شكوك حول نجاح المفاوضات في إنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل

أشارت صحيفة أميركية إلى أن هناك شكوكاً واسعة النطاق في أن تؤدي المفاوضات الحالية إلى نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس، فيما حذر رئيس وزراء سنغافورة من أن زيادة التوترات بين الولايات المتحدة والصين سيكون لها تأثير على اقتصاد بلاده ومناطق أوسع.

شكوك حول نجاح المفاوضات في إنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل
19 آب 2024   09:25
مركز الأخبار

تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم الشكوك بخصوص نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس والتحذيرات من تداعيات زيادة التنافس بين الصين وأمريكا على العالم.

بلينكن يصل إلى إسرائيل للدفع باتفاق وقف إطلاق النار وسط شكوك في نجاحه

وصل أمس الأحد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، في رحلة تركز على سد الفجوات الكبيرة بين إسرائيل وحماس، بشأن اقتراح وقف إطلاق النار الذي ترعاه الولايات المتحدة، والذي يهدف إلى إنهاء 10 أشهر من القتال.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية، إن بلينكن سيعقد اجتماعات اليوم مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت. ومن المقرر أن يسافر بلينكن إلى مصر غداً.

وقدم المفاوضون الأميركيون، بقيادة مدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، اقتراحاً لتقريب وجهات النظر لكلا الطرفين الجمعة، معلنين هدف اختتام المفاوضات في أقرب وقت هذا الأسبوع. ولكن لا تزال هناك شكوك جدية، بحسب الصحيفة.

ونفى مسؤولو حماس ادعاء الرئيس جو بايدن بأن المحادثات كانت قريبة من النهاية، وقالوا للصحفيين السبت، إن هذا عبارة عن "وهم"، وأمس اتهموا إسرائيل مرة أخرى بتغيير شروط المفاوضات المتفق عليها سابقاً.

وأقرّ مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية بالفجوات المتبقية، لكنه قال إن هناك اعتقاداً قوياً داخل إدارة بايدن بأن التناقضات "قابلة للسد".

ورفض مسؤول إسرائيلي التعليق على فحوى المحادثات. وقال نتنياهو، متحدثاً أمام حكومته الأحد: "هناك أشياء يمكننا أن نكون مرنين بشأنها، وهناك أشياء لا يمكننا أن نكون مرنين بشأنها، ونحن نصر عليها". وأضاف: "نعلم جيداً كيف نفرق بين الاثنين".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل إن بلينكن سيضغط بقوة من أجل إبرام الصفقة، التي "من شأنها أن تحقق وقف إطلاق النار في غزة، وتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن، وضمان توزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة، وتهيئة الظروف لتعاون إقليمي أوسع نطاقاً".

وحتى لو تم التوصل إلى اتفاق، فإن هناك شكوكاً واسعة النطاق في أنه سيؤدي إلى نهاية الحرب بسبب الغموض في لغته. وبعد أن تطلق حماس سراح معظم الرهائن الذين كانت بحوزتها خلال الأسابيع الستة الأولى من وقف إطلاق النار، ستدخل إسرائيل وحماس في مفاوضات من أجل وقف دائم لإطلاق النار. لكن إذا قررت إسرائيل أن تلك المحادثات انهارت، فيمكنها استئناف عملياتها العسكرية في غزة، حسبما قال دبلوماسيون مطلعون على الاتفاق.

وقال سامي أبو زهري، المتحدث باسم حماس، للصحيفة، إن هذا يجعل وقف إطلاق النار أقل تأكيداً. وأضاف: "لا توجد ضمانات أو التزامات لوقف الحرب بعد تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق. لماذا نبرم اتفاقاً لا يؤدي إلى وقف الحرب؟"

ويخيم على المفاوضات التهديد بأن إيران وحزب الله سيهاجمان إسرائيل بسبب مقتل زعيم حماس السياسي إسماعيل هنية في طهران والقائد الكبير لحزب الله فؤاد شكر في لبنان، وهو ما ألقوا باللوم فيه على إسرائيل. ولم تؤكد إسرائيل ولم تنف دورها في مقتل هنية، على الرغم من أنها أبلغت مسؤولين أميركيين بشكل خاص بأنها مسؤولة.

وقال باتيل إن بلينكن: "سيؤكد على الحاجة الماسة لجميع الأطراف في المنطقة لتجنب التصعيد أو أي أعمال أخرى يمكن أن تقوض القدرة على وضع اللمسات النهائية على اتفاق".

رئيس وزراء سنغافورة يحذر من التداعيات الإقليمية الناجمة عن التوترات بين الولايات المتحدة والصين

حذر رئيس وزراء سنغافورة من أن زيادة التوترات بين الولايات المتحدة والصين سيكون لها تأثير على اقتصاد بلاده ومناطق أوسع.

وقال لورانس وونغ، الذي تولى منصبه في أيار، أمس الأحد في خطاب إن "التنافس المتزايد" بين واشنطن وبكين هو أكبر مصدر قلق جيوسياسي لسنغافورة.

وأضاف أن: "الشكوك المتبادلة وانعدام الثقة ستستمر"، مما يؤثر على التجارة الدولية والأمن والتعاون، "كوننا دولة صغيرة، تعتمد بشكل كامل على التجارة وبيئة عالمية مستقرة، فمن المحتم أن نتأثر".

وقال وونغ إنه بغضّ النظر عمّن سيفوز في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني في الولايات المتحدة، "فمن الواضح أن موقف أمريكا تجاه الصين يزداد تشدداً. وفي الوقت نفسه، الصين مقتنعة بأن أمريكا تحاول احتوائها وقمع صعودها. وزادت إدارتا ترامب وبايدن التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية، وهو ما ردت عليه بكين بإجراءات مضادة".

وتوفر الولايات المتحدة قدراً كبيراً من القدرات العسكرية لسنغافورة، في حين تُعَد الصين الشريك التجاري الأكبر لسنغافورة. ويمثل الحفاظ على علاقات جيدة مع كليهما أولوية بالنسبة لسنغافورة، ولكنه يمثل أيضاً تحدياً متزايداً.

وحذر وونغ أيضاً من تغير خريطة التصنيع العالمية. وقال إنه عندما كانت الدول المتقدمة تستعين بمصادر خارجية للإنتاج في مواقع أرخص في آسيا، "فقد انتهى هذا العصر"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة والصين والدول الأوروبية ترغب في إعادة تشكيل سلاسل التوريد لصالحها.

(م ش)