعتقدات وفق نموذج المجتمع الديمقراطي البيئي، والذي يصون حرية المرأة، وكان دور المرأة حاسماً في نقل الإيزيدية إلى يومنا الحاضر كثقافة المجتمع الطبيعي، ووفقاً لهذه الحقيقة، فإنّ الأمهات الإيزيديات هنّ خير من يمثّلن الدين الإيزيدي والثقافة والأخلاق الإيزيدية في المجتمع، وقد أخذت حركة حرية المرأة الإيزيدية على عاتقها دور ومهمّة الحفاظ على هذا الميراث في عملية البناء الاجتماعي هذا".

وأشارت رهام حجو إلى ردّ نساء شنكال على الفرمان بتنظيمهن وتطوير معرفتهن، وقالت: "لقد حققن العديد من المنجزات اليوم، ويناضلن الآن في سبيل الحفاظ على هذه المنجزات ومحاسبة المسؤولين عن الفرمان والمتورّطين فيه".

(ر)

ANHA