كاتب ومحلل: الممارسات المتواصلة ضد القائد عبد الله أوجلان ستؤدي إلى انفجار كبير

أكد الكاتب والمحلل السياسي السوري، محمد عيسى، أن لجوء السلطات التركية للتضيق على القائد أوجلان، الذي يُعدّ رمزاً للشعوب التواقة إلى الديمقراطية والعدالة، يدلل على حجم المأزق الذي يزيد من قلق حزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، بعد الفشل الداخلي والخارجي، وأشار إلى أن هذه الممارسات ستؤدي إلى انفجار مجتمعي كبير يهدد الدولة التركية، منوّهاً إلى أن الصراعات الإقليمية والدولية الحالية أثبتت قيمة وأهمية أفكار وفلسفة القائد أوجلان.

كاتب ومحلل: الممارسات المتواصلة ضد القائد عبد الله أوجلان ستؤدي إلى انفجار كبير
25 مايو 2024   03:00
مركز الأخبار
يحيى الحبيب

لم ترد أي معلومات عن صحة وسلامة القائد عبد الله أوجلان منذ آخر لقاء معه في 25 آذار 2021، وتمنع سلطات دولة الاحتلال التركي منذ ذلك الحين، عائلته ومحاميه من اللقاء به، بذريعة وجود ما تسمى (عقوبات انضباطية) والتي تمددها باستمرار، وآخرها في 21 أيار.

دلالات على حجم المأزق وخرق لجميع الأعراف والقوانين

الكاتب والمحلل السياسي السوري، محمد عيسى تحدث لوكالتنا حول العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، وقال: "لا شك بأن إمعان الحكومة التركية في التضييق على الحرية الشخصية وتشديد العقوبات الجسدية بحق القائد ورمز نضال الشعوب التواقة إلى الديمقراطية والعدالة عبد الله أوجلان، والمنتهية فترة محكوميته التي هي في الأصل جائرة وغير قانونية، يُعدّ خرقاً سافراً للأعراف والقوانين الدولية المتصلة بحقوق الإنسان".

ونوّه محمد عيسى: "هذا يدلل على حجم المأزق الذي بدأت تستشعر به حكومة العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، لجهة تنامي الرفض في الشارع التركي لسياساتها المتبعة في الملفات السياسية المختلفة الإقليمية منها والمحلية، والتي باتت تنعكس بشكل سلبي ومتزايد على الاقتصاد التركي وعلى سعر صرف العملة التركية، والأمن والاستقرار الاجتماعي، وخاصة بعد الانتخابات المحلية الأخيرة والتي وجّهت نتائجها صفعة قوية لأحلام أردوغان وحليفه في حزب الحركة القومية".

وأوضح محمد عيسى: "لأن المأزوم دوماً من سمات نهجه، التخبط والبحث عن شماعات يعلق عليها أسباب إخفاقاته ودواعي فشله، تأتي حملة التضييق ومفاقمة العقوبات بقصد صرف النظر في الشارع التركي عن الأسباب الحقيقية للأزمة المتصاعدة في الواقع التركي، والتي تقف خلفها السياسات الأردوغانية المتهورة".

ممارسات ستؤدي إلى انفجار كبير

وحول تداعيات سياسة العزل والبطش والتضييق، رأى عيسى أنه: "ضمن المناخات الدولية والإقليمية الحالية يمكن أن يؤدي ذلك إلى انفجار اجتماعي كبير؛ فهذا منطق التاريخ، فحينما تحتدم التناقضات وفي لحظة معينة وضمن ظروف التعنت وانسداد أفق الحوار وطرق الحل للمسائل الوطنية والعرقية والإثنية ذات الصلة، فمن الجدير ذكره في هذه النقطة أن الحكومة التركية قد فوتت جميع فرص الدعوة إلى الحوار ووقف العمليات العسكرية والهدن من طرف حزب العمال الكردستاني".

وتابع في هذا السياق: "لذلك من الطبيعي أن تؤدي السياسة الشوفينية الإسلاموية العثمانية الجذور والمتنكرة للوجود التاريخي والثقافي الحضاري لباقي المكونات، إلى تفاقم التناقضات وإلى تفجر الدولة التركية من الداخل؛ نظراً لضيق هذا اللبوس القومجي على المضامين العرقية والإثنية القائمة".

الأزمات الدولية والإقليمية الحالية تثبت قيمة أفكار أوجلان

الكاتب والمحلل السياسي أشار إلى أن: "الصراعات التي شهدتها دول المنطقة في المائة عام الماضية وتشهدها أخيراً، وخاصة بعد انفجار الدولة الوطنية في أكثر من بلد عربي بعد انطلاق موجة الربيع العربي الأخيرة، وعلى وجه الخصوص بعد تداعيات حرب غزة الأخيرة والصراعات والحروب والتداعيات التي تركتها وما تزال تنبئ بإيقاظها، يتضح بالدليل القاطع فشل نموذج الدولة القومية والعقائدية المعمول فيه والمعتمد في دول منطقتنا العربية وفي إيران وتركيا وإسرائيل، ويؤكد عجزه عن الاستجابة لمصالح  جميع الأطراف المجتمعية المكونة للدولة، وأيضاً عدم احترامه وتهميشه  للهويات الثقافية والحضارية لمكونات عديدة  ضمن مظلة الدولة المركزية القومية الأحادية الهوية القومية والثقافية".

وأضاف عيسى: "إزاء ذلك المأزق الحتمي سيكون من الموضوعية ومن الأهمية الأخلاقية والتاريخية، الإنصات طويلاً إلى صوت العقل والإبداع في فكر المفكر القائد أوجلان في اجتراحه لفكرة الأمة الديمقراطية، التي تساوي بين جميع المكونات وتخرج مجتمعات الدولة القومية المركزية من مأزقها الراهن نحو مجتمع أخوة الشعوب الحرة المتشاركة على قدم المساواة في أعباء وحقوق الدولة الديمقراطية العادلة".

واختتم الكاتب والمحلل السياسي السوري، محمد عيسى حديثه بالقول: "إن التأمل بواقع المشكلات والصراعات التي تكابدها شعوب المنطقة، بما فيها شعوب إيران وتركيا وإسرائيل، يقودنا إلى صوت العقل والمنطق والذي يحتم على جميع النخب والحركات السياسية والتيارات الفكرية، الارتقاء إلى مستوى التحديات التي كانت الهاجس في تفكير المفكر القائد أوجلان عندما ابتكر فكرة الأمة الديمقراطية كبديل واقعي مقنع ومخرج منطقي من ويلات الدولة النمطية القومية المأزومة القائمة".

(أ ب)

ANHA