مذكرة التفاهم بين أنقرة وطرابلس تشعل الشارع الليبي غضباً

أشعلت مذكرة تفاهم موقعة بين دولة الاحتلال التركي والحكومة الليبية المؤقتة غضب الشارع الليبي، بعد الكشف عن بنود الاتفاقية، والتي عدّها محللون إذعاناً للاستعمار التركي، في حين ذكرت تقارير إسرائيلية أن نقطة الخلاف الرئيسة في مفاوضات الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل هو محور فيلادلفيا، التي تصر فيها الأولى على انسحاب الجيش الإسرائيلي وهو ما ترفضه تل أبيب.

مذكرة التفاهم بين أنقرة وطرابلس تشعل الشارع الليبي غضباً
19 آب 2024   10:02
مركز الأخبار

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم، الاتفاقية الموقعة بين دولة الاحتلال التركي والحكومة الليبية المؤقتة، إلى جانب مفاوضات الهدنة بين حماس وإسرائيل ومفاوضات جنيف بشأن الأزمة السودانية.

ليبيا: انتقادات واسعة للدبيبة بعد كشف بنود اتفاق موقّع مع تركيا

البداية من الشأن الليبي، لفتت صحيفة الشرق الأوسط إلى تصاعد حدة الانتقادات الموجهة لرئيس حكومة "الوحدة الوطنية" المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، عقب الكشف عن بنود "مذكرة تفاهم" جرى توقيعها مع تركيا في آذار الماضي.

وتتكون المذكرة من 24 بنداً، وتتمحور حول "مزايا واسعة ممنوحة، وحصانة قانونية" للقوات التركية في غرب ليبيا، وصفها ليبيون بأنها "إذعان كامل" لأنقرة، من بينها، أن "أي جرائم يرتكبها أفراد عسكريون أتراك في أثناء أداء واجباتهم الرسمية ستخضع للقانون التركي، وإذا ارتكبوا أي جرائم - خارج الواجب تخضع للقوانين الليبية أو تطبق العقوبات المتفق عليها في تشريعات كلتا الدولتين".

وفور تداول بنود المذكرة، تصاعدت الانتقادات التي وجهت للدبيبة، ووصفها البعض بـ "اتفاقية الخزي والعار"، بينما عدّها محللون سياسيون كفيلة "بإشعال المدن الليبية ضد الاستعمار التركي".

ويعتقد المحللون أن بنود الاتفاقية "تجعل من ليبيا قاعدة عسكرية لتركيا، كما أنها تتيح للأخيرة الوصول إلى المجال الجوي والبحري الليبي من دون قيود؛ وهذا الأمر قد يتسبب في ارتفاع مستوى التوتر الإقليمي".

ويضيف المحللون أنه "في حال جرى اعتماد هذه الاتفاقية ودخولها حيز التنفيذ؛ فهذا يعني أن ليبيا أصبحت رسمياً تحت الاحتلال التركي؛ بل مطالبة أيضاً بدفع ثمن الاحتلال أيضاً".

الخلاف حول محور فيلادلفيا يعرقل جهود التوصل إلى اتفاق حول غزة

ذكرت صحيفة العرب اللندنية، نقلاً عن تقارير إسرائيلية، أن محور فيلادلفيا، يشكل نقطة الخلاف الرئيسة في المفاوضات بشأن التوصل إلى اتفاق مع حماس.

ويبذل الوسطاء جهوداً للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وقد وصل مساء الأحد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، ومن المنتظر أن يشارك الثلاثاء في المحادثات المرتقب استئنافها في مصر.

وبحسب التقارير الإسرائيلية، فإن حماس تصر على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، بينما تصر تل أبيب على إبقاء السيطرة على المحور لمنع إعادة تأهيل شبكة أنفاق التهريب في سيناء”.

وأضافت أن "إسرائيل يمكنها الانسحاب من محور فيلادلفيا لمدة 6 أسابيع على الأكثر للسماح بإطلاق سراح الرهائن".

وتابع المصدر "تكمن الصعوبة الإسرائيلية في الموافقة على الانسحاب (من محور فيلادلفيا) في هذه المرحلة نظراً لأنها لم تحدد بعد مواقع جميع أنفاق حماس وتدميرها".

وتلفت إلى أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تصر على الاحتفاظ بقدرتها على العودة والقتال ضد حماس وعدم الموافقة على وقف الحرب".

ماذا تحمل مفاوضات جنيف بشأن الحرب في السودان؟

صحيفة العربي الجديد، تناولت من جهتها مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السودانية، وأشارت إلى أن المفاوضات في جنيف تحوّلت لمحادثاتٍ بين المشاركين والوسطاء، واتصالات يجريها الوسيط الأميركي عبر الهاتف مع البرهان، الذي يبدو أنّه في حاجة إلى وقت إضافي لمعالجة مسائل داخل قوى التحالف السياسي والعسكري الذي يقوده.

وتتابع الصحيفة أن الوسطاء يراهنون على أن يأتي وقت يُقدّم فيه بعض التنازلات كي يسوّقوا نجاح وساطتهم، والأمر يعتمد حجم الضغوط، التي يمارسها الوسطاء، إضافة إلى إمكانية حلحلة الخلافات داخل التحالف الذي يقوده البرهان ومقدرته على حسم قراره.

وترى الصحيفة أن مفاوضات (أو محادثات) جنيف قد تختلف عن سابقاتها، إذ يسعى الوسطاء والمراقبون إلى بناء تصوّر لاتفاق بينهم، يركّز على وضع آلية لوقف الأعمال العسكرية، أو وقف التصعيد، بما يسمح بفتح معابر لإدخال المساعدات الإنسانية.

وما يدعم هذا المسعى هو أنّ "مجلس السيادة" قرر فتح معبر أدري الحدودي مع تشاد، بهدف السماح لمرور المساعدات الإنسانية الدولية، ما يعني أنّها ستعبر مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع بموافقة الجيش السوداني، الأمر الذي قد يفيد بأن مفاوضات جنيف يمكنها أن تفتح أبواباً لجولات تفاوضية مباشرة بين أطراف الحرب السودانية، وفق الصحيفة.

(د ع)